المنبرالحر

تظاهرات يوم غد الجمعة 26 شباط / د.محمود القبطان

اليوم تصادف الذكرى السنوية الخامسة لانطلاق او تظاهرة سلمية ضد الفساد والفاسدين ومن اجل توفير الخدمات والعمل للعاطلين وقد خرج الآلاف من أبناء العراق وخصوصا في بغداد وقد اربكت تلك التظاهرات حسابات الحكام الجائرين مما حدى بهم الى ضربها واعتقال بعض الناشطين وتعذيبهم وتهديدهم بالاغتصاب,كما اعلن عن ذلك الشهيد هادي المهدي ,والذي اُغتيل بعد شهر من تلك التظاهرة بالكاتم من قبل دُعاة رئيس الوزراء السابق.لم يتوقف الحراك الشعبي منذ ذلك الحين وقد استخدم طرقا مختلفة للتعبير عن مطالبه وتتوج في العام الماضي بحراك هزّ الحكم مما حدى بالحكام أن يتخذوا بضعة خطوات إصلاحية سرعان ما شُلّت من قبل المتنفذين "الكبار" ولم تتقدم خطوة للامام نحو إصلاح حقيقي.وخلال السنة والنصف سنة الماضية تدهور الوضع العراقي سياسيا حيث استمرت المحاصصة وأمنيا حيث اُحتل اكثر من ثلث العراق من قبل داعش الاجرامية واقتصاديا حيث بدى الانهيار واضحا ,بعد تقلصت واردات النفط ,في تقليص النفقات التي وضعت العراق على فم عفريت بين الانهيار الكامل وتجنبه ولو لحين.ومازال رئيس الوزراء العبادي يراوح بين الوعود التي أطلقها بالاصلاح وبين ضغوط كتلته وكتل اخرى لا تريد أن تتنازل عن حصتها في الكعكة العراقية وبين تغيره الوزاري المرتقب والذي هو الآخر بدا مترنحا ومؤجلا بسبب عزوف الكتل السياسية عن الاصلاح ودعم العبادي فيها إضافة الى ضعف رئيس الوزراء نفسه في حسم قضايا مصيرية خوفا من تسقيطه.وبقت فضيحة سقوط الموصل وباقي المحافظات الغربية دون تقديم المسببين عن هذه الخسائر الى القضاء بسبب فشل وعدم حيادية القضاء فقدمت مجرمي سبايكر غلى مسببي سقوط الموصل والذي كان انذارا بسقوط مدن اخرى.وبقت الخدمات على أسوأ حالها وكما بقى العاطلون بدون عمل.وتستمر المنازعات بين فصائل مهمة في الهرم السياسي بسبب تهريب الاموال العراقية والتي تقدر بمئات المليارات الدولارات السيف الذي يقصم ظهر الاصلاحات لاسيما الاقتصادية بدون حل.
غدا تظاهرة الجمعة تنطلق مرة اخرى لتجديد العزم على عدم التهاون أمام الضغوطات على المتظاهرين ,كما حدث في ذي قار قبل اسبوعين,وعدم تنازل الجماهيرعن مطالبهم المشروعة ولذلك يكون واجب على الجميع مساندة هذه التظاهرات بالخروج الجماعي الى ساحة التحرير ولتكن فعلا تظاهرة شعبية فعلا وقولا وان لايبقى الشارع متفرجا على المتظاهرين ويقول"آني شعليّة" .التظاهرة عراقية وسلمية ويجب أن تبتعد عن رفع صور رجال الدين لان التظاهرات مدنية وان يكون التظاهر سلمي وعدم الاحتكاك مع القوات الامنية الى أبعد الحدود لان اعداء التظاهرات موجودون بين المنتظاهرين وفي كل مكان بالبستهم المدنية.
ياجماهير العراق
اخرجوا يوم غد لتكون أكبر تظاهرة تجبر السلطان ومن يقف وراءه على تحقيق اصلاحات حقيقية وإبعاد المفسدين واحالتهم الى القضاء مهما كان اسمه ورمزه واسترجاع أموال العراق المنهوبة من قبل أزلام الاحزاب الحاكمة فهم اختلفوا في كل شيئ إلا في النهب فلم يعرقلوا أي قانون يزيد من نهبهم لثروات العراق,وتوفير الخدمات والعمل للعاطلين وإنهاء نظام المحاصصة الطائفية والقومية المقيتة التي دمرت البلاد والعباد.
20160225