المنبرالحر

14شباط 1949ذكرى الجريمة التي أرتكبها أيتام نوري السعيد وبهجة العطية والطغمة العميلة / صادق محمد عبد الكريم الدبش /

أحتفاء وتمجيد وأعلاء ذكرى الضحايا الشيوعيين العراقيين .. والذي يصادف بعد غد الأحد الرابع عشر من شباط !
عندما أعتلى أعواد المشانق قادة حزبنا الأماجد فهد .. حازم .. صارم في مثل هذا اليوم ( 14/2/1949م ) وهم يهتفون بحرية الوطن والشعب .. بحياة حزبهم المجيد .. بكل رجولة وثبات وشموخ ، عندما ترجلوا عن صهوات جيادهم !.. دفاعا عن الحرية والكرامة والأستقلال والسيادة الوطنية ، ومن أجل الحياة الكريمة والرخية السعيدة .
وسلموا الراية لرفاق دربهم للأستمرار في خوض غمار النضال ومعتركه ... ولقد صدق وعد من خلفهم في الدفاع عن القيم والمبادئ الخلاقة ، وفي سبيل مقارعة الظلم والأستبداد والتعسف التي تمارسه الأنظمة الرجعية والدكتاتورية والقمعية والمصادرة لحقوق شعبنا وكادحيه ، من شغيلة اليد والفكر ، وعمدوا نضالهم هذا ومازالوا بالغالي والنفيس ، وبالأرواح والممتلكات ، وقد لحق بالدرب الذي سلكه قادة حزبنا فهد ورفاقه ... المئات من الضحايا على أيدي هذه الأنظمة الفاشية القمعية والأرهابية .. فكانت قوافل الضحايا تترى !!.. وعبر تأريخ الحزب المجيد، وخلال العقود الثمانية الماضية ترجل المئات والمئات !.. لا حصر لهم ولا يسعهم الأرشيف !.. ولكنهم راسخين في عقول رفاقهم والمناضلين والخيرين من بنات وأبناء شعبنا .
كانوا صفوة الناس بين أبناء شعبنا .. وخيرة أبنائه وبناته ، ويشهد بوطنيتهم ونزاهتهم وحبهم للخير وللناس ، ويسعون للعدل والمساوات ، ويعملون ضد الجور والجشع والترويع والقمع والدكتاتورية ، ويشهد لهم خصومهم قبل حلفائهم ومحبيهم .
كانوا وما زالوا أول المضحين والمدافعين عن مصالح شعبنا ومعبرين بصدق المناضلين الأوفياء عن أهداف وطموحات وتطلعات هذا الشعب النازع الى الحرية والأنعتاق والأستقلال والتقدم والرخاء .
كان الشيوعيون وحزبهم العظيم أخر المستفيدين وأول المضحين ، ومن أجل بناء وطن حر ومستقل ورخي سعيد .
وما زال الطريق أمام الحزب ورفاقه وكل القوى الديمقراطية والتقدمية والوطنية ، مازال طويلا ووعرا !.. والعراق تتقاذفه الحمم والعقبات الجسام ، فالأرهاب وحلفاؤه التي هي من أعتى القوى ظلامية ورجعية وفاشية مقيتة !!.. مازالت تلحق الموت والدمار والخراب في مدن العراق المختلفة ومنذ سنوات!.. المحتلة منها لمدن عراقية بأكملها !.. أو عبر خلاياه المنتشرة في مدن العراق !.. والتصدي له ولألحاق الهزيمة المنكرة به !!.. يحتاج الى دولة قوية ورصينة !.. يحكمها الدستور والقانون !.. دولة مدنية ديمقراطية علمانية ، والمواطنة وقبول الأخر هي المعيار لتحقيق العدالة والمساوات ، ولمحاربة الفساد والفاسدين ، ومن أجل مؤسسة أمنية وعسكرية واحدة موحدة ونزيهة وغير خاضعة لجهة أو حزب أو طائفة أو قومية ، مؤسسة وطنية ومهنية قادرة على حماية الوطن وشعبه من المخاطر التي تحدق به اليوم ، وحصر السلاح بيد الدولة فقط ، وحل كل الميليشيات ومصادرة أسلحتها ومعداتها وما تمتلكه من مال وأليات وغير ذلك .
ولكن هذه الدولة غير موجودة على أرض الواقع !!... توجد لدينا سلطة تتألف من مراكز قوى عديدة ومنضوية تحت يافطة الحكومة ، ولكل واحدة من هذه المراكز .. لها قيادتها وأسلحتها ( ميليشياتها ) وأعلامها وميزانياتها ونفوذها في المؤسسات المختلفة ، وجميعها لا تخضع الى الحكومة ولا تمتثل الى الدستور أو القانون !!.. حيث كل مركز منها له سياسته وقيادته التي تقوده ..!!.
وهنا تكمن العلل !!.. ولحل هذه المعضلات المتفاقمة والخطيرة المدمرة !!.. يكمن في حكومة تمتلك صلاحيات مطلقة ومدعومة شعبيا ودوليا ومن الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، والذي ووفق القانون الدولي فأن الأمم المتحدة مسؤولة مسؤولية قانونية وأخلاقية وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها دولة محتلة .
وهذا يتم من خلال حكومة أنقاذ وطني من خارج القوى الحاكمة والتي ألحقت الدمار والهلاك والموت والفقر والفاقة بشعبنا .
عاشت الذكرى المجيدة ليوم الضحايا الشيوعيين
كل الفخر والأعتزاز والعرفان لهذه الهامات الخالدة ، وكل الفخر والعرفان والتقدير لذوي الضحايا .. وجميل المواساة لأسرهم .
وهنا لابد لنا أن نرفع صوتنا !.. بضرورة مطالبة القضاء العراقي ، بالتحري عن هؤلاء الضحايا وعن المغيبين والمفقودين ، والتحقيق مع مرتكبي هذه الجرائم وأحالتهم للقضاء لينالوا جزائهم العادل وتحقيقا للعدالة ولأرساء المصالحة الوطنية !.. أذا كانت هناك نية حقيقية بأجراء مصالحة شاملة ، وحتى تتم ؟.. يجب تحقيق العدالة بأنصاف الضحايا ، وأعتراف المجرمين والمسببين لها بهذه الجرائم والأعتذار لذوي الضحايا .
المجد لحزبنا الشيوعي العراقي ولقادته وكوادره ورفاقه وأصدقائه ومحبيه ، هذا الحزب الذي تصدر وبفخر وأعتزاز ساحات النضال والشرف والتحدي .
ليسعى الجميع لخلاص العراق وشعبه من براثم الأرهاب والطائفية والفساد، ومن المحاصصة ومن أسلمة الدولة والمجتمع .. وليسعى الجميع لعراق موحد ديمقراطي حر رخي سعيد .