المنبرالحر

المثال العراقي: الحكومة تضرب والقضاء ينام والبرلمان يتفرج / عبد جعفر

بساطيل وهراوات الحكومة نزلت كالعادة على ظهر المتظاهرين في المنطقة الخضراء من أجل الإصلاح. الرئيس طلب بفتح التحقيق بالأمر، كأن الضرب والشتم والإعتقال لا يعرف منفذيه أوممن أعطوا الأوامر.
القضاء مازال يغط بالنوم ولم يرفع دعوى ضد المسببين في هذا الخرق القانوني والأخلاقي الواضح للعيان، أما البرلمان (ممثلو الشعب) ظل متفرجا على ضرب (منافسيه في تمثيل الشعب) كأن الذين ضربوا من كوكب أخر، ولم يتعب نفسه في إصدار بيان إستنكاري على ماجرى أمام ناظريه.
السلطات الثلاث تتنافس وتتصارع علنا وسرا على سحب الصلاحيات من بعضها البعض ألا في أمر الحراك الشعبي فهي متكاتفة، فهو أكثر خطورة عليها من أية جهة أخرى، لسبب بسيط وواضح أنه يريد إصلاح ما أفسدته سلطاتهم ومحاكمة المفسدين وإخراج البلاد من مأزق قلة الخدمات والنهب والإفلاس وضياع الموارد والإرهاب وغيرها من الأمور التي تتعلق بحياة الشعب وأمنه وإستقراره وحفظ كرامته.
هراوات الحكومة وإعتقالاتها وشتائمها، ماهي ألا تحذيرات تبدو (مساجا) خفيفا، فهي لم تستخدم بعد قوتها المفرطة ألا قليلا من رصاص حي، وقنابل مسيلة للدموع، ورصاص المطاطي، وماء حار لتفريق المتظاهرين. كما أن قاموس الشتائم البذئية لم تستخدم كل كلماته. ولا ندري ماذا سيضيفون الى شتائم إعلام صدام حسين في وصف المتنفضين بالغوغاء والرعاع؟!
يبدو (نواطير) المنطقة الخضراء بأسلحتهم وبساطيلهم يعتقدون إنهم في إعادة بروفات حكومات القمع المتعاقبة على العراق، في فرض الحصار على المتظاهرين وتغييب بعضهم في المعتقلات، بإستطاعتهم أن يخنقوا توق العراقيين الى الحرية والعيش الكريم.
وحسبة بسيطة، عليهم قراءة للتاريخ ويعرفوا أين أصبح مكان ومصير طغاة وجلادي الوطن. فنهر الغضب أذا ارتفع سيجرف كل سدود القمع والإستعلاء ومعه عروش الفساد واللصوص. وأن غدا لناظره قريب.