المنبرالحر

تظاهرات الامس والقوات الامنية! / د. محمود القبطان

امس خرجت تظاهرة سلمية امام بوابة مجلس"الاعيان" عفوا النواب العراقي حيث اُعلن عن هذه الفعالية في يوم الجمعة الماضية في 13 ت2 في محاولة لاسماع اصوات الحراك المدني السلمي الى السلطة التشريعية لكن ما حدث ان القوات الامنية انتشرت بأعداد كبيرة جدا مع تعليماتها"الخاصة" حسب ما ذكره الناشط المدني حسين النجار من على فضائية الحرة –عراق أمس.كان ردة فعل القوات الامنية قاسيا حيث تعرض البعض الى الضرب والتهديد لا بل وصل الأمر ببعض الضباط لاجبار المعتقلين على توقيع التعهدات بأن لا يخرجوا مرة اخرى في التظاهرات.اسلوب بعثي صرف لا بل صلف الى أبعد الحدود بالرغم من تأكيدات رئيس العبادي بضرورة احترام الحراك المدني وحماية المتظاهرين ,فهل كانت تصريحات العبادي حقيقية ونابعة من شعور وطني بحماية هذا الحراك الشعبي أم ذر الرماد في العيون مسايرة لهذا الحراك حيث ايديته المرجعية الدينية منذ البداية؟ لقد تجاوز احد افراد الشرطة الاتحادية قبل عشرة ايام بإطلاق العيارات النارية في الهواء وقيل حينها ان الضابط المسؤول وبّخَ هذا العنصر أما ماحدث في الامس هل كان تصرفا فرديا ايضا أم كان تصرفا مدروسا ولماذا هذا النفس البعثي البغيض بأخذ التعهدات من المتظاهرين المعتقلين والتي تلقوا الضربات والكلمات النابية وسؤال آخر هل هذا التصرف والسب والشتم يجوز في الإسلام بإعتبار الجماعة |حُماة " الاسلام الجديد.ماذا نقول عن داعش الارهابي عندما يضرب ويشتم ويعدم ويأخذ تعهدات من الناس؟ اليس هؤلاء هم داعشيو الداخل أم اين يمكن ان نضعهم حيال هكذا تصرفات خرقاء ومدانة.السيد العبادي أمرا"فورا" بتشكيل لجنة للتحقيق بهذا الخرق...أرجوا أن لا أكون مخطأ لان كافة اللجان لم تصل الى نتيجة ولا القضاء أخذ مجراه في هذا الامر.هل يريد العبادي امتصاص نقمة الشارع على تباطئ الاصلاحات وتردي الأمن واستمرار الفاسدين في نهبهم أموال العراق دون رادع يسرحون ويمرحون واستمرار الجريمة المنظمة والبطالة المروعة لا سيما بين الشباب ومعاناة النازحين .أمام السيد العبادي حقيقة لا يمكن إخفاؤها وهي تعدي القوات الامنية حدودها بإعتقال النشطاء المدنيين واهانتهم وضربهم ومحاولة بائسة ويائسة بأخذ تعهدات منهم في محاولة للضغط عليهم وعدم الخروج في ايام الجمع التالية فأما ان يتخذ وبضربة جدية, حيث انه رئيس الوزراء ,خطوة لايقاف هذه التجاوزات نهائيا ومعاقبة من تجاوز على المتظاهرين السلميين وأما يريد من ذلك تهدأة الاوضاع الملتهبة حيث سوف تعتبر كل تصريحاته بشأن الاصلاح مجرد فقاعة "سياسية" لا تدوم وسرعان ما تنفجر حيث سوف تجر العبادي نفسه الى موقع خلفية لا يذكره أحد وبذلك يستمر العراق في تدهوره على كافة المستويات وفساد حكامه كلهم"شلع" وأحزابهم الاسلاموية الفاسدة.
الحراك المدني السلمي سوف يستمر قَبِلَ به الحكام أم لم يقبلوا وسوف يستمر سلميا ولن يستطيعوا ان يمنعوه وسوف لن تتكرر حادثة الشهيد هادي المهدي مرة اخرى كما فعلها سلف العبادي. فهذا درس تم استيعابه من قبل من استولى على السلطة وفي النهاية على العبادي ان يؤشر بتصريح أمام الإعلام عما حدث ويدينه ويقدم مرتكبيه الى القضاء وبعكسه فهو مشترك في هذا التصرف المدان.