المنبرالحر

المقامة المؤيدية : اسرق .. اسرق يا مسؤول / مؤيد عبد الستار

اصبحت سرقة اموال واطيان الدولة ، من دور ومبان ودولارات ودنانير ، عادة مستحكمة لدى المسؤولين ، لا يخجل منها أحد ، ولا يستحي منها كبير او صغير .
بل على العكس ، صارت محل مباهاة وافتخار ، فالرجل الذي( يعبي بالسفينة رقي ) كما يقول المثل العراقي ، حتى اخذ معظمهم يفتخر امام اهله ومعارفه بانه لص كبير يسرق اموال الدولة ويحملها معه الى حيث البنوك الامنة والمصارف الخائنة .
والغريب أن تجد أهله وخلانه ، من زوج وابناء واخوان ومعارف واصدقاء ، يفرحون لسرقته الاموال ، فينعمون ببعض ما يجود به عليهم من فتات الدنانير والدولارات او مناصب ووظائف في السفارات ، والملحقيات التجارية والدبلوماسية والوزارات، فكثرت لدينا وظيفة المستشار البارع والمدير الالمعي ، الذي ينتمي للدوحة الاسرية للمسؤول الكبير .
وبتدقيق بسيط في ماضي وحاضر القوم ، من اسياد العصر الاغبر الحديث ، نجد ان العديد ممن عرفناهم كانوا ينامون غرثى لايملكون من دنياهم شروى نقير ، ولا عرفوا للبر مذ خلقوا طعما ، فاصبحوا بين ليلة وضحاها في عداد اصحاب الملايين، يبزون في الثراء بول غيتس و طيب الذكر مستر 5 % كولبنكيان .
اذ ما ان سلمهم المواطن البرئ ورقته الانتخابية ، وصوت لهم في ليلة ظلماء اعتمد فيها على اولي الالباب من سادة واخيار ، كانوا يبيتون له مصيدة وفخا محكما ، حتى شمروا عن سواعدهم ينهبون بيت المال ، فافرغوا الخزائن التي فاقت ما يملكه قارون ، و باتوا متخمين بالاموال حتى انتفخت بطونهم لترتفع فوق صدورهم واصبحوا كالضفادع المنتفخة الاوداج وقت السفاد ، وظهروا في المحافل وهم يسحبون بطونهم المتدلية يتنقلون في سيارات فارهة ، ويسيرون في مواكب الحمايات ذات الجلبة الفارغة ، يزعقون في الشوارع ان افسحوا لنا في الطريق لنركض مسرعين الى وليمة السلطان قبل ان تنسف الخرفان المتبلة بالهيل وماء الورد ، والمعجنات اللوزية والجوزية ، ونسوا انهم سيقفون امام رب يصلون له كذبا بكرة وعشيا ، وسيصليهم بجهنم وبئس المصير ، ولكن قبل ذلك سيلفظهم الناس الذين خدعوا بهم ، و سينهالون عليهم بما ملكت ايديهم من ادوات ابو تحسين يوم انهال على وجه طاغية العراق يلهبه بصفعات لا تنسى.
فالى ذلك اليوم القريب ، الذي جعلته طائرات العم بوتين اقرب الى الواقع من الخيال ، سنشرب نخب الانتصار على القوم الظالمين .
كتبت في 25 ذي الحجة36 14 هجرية .