المنبرالحر

انجاز امني كبير وأمل بكنس داعش وحماتها / مرتضى عبد الحميد

طبًل المرجفون والمتخاذلون وذوو الاجندات الساخنة، والخارجة تواً من المطابخ الاقليمية والدولية كثيراً، لـ داعش وقبلها القاعدة، والمنظمات الارهابية الاخرى، واسبغوا على وحوشها صفات ليست حقيقية على الاطلاق، من قبيل امتلاك هؤلاء الارهابيين قدرات استثنائية واسلحة وخبرات عسكرية ستراتيجية وعزيمة لا تُفل، ولا يمكن التصدي لها او حتى مجاراتها.
كما استطاع جهاز داعش الاعلامي والمروجون له، ومن يصطفون معه في الفكر والممارسة او من يستغلها ورقة للابتزاز السياسي، استطاعوا جميعاً ان يزرعوا تلك الخرافة والاسطورة الخيالية عن قوة داعش التي لا تقهر في اذهان الآلاف من العسكريين والمدنيين، وهو ما يفسر من بين امور عديدة، ذلك الانهيار السريع للمعنويات والهروب من دون قتال او تصدٍ فعال لوحوشها.
منذ الايام الاولى لظهور داعش وتسليمها الموصل، قلنا ان هذه الجرثومة وإن بدت كمرض الايدز في شدتها وقسوتها، سوف تنتهي بعد ان تؤدي ما ارادته القابلة المأذونة من ولادتها، في هذا الظرف بالذات، مستغلة انشغال اهل الدار بخلافاتهم وتفننهم في حبك المؤامرات ضد بعضهم ووجود قيادات عسكرية متواطئة، بل خائنة لشعبها ووطنها ولمهنيتها ايضاً.
ان الانتصار العسكري والسياسي الرائع في الرمادي وقبله في بيجي وصلاح الدين، ادخل الفرحة في نفوس كل العراقيين الشرفاء وأحيا آمالهم بعد موات، وزاد من مناسيب تفاؤلهم بامكانية دحر هذا التنظيم الارهابي وحماته، وكل من يمده بعناصر الحياة، إذا توفر القدر المطلوب من الوحدة الوطنية وتكاملت جهود العراقيين وطاقاتهم. وهو ما جسده مستوى التعاون والتنسيق العسكري بين قواتنا العسكرية والامنية الباسلة وبين الحشد الشعبي والمتطوعين من ابناء العشائر. وهذا كله يحسب للدكتور حيدر العبادي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة ولأنها جرت في عهده، كما تحسب للقادة العسكريين، ولكل من اسهم بدور ولو بسيط في دحر داعش وتطهير الرمادي منها.
من جانب آخر فان تحرير الرمادي يعد فرصة جديدة للتآلف الوطني ولقبر الطائفية والانتقال الى مرحلة عابرة للطوائف، يتم فيها تحرير كامل اراضينا من دنس داعش وبناء عراق المستقبل، عراق الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. سيما اذا طبقت وتجذرت الاصلاحات السياسية والادارية المعلنة، وجرى الاقلاع عن التردد والتلكؤ الذي رافقها. وهو ما اشار اليه المتظاهرون في ساحة التحرير وفي بقية المدن والمحافظات العراقية، كما اشارت اليه المرجعية على لسان ممثلها في جمع متلاحقة.
باستطاعة العبادي ان يمضي بعيداً في اصلاحاته رغم الجهود المحمومة والامكانيات الكبيرة التي يمتكلها المعادون لها، والتي يوظفونها الآن في عرقلتها والالتفاف عليها، رغم تواضعها وفقرها لانهم في المطاف الاخير لا يبغون سوى الحفاظ على امتيازاتهم في حيازة الجاه والسلطة والسحت الحرام.
نعم باستطاعته القيام بذلك، شريطة امتلاكه ارادة سياسية صلبة وقدرة على تثمير التأييد الشعبي الواسع ودعم المرجعية، وتكوين جبهة واسعة شعبية ورسمية مؤيدة للاصلاح تستطيع لجم المعادين له، وتفرش الطريق امامه لتحقيق ما يريده العراقيون. وساعتها سيرى ويرى العالم كله ان القضاء على داعش وكنسه من الموصل وبقية الاراضي العراقية اسهل مما يتصورون واقرب الى التحقق سريعاً.