المنبرالحر

حقيقة احترام الناس / راصد الطريق

يبدو هذا الموضوع صعباً. لأنه يتصل من جهة بدول العالم، بخاصة ذوات المصالح وكيف تدوس على حقوق الناس، فتقسم بلدانهم او تهجرهم او تحرض بعضاً منهم على بعض، فيتقاتلون تحت شعار اخذ الحق او ضد الاضطهاد، وفي الحقيقة كل الاطراف مأخوذ حقهم وكلهم مضطهدون، وتمرر هذه الدول مشاريعها من خلالهم.
ويبدو الموضوع له شق محلي، فبعض الكتل تستنفر طائفة او موالين ليظهروا قوتهم او ليخيفوا القسم الآخر، والقسم الآخر يعلن الكراهية والتوعد او يثأر لنفسه من دون مراعاة لحقوق الافراد المسالمين البعيدين عن سوح الصراع.. اولاء يدفعون الثمن من راحتهم واحياناً من ارزاقهم وليس لهم ناقة في الصراع ولا حتى معزى ولا أقول جمل.
بعيداً عن هذين، كتل سياسية، دينية، استولت، استحوذت، "حوسمت" مقرات ومباني كانت تابعة إلى الحزب الحاكم او إلى الدولة او إلى مؤسسات شبه رسمية.
استحوذوا، (حلال ، حرام)، هكذا. يمكن ايجاد تفسير! لكن المسألة لم تقف عند هذا الحد. هم اغلقوا الطريق من هذه الجهة، واغلقوه من تلك الجهة، احتلوا الرصيف، وضعوا كرافانات، نزلوا إلى الشارع ووضعوا البلوكات العملاقة لحمايتهم!
لماذا تنزلون إلى الشارع، وتضيّقون طريق الناس؟ ألستم مؤسسة حكومية لخدمة الناس؟ ألستم مركزاً دينياً؟ ثم لماذا تضايقون بيوت الناس وابوابهم بسياراتكم وسيارات مراجعيكم؟ هل من دائرة او مركز ديني بلا مرآب لسياراتهم؟ المكان ضيق، لذلك تستولون على طريق الناس وابواب بيوتهم؟
والآن نعود الى عنوان كلمتنا ونقول: اين احترام حقوق الناس؟ هل هي لامبالاة؟ الديمقراطية تسمح لكم؟ الدين يسمح لكم؟ لا بأس من مخالفة شرعية؟
عيب يا جماعة!
عيب والله!
المفروض انتم تعلمون الناس وانتم تمنعون التجاوز على حقوقهم. ماذا يقول سادتنا وشيوخنا في الوقف الشيعي؟ وماذا يقول شيوخنا في الوقف السني؟ اذا كان اصحاب العمائم الناصحون الواعظون لا يردعون التجاوز، والمثقفون العالمون يرتكبون الخطأ والباطل، فإلى اين نولي وجوهنا؟ والى من ينظر الناس.. وأي امل بقي وقد وصل التجاوز والاستهانة واستحلال الحرام هذه الدرجة؟
ربما الرؤوس الادارية العليا لا تدري، ولكنهم مسؤولون وعليهم المتابعة واصلاح الامور واعادة المباني المستولى عليها الى الدولة!
هل تريدون مثالاً واحداً على ما ذكرناه؟ خذوا عشرة، هذا واحد منهم : محلة 506 زقاق 45، ولا نريد ذكر اسم المركز احتراماً!