المنبرالحر

التظاهرات والقوى السياسية / عباس رحمة الله

يشهد العالم الكثير من الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية المندد بسياسات حكامه الاستبدادية، مطالبة بتوفير المستلزمات الضرورية للحياة اليومية والعيش الكريم.
في بلدنا تشهد ساحة التحرير ومثيلاتها في العديد من المحافظات الجنوبية كل يوم جمعة ومنذ اشهر تظاهرات شعبية واسعة ترفع شعار "سلمية .. سلمية "، وتطالب بالاصلاحات ومحاسبة السراق ورؤوس الفساد المالي والإداري الذين يحولون بلد الخيرات الغني بالموارد النفطية الى واحد من افقر الدول في العالم ويعاني عجزا في ميزانية الدولة.
فالبطالة تتفاقم والرواتب بائسة ومذلة للموظفين والمتقاعدين ومستحقات التعويضات للسجناء السياسيين ضحايا 8 شباط 1963 الاسود لم تصرف، على الرغم من ان الكثير من هؤلاء رحلوا عن الحياة و علما ان عددا من الاحزاب الاخرى استلمت المستحقات مع بدء صدور القرارات بهذا الشأن.
إن ما يؤلم ويؤسف ان يطلق البعض عبر القنوات الفضائية اتهامات لقادة التظاهرات بانهم ممن يعانون الافلاس السياسي والفشل في الانتخابات ، ناسين او متناسين انهم يمثلون اكثر السياسيين نزاهة ووطنية وذلك ما أثبتوه في الفترة التي اوكلت لقيادتهم فيها مسؤولية الوزارات والدوائر الحكومية، وقد قدمت احزابهم الدماء الزكية في مقارعة الانظمة الدكتاتورية الفاشية، وتشهد الاحداث الدموية البربرية في 8 شباط 1963 الاسود بما نشير اليه..
إننا ندعو إلى الاستجابة لمطالب المتظاهرين باجراء الاصلاحات الفورية، لكي لا نمهد لاعداء العملية السياسية ومخططات الدول الاقليمية لضرب العملية السياسية. كما ندعو إلى نبذ الطائفية والاثنية والقومية والعمل بروح المواطنة والاخوة لتحقيق الوحدة الوطنية والتآخي والاستقلال والحرية.