المنبرالحر

الريحة وصلت للذيل / محمد علي محيي الدين

الفساد آفة وقد تحولت إلى إخطبوط مدمر امتد نحو الاتجاهات جميعها، بل يندر أن تخلو مؤسسة أو دائرة من فاسد أو أكثر، حتى اصبح النزيه يشار له بالأصبع كما كنا نشير للفاسدين في عقود سابقة، لانهم كانوا أقلية منبوذة محتقرة في المجتمع، فيما اليوم يتباهى الفاسد بفساده ولا يستحي منه ، وبعضهم يطالبون بالرشى علنية ودون أدنى خجل أو خوف من واش أو رقيب. المضحك المبكي أن الغالبية يسلك دروب الفساد ويرفع عقيرته بمحاربته وبعضهم يحتفظ بملفات تدين من لديه ملفات ضده وهكذا حافظ الفاسدون على أنفسهم من العقاب.
اما العجيب في الموضوع إن العقاب ينال صغار الفاسدين ويهمل كبارهم ومعظم الأحكام الصادرة بحق بعض الوزراء والمدراء والنواب صدرت غيابيا، وقد هيئ لهم المجال للهرب والعيش في البلدان التي يحملون جنسياتها كي لا ينالهم عقاب، حيث لا يبدو في الأفق ما يشير الى محاسبة كبار المفسدين والواقع الملموس اثبت ان العقاب ينال صغار الفاسدين كما حدث في إحدى المستشفيات حين غرم عامل ألفي دينار لسرقته علبة جبن وذلك الموظف الذي سجن خمس سنوات لأخذه رشوة قدرها خمسون ألف دينار.
واغلب الظن ان صغار الفاسدين ليس لهم من يحميهم فيما ينعم كبارهم بالحماية والأمان. ضحك سوادي الناطور وقال: تريد الصدگ هاي سالفة الفساد ما تخلص ولا ترهم الها چاره وكلما جالها أتزود، وعرش الفساد بكل مچان، وگبل چانوا يگولون افلان موظف فاسد، هسه تساوت وكثروا الفاسدين وصاروا أكثر من النزيهين وهاي طرگاعه طاحت على روس الوادم، وين ما تروح (ورق) و(عبر) و(خرخش)، والنزاهة ألله يطول عمرها، ايدها كصيرة لأن الكبار ما تگدرلهم وگامت تدور الحرش. يگولون يوم من الأيام چان ملا عبود الكرخي بسكلة السمچ شاف الباشا نوري سعيد بالسكله، الملا ما يگعد راحه ولازم يتحرش بيه، من تقرب منه الباشا تناوش سمچه وشمها من ذيلها، الباشا گله ملا عبود السمچه يشموها من راسها وأنته أتشم الذيل، گالله باشا آنه أدري بالراس خايس بس ردت أشوف الجيفه وصلت للرجلين، عاد ولا أحنه خاس الراس والرجلين ونخاف الماي تطلع ريحته وتعال يا عمي شيلني!