المنبرالحر

العبادي .. في الصيف ضيعت اللبن / د. مؤيد عبد الستار

بعد جعجعة الاصلاحات الحكومية كشرت الكتل السياسية عن انيابها في وجه العبادي ، فارغمته على التراجع عن ما اراد تغييره في العملية السياسية ، من خلال عرقلة تنفيذ اي قرار واولها اقالة نواب رئيس الجمهورية ، ثم تشجعت القوى السياسية فاصدرت قرارا في مجلس النواب بسحب تفويض العبادي ومنعه من القيام بالاصلاحات الا بعد موافقة مجلس النواب عليها وعلى شرط ان لا تخالف الدستور والقانون .. بمعنى اخر طبقوا المثل العراقي عليه : باقة لا تحلين .. كرصة لا تكسرين .. اكلي لما تشبعين .
وبذلك يكون العبادي قد خسر اللعبة التي حاول فيها مصارعة القوى السياسية مستندا الى تفويض المتظاهرين ومجلس النواب والمرجعية ، والسبب يعود الى انه لم يبادر بالضرب بيد من حديد في الوقت المناسب ، وحاول ارتداء قفاز كتلته ، والابتعاد عن ادانة الفاسدين من اقرانه وخلانه ، رغم انهم ليسوا من خلان الوفا ولا من اخوان الصفا ، فكانوا اشبه بالثعالب التي اختبأت خلف رئيس الوزراء ثم اطلت برأسها حين أمنت ثورة الشعب ورأت تراجع مستويات التظاهر و التي كان ابرز اسبابها رفع شعار داعش من ورائكم والبعث من امامكم ، فاهتزت عزيمة الجماهير ، وتراجع حماسهم ، ولكن لهذا التراجع حدود سوف يجتازها المواطن الخسران في لعبة القط والفار سريعا ، ولا بد لطلائع الجماهير ان تنهض بالمهمة الاليمة ، وان تترك ساحة التحرير، وتبدأ بالتظاهر امام مجلس النواب لاقتلاعه من اساسه ومن ثم اقالة الوزارة واختيار مرشح جماهيري والعهدة له بتشكيل حكومة نزيهة مهنية من الاسماء الكفوءة التي تستطيع قيادة دفة البلاد والوصول بها الى شاطئ الامان.