المنبرالحر

الرئيس أنجز مهمته ..!/ علي فهد ياسين

الاسطوانة التي بررت بها القيادة التركية وصول مجموعة من قواتها( المتواجدة أصلاً على الاراضي العراقية منذ سنوات) الى بعشيقة، في مهمة(تدريب) استعداداً للمساهمة في تحرير الموصل، تضمنت أكثر من (نشاز) لعازفيها الرئيسيين(أردوغان وأوغلو) في تصريحاتهم التي أعقبت الحدث، مثلما كانت عليه تصريحات الساسة العراقيين، خاصةً تبادلهما الاتهام والنفي بالاتفاق المسبق بينهما !.
الأمريكيون الذين يقودون (تحالفاً) لمواجهة داعش، ويعتبرون السلطات في العراق وتركيا أعضاءاً فيه، اعتمدوا اسلوب (الاسترخاء) للفصل بين الطرفين، بالرغم من وضوح الفعل وسهولة تعريفه السياسي والدبلوماسي وفق القانون الدولي، بأنه انتهاك لـ (سيادة!) العراق.
هذا(الشد والجذب) الاعلامي الذي أنتجه الحدث سينتهي وستنسحب المجموعة العسكرية التركية الى مواقعها( في العراق!)، بعد أنجازها (مهمة) الرئيس التركي في نقل قيادات داعش التي تجمعت في الموصل الى تركيا، عبر الممرات المفتوحة للقوات التركية من كردستان، بعد الانتصارات المتلاحقة للقوات العراقية في قواطع العمليات، والغارات الجوية النوعية للطيران الروسي في سوريا.
لقد تناقلت وسائل الاعلام العراقية خبراً مهماً حول الغارة النوعية التي نفذها الطيران العراقي على مجموعة من قيادات داعش في الحادي عشر من اكتوبر الماضي، وكان أُعلن في حينه احتمال اصابة (الخليفة) ضمنهم باصابات بليغة، وعن احتمال نقله الى تركيا للعلاج، وبغض النظر عن صحة اصابته من عدمها، فأن هناك قيادات مهمة من الصف الأول تجمعت في الموصل، المدينة التي يعيش فيها ما يقرب من الثلاثة ملايين مواطن، وهي المكان الانسب لتواجد هذه القيادات( مدرّعة) ومحتمية بهم، خاصةً مع الاسلوب الوحشي لهذه العصابات في فرض سيطرتها عليهم وعلى عموم المدن التي احتلتها .
بالتواقت مع الحدث تتوارد الأخبار حول تنامي سيطرة التنظيم على المدن الليبية، وعن وصول مرتزقته الهاربين من سوريا والعراق باعداد متنامية تجاوزت الآلاف خلال الاسابيع الماضية، وهنا يأتي السؤال، كيف تسنى لهذه المجاميع الانتقال الى ليبيا بهذه السرعة والتوقيت؟، وما هو الطريق(السالك ) لها دون قلق من التدقيق والحساب غير تركيا، التي يتركون فيها وثائقهم الرسمية قبل دخولهم الى سوريا والعراق، ويستعيدونها بعد عودتهم اليها وتلقيهم التوجيهات الجديدة، قبل توجههم الى ليبيا والى مناطق اخرى في العالم ؟!.
لقد أنجز الرئيس التركي مهمته في نقل قيادات الارهاب الكبيرة من الموصل الى تركيا، ونقل بعضها الأقل شأناً الى مناطق آمنه(داخل العراق) تمهيداً لمتابعة نقلها الى تركيا، ، وهو مؤشر مهم على(موافقة) قرار الادارة الامريكية لتحرير الموصل!، لدعم موقفها المرتبك والمفضوح بعد أكثر من عام على قيادتها لما يسمى بـ (التحالف الدولي لمحاربة داعش)، قبل دخول روسيا بقوة بائنة وبنتائج ملموسة على الأرض في مواجهتها للتنظيم، منفردة ومحققه لنتائج كبيرة ومؤثرة ساهمت بحصد التأييد الشعبي المتنامي في العراق وسوريا وباقي بلدان العالم، لدورها المنسجم مع سياستها المعلنة دون دجل، على حساب الدور الامريكي.
ليس غريباً ولا مفاجئاً بالمرة، أن تتناقل وكالات الأنباء(خطبة) جديدة للبغدادي وهو يعتلي منبراً في أحدى المدن الليبية، بعد أن يعلن الرئيس الامريكي نجاح التحالف في تحرير الموصل، ويرسل برقية تهنئة للشعب العراقي وحكومته، ويشكر الحلفاء على مشاركتهم بهذا الانجاز الكبير، بما فيهم الرئيس التركي، لأن جميع الأطراف التي خططت وأنجزت مسلسل القتل والدمار الذي نفذته عصابات داعش، لازالت موحدة ومتماسكة وقوية وقادرة على تنفيذ برامجها ضد الشعوب، بينما لازالت الحكومات التي تقود تلك الشعوب(والعراق مثالاً)، لا تؤدي واجباتها الوطنية الحقيقية تجاه شعوبها كما ينبغي، كي تكون ظهيراً لها في مواجهة الارهاب والداعمين له من العرابين الدوليين .