المنبرالحر

البصرة كانت وستبقى شامخة كباسقات نخيلها رغم الداء والاعداء / حيدر سعيد

ارتفعت في الآونة الأخيرة صيحات الأستنكار مع المطالبة بأيقاف عصابات الجريمة التي تصاعد نشاطها الأجرامي ، مستهدفاً ابناء البصرة الآمنين ،والذي تركزت مظاهره في خطف المواطنين والسطو المسلح والتهديد بالقتل وابتزاز اهل المختطف بدفع الفدية ، وسرقة السيارات الخاصة للمواطنين وقتل سائقيها او الأعتداء عليهم بالضرب المبرح ، وتركهم في مكان بعيد عن الأنظار ، هذه الأعمال الاجرامية تصب في مجملها في خدمة اعداء الوطن وفي مقدمة هؤلاء الأعداء داعش ، الذي يخوض جيش العراقيين الوطني ومتطوعيه من ابناء الحشد الشعبي وابناء العشائر الغيارى ، حرباً وطنية للدفاع عن حياض الوطن وشعبه وعرضه وتربته، ببسالة وعنفوان وبطولة مدعمة بعقيدة وطنية ، ويحقق انتصارات تفرح الصديق مزهواً ومفتخراً بهذه الأنتصارات التي يسطرها ابناءه في ساحات القتال ومواجهة داعش ، العدو الذي وضعت قوى كبيرة فترة زمنية قٌدرت بسبع سنوات او اكثر للقضاء عليه ( تصريحات اركان مهمةفي الأدارة الأمريكية )!! وعلى رأسهم وزير الدفاع الأمريكي !! لكن ماشاهدوه على الواقع اثبت العكس ، فتنظيم داعش الارهابي الدولي، بدا يتهاوى امام ضربات ابناء وادي الرافدين الأشاوس.
هذه الحرب الوطنية تستوجب تجنيد كل الطاقات والأمكانيات لدحر المعتدي الارهابي الظلامي الذي يجند البهائم من مختلف بقاع العالم ويذهب بهم الى المحرقة وبئس المصير ،في مثل هذه الظروف تتسلل عصابات اجرامية الى البصرة ، لتكون ظهيرأ يحمي الارهاب من خلال بث الرعب والخوف والقلق والفوضى في اوساط البصريين من جهة ، ومن جهة اخرى ابتزازهم وسرقة اموالهم واختطاف ابناءهم والضغط على اهل المختطفين بدفع الفدية وتهديد بعض المختطفين بالقتل ، هذه الأعمال الأجرامية موضفة في النهاية لخدمة الارهاب ،ولذلك على الحكومة المحلية ان تسارع في لجم هؤلاء المجرمين ، وتفعيل القضاء بقوانينه العادلة المهنية ، التي تقف مع الحق وكشف المجرمين امام ابناء البصرة الكرام ، والرد الحاسم على كل من يدعم او يحمي او يأوي اويتستر على تلك العصابات ، وتطهير ارض البصرة العزيزة منهم ، فهؤلاء وجه اخر لداعش .
ان من يعتقد ان هذه الجرائم ستٌخضع البصرة واهلها لأرادتهم الاجرامية التي تخدم الحيتان الفاسدة الكبيرة التي تريد للفوضى ان تستمر، ولذلك تقف بكل قواها ضد الأصلاح والتغيير معرقلة حزم الأصلاح ، لانها تدرك ان الأصلاح سيكشف فسادهم وما سببوه للوطن من ازمات ومآسي ، والتي اصبحت معروفة للقاصي والداني ، أشرت عليها اصابع المتظاهرين السلميين التي اغاضت هؤلاء الفاسدين فهاجموا نشطاء الحراك الشعبي ، واستخدموا العنف والتطاول على النشطاء واعتقال قسماً منهم ، لكن هذا التجاوز، يدركه ويعيه الحراك الشعبي وناشطيه ويتوقع الأكثر حينما تحتدم المعارك مع الفاسدين وتقترب من نهايتها، ولذلك فأن الحراك الشعبي وليد الظرف الموضوعي والذاتي سيستمر وبآليات متنوعة لمساندة متصدي التغيير والأصلاح .
ان البصرة بمثقفيها وكادحيها وفلاحيها وشبابها ونساءها مدعوة للوقوف صفاً واحداً بوجه هذه الزمرالأجرامية التي اخذت من العنف والتطرف وسيلة لبلوغ اهدافها ، والتصدي لها على جميع المستويات ، من خلال نشر ثقافة الحب والوئام والسلم الاجتماعي والسلام ، فقد تفردت البصرة بخصال ابناءها الطيبة ، والتعاون والمودة فيما بينهم ، وكل ماهو غريب من عادات وخصال فقد زرعت عنوة وكرهاً من قبل نظام الدكتاتورية الساقط ، وخاصة في اوساط الأجيال الشبابية التي عاشت حقب هذا النظام وتلقفت ثقافته التي اعتمدت الكراهية والتخويف والتجهيل وعدم الثقة بين الناس ونشر الأكاذيب ،و جاء نظام المحاصصة ليضاعف من طائفية النظام الدكتاتوري السياسية ويزيد التجهيل والفساده الفاضح مع طمس الهوية الوطنية ،واعتماد الهويات الفرعية ، التي جرُت البلاد الى مانشاهده اليوم .
ان القضاء على عصابات الأجرام التي أخذت وتائرها بالتصاعد في البصرة، هو بتفعيل دور القانون والقضاء لملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة لينالواجزاءهم على مارتكبوه من جرائم بحق ابناء البصرة الطيبين ، مع توفير الأسناد للقضاء من قبل الأجهزة الأمنية والمخابراتية في المحافظة لتادية واجبه المهني المستقل ، و التواصل مع ابناء المحافظة فهم عيونها الساهرة على امنها واستقرارها ، والسلاح الامضى في قبر الجريمة وسحقها، والتقرب الى معاناتهم ومشاكلهم والوقوف معهم لحلها ، مع تهيئة المناخ الديمقراطي الصحي والتربة الصالحة التي لايستطيع الجهلة والظلاميون العيش بها ، كذلك يتطلب التنسيق العالي بين القوى الوطنية والديمقراطية في المحافظة لأن مسؤوليتها مشتركة في واد الجريمة ، وتخليص المحافظة من شرورها وامراضها .
ان مجرمي الخطف والسرقة والقتل ، جسم غريب عن تقاليد وثقافة اهل البصرة المتنورة المحبة للخير والأمن والأستقرار ، ومن ينحني امام جرائم هؤلاء لايستحق حب البصرة وعشقها له ، فالبصرة لا ولن تنسى من احبوها وقبًلوا ترابها وفاءاً واخلاصاً .وستبقى البصرة كنخيلها الباسقات ، تحتضن أدباءها ومثقفيها وفنانيها ومناضليها وتطوي عليهم شغافها رغم داءها واعداءها ، وتلفض كل من اساء لتاريخها وطبية اهلها .