المنبرالحر

أوراقكم مكشوفة / سامي سلطان

من وضع في حساباته الملايين ظناً منهُ أنها ستحميه من عقاب الناس المحرومين ، واليتامى والمساكين، من الذين امتصت دماؤهم وضُحك على ذقونهم بشعارات رنانة ، كي يُشبع جشعَه في كسب المال الحرام تراه واهما .. وفي احسن الأحوال فأنه اعمى البصر والبصيرة ، فلو تأمل قليلاً فيما تركهُ التاريخ لنا من قصص لأولئك الجبابرة الذين امتلأت خزائنهم بالذهب والفضة والمجوهرات الثمينة .. كما هُم من في العصر القريب من كدس ملايين الدولارات وصنع ما صنع من مظاهر الابهة والفخفخة ، وأحاط نفسه بهالة لإلهه ذهبت كلها بين ليلة وضحاها ، ولم توفر له ولحاشيته ملاذا آمنا ، يقيهِ من ساعة الحساب حتى ممن كان بالأمس القريب يصفق له ويؤلهه ، بادر الى الانقضاض عليه بالنعال* حين سقط!!!، ألم يكن ذلك عبرة لكم ، ان كنتم تعقلون ، وتدعون انكم تعرفون الله ، ارى انه براء منكم ، واراكم عارفين لأنفسكم.
لقد بعث الشعب لكم بأكثر من رسالة ، كانت في البداية عبارة عن برقيات ، ذلك من خلال التظاهرات التي عمت محافظات العراق من اقصاه الى اقصاه ، وكان العمال والشباب من اطلق شرارتها الاولى ، انها بدأت صغيرة ، لكن حين استمر صلفكم ، اتسع نطاق الاحتجاج إذ لم تعد تلك البرقيات تنفع ، وهكذا امتلأت ساحة التحرير في قلب بغداد وأخواتها في محافظات العراق العزيزة الأخرى بالرجال والنساء ومن مختلف الاعمار والاتجاهات ، تحت العلم العراقي وهدرت الجموع المنتفضة بأعلى اصواتها ، لا للفساد لا لسارق المال العام ، نعم لإنصاف المظلومين ، لا للقضاء الفاسد ، نعم للعدالة ألاجتماعية وسيادة القانون .
وبهذا تحولت هذه البرقيات الى بركان يحمل نداءً مدوياً وبيانا واضح المعالم ، يحمل عنوان الاصلاح الحقيقي والجذري ، لإنقاذ البلاد من الهاوية التي دفعت اليها دفعاً ، من خلال السياسات الرعناء التي اُنتهجت ، باعتماد مبدأ الطائفية البغيض الذي يُعد اُس المشاكل ، والجذر الحقيقي لكل مظاهر الخراب والدمار الذي يتعرض له البلد.
ان القوى الحية في وطننا ، يقضه ، فلا تؤمنوا حلمها عليكم إذ انه ليس الى ما لا نهاية، إذ لابد للحق جولة ، وكما قال الشاعر ابو القاسم الشابي( وإذا الشّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ
ولا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر..).
ان الشعوب الحرة وشعبنا العراقي منها ، عارف بكل ألاعيب السياسيين الفاسدين ، وهو حقاً، وكما نقول نحن العراقيين(مفتح باللبن) ، إذاً فأوراقكم مكشوفة ، مهما حاولتم تغطية جرائمكم ، من خلال استخدام ادوات السلطة التي عشش فسادكم فيها ، في غفلة من الزمن ، مع الأسف الشديد ، فانتم مسؤولون عن كل قطرة دم بريئة تنزف ، وعن فقدان اي شبر من ارض هذا الوطن الطاهر.