المنبرالحر

العام الجديد .. العام الثالث عشر ..! / علي فهد ياسين

بحساب السنين لم يبقى من العام الثاني عشرعلى سقوط الدكتاتورية الا ساعات، وبحساب الأيام لم يبقى على التاسع من نيسان سوى (مائة) يوم، ندخل بعدها الى العام الثالث عشرمن زمن الديمقراطية، وقد تحمل الشعب النتائج السلبية لاداء السلطات في كلا الزمنيين، واستمربدعواته وامنياته في مثل هذه الأيام من كل عام، بانتظارعام جديد أقل قسوة ومصائب من سابقه، ولكن دون جدوى .
ان الخراب في زمن الدكتاتورية هوالناتج الطبيعي للسياسة الفردية لرأس النظام، وللأساليب القمعية المعتمدة في ادارة البلاد، لكنه في زمن الديمقراطية كان ناتجاً عن ضعف الاداء للسلطات المنتخبة بمثلثها (التشريعي والتنفيذي والقضائي)، وبالدستورالذي كُتب ومُرّروأعتُمد على عجل، بالرغم من أحتوائه على (عُقد) خطيرة وتعقيدات تعرقل تعديل بعض مواده، الا باجماع القوى السياسية، وهو شرط لم يتحقق الى الآن، ولن يتحقق في ضوء التقاطعات الاقليمية والداخلية التي تتصاعد في المنطقة بوتائرغيرمسبوقة، اعتماداً على الانقسام الطائفي الخطيرالذي يعتمده الارهاب والدوائر الداعمه له، منهجاً لادامة الصراع .
لقد ذهبت كل الامنيات التي كان يُطلقها العراقيون في نهاية الاعوام الاثنتي عشرالماضية أدراج الرياح، فبعد حروب الدكتاتورية وقمعها المنظم جاءت حروب الارهاب والتفجيرات والاغتيالات، وبعد سنوات الحصاروالقحط الذي فرضه النظام الدكتاتوري بعد انتفاضة الشعب عادت سياسة شد الحزام على بطون الفقراء من العاطلين عن العمل والمتقاعدين والسواد الاعظم من الموظفين، وبعد سيطرة بضعة افراد من عائلة الدكتاتورعلى ثروات العراق تعاضمت ثروات شريحة من السياسيين وبطاناتهم وتحولوا الى أثرياء بين ليلة وضحاها نتيجة سرقتهم للمال العام دون رقيب انساني ولاقانوني، وقائمة المقارنة تطول بالامثلة في جميع القطاعات والمواقع الحكومية وفي العاصمة وجميع المدن ، والتي (أهّلت) العراق الى تصدرقائمة البلدان ( الأكثرفساداً) على مستوى العالم .
المفارقة أن العام القادم بعد ساعات، هوالعام (13) الثالث عشرالذي ننتظرفيه (الفرج ) في زمن الديمقراطية، مع مايحيط بهذا الرقم من (رهاب) التشاؤم في الذاكرة الانسانية، لدرجة أن البعض لايستخدمه في ترقيم الدورالسكنية وغرف الفنادق والمستشفيات ليقفزالترقيم من(12)الى(14)، وبعض شركات الطيران لاتدخله في أرقام رحلاتها، والأغرب من ذلك هو الاعتقاد بأن (آدم) أكل تفاحة(حواء) يوم 13، وأن(قابيل) قتل (هابيل) في هذا اليوم !.
لكن بالرغم من ذلك لازال الأمل بتحقيق الأمن والاستقرارهو أعز وأكبر أماني العراقيين، وهو العنوان الكبيرلتهانيهم لبعضهم في الداخل والخارج، عسى أن يعود الوئام والحب الى العلاقات الانسانية الراقية التي كانت تجمعهم على أرض العراق .
كل عام وامنياتنا بالسلام والوئام لاهلنا في العراق ولعموم البشرية تتجدد بالأمل والعمل حتى يتحقق الغد الأفضل للبشرية .