المنبرالحر

اثنان وثمانون عاما ونبقى نسعى دون أوهام / طه رشيد

غدا يكمل الحزب الشيوعي العراقي عامه الثاني والثمانين، بعد ان ولد من رحم مدن الكادحين وقصباتها. فباني الحزب يوسف سلمان يوسف - فهد كان عامل ثلج، لكن ثقافته وفكره الجديد وحنكته السياسية مكنته من كسب شريحة واسعة من المثقفين المتنورين.
وسنة بعد أخرى شكل الحزب خطرا على الحكام بسلاحه المؤثرالثقافة، حتى وصل الأمر بالحكومة الملكية العميلة في سنة 1949 حد التآمر مع الدوائر الأجنبية وارتكاب جريمتهم الشنيعة بإعدام قادة الحزب الاماجد» صارم» و «حازم» وقبلهم سكرتير الحزب « فهد» صاحب القول الشهير « قووا تنظيم حزبكم، قووا تنظيم الحركة الوطنية».
وبقي الحزب، طيلة ثمانية عقود وما زال، أميناً على هذا المبدأ. فهو لا يفرط بأي جهد وطني من أجل خلاص شعبنا والوصول به الى ضفاف الاستقلال الناجز والحياة الحرة الكريمة. وقد قدم الحزب قوافل من الشهداء على هذا الدرب، سواء قبل ثورة 14 تموز 1958 أو بعد انقلاب 1963 المشؤوم، ام في نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات من القرن الماضي، غداة انقلاب حزب البعث الحاكم، انذاك، على الجبهة الوطنية التي أراد لها أن تكون واجهة له وليس ميدان شراكة حقيقيا من أجل بناء الوطن. وقد أعدم العشرات من الشابات والشبان، دون الخامسة والعشرين، لا لشيء سوى ثباتهم على مبادئ حزبهم الشيوعي. وتعرض أكثر من مائة الف مواطن للاعتقال والاستجواب في دوائر الأمن والمخابرات ومقرات حزب البعث
وتأكيدا لقول رفيقنا الخالد فهد، جاء قبول سكرتير حزبنا اليوم،الرفيق حميد مجيد موسى، بمهمة جليلة هي بلورة مطالب المتظاهرين والمعتصمين والسعي الى اشراكهم في صنع القرار.
ويكفي الحزب الشيوعي العراقي فخراً أن يكلف بمهمات عراقية معقدة مثل الاسهام في معالجة قضية كركوك والمناطق الاخرى المنازع عليها، التي فشلت فيها الأحزاب الحاكمة التي لا تريد حلا لها.
لقد قالها سكرتير الحزب موسى ونكررها اليوم بأننا في الحزب الشيوعي العراقي «نسعى دون اوهام « ما دام سعينا فيه خير العباد والبلاد.