المنبرالحر

لقاءات واجتماعات وبيانات وتصريحات لعرقلة الاصلاحات ..! / علي فهد ياسين

تزاحمت ردود أفعال التأييد للحراك الشعبي من طواقم المنطقة الخضراء (سياسيين وأحزاب وكتل برلمانية) منذ انطلاق التظاهرات المطالبة بالاصلاح بفيض غير مسبوق، كأنهم طرفاً فيها وليسوا المتسببين بانطلاقها والمستهدفين منها، في واحدة من صور(الدجل) السياسي المعتمد لتضليل العراقيين منذ سقوط الدكتاتورية .
ولأنهم كتلة فساد واحدة كما أثبتت سنوات عملهم المشترك، فانهم استجابوا لصوت الشعب المطالب بالاصلاحات في تظاهراته العارمة لحظة انطلاقها، قبل أن يعودوا (لتوافقهم ) تحت الطاولات لمواجهتها، فقد كان ضرورياً امتصاص الصدمة ثم التخطيط لافراغها من المحتوى لاحقاً، وهذا ما حدث ولازال يحدث في الواقع، كأنه ترويض لكسب الوقت حفاضاً على المواقع والمكاسب، تحت عناوين كبيرة يتقدمها عنوان الظرف الاستثنائي لمواجهة الارهاب !.
من المؤسف أن تتحول(حزم) الاصلاحات التي أطلقها رئيس الوزراء استجابةً لتظاهرات الشعب الى (بالونات) نُفخت وأُطلقت وحلّقت واُسقطت ضمن المنطقة الخضراء، وكأن قادتها وأحزابهم وكتلهم (يلاعبون) الشعب وفق قوانينهم خلافاً للدستور !.
لقد طال(حبل) انتظار تنفيذ الاصلاحات الموصول بين العراقيين ورئيس الوزراء للحد الذي تحول فيه الى خيط رفيع لارجاء ولا أمل في تواصله، نتيجة التسويف والمماطلة من أحزاب السلطة، التي لا تريد خسارة مواقعها التنفيذية في ادارة البلاد، وهو حال متوقع من تلك الاحزاب لأنها أصلاً مستهدفة بالاصلاحات التي يطالب بها الشعب، نتيجة لأدائها المرتبك طوال السنوات الماضية، وعليها استحقاقات قد تقود عناوين كبيرة فيها الى السجون في حال تنفيذ احكام الدستور والقوانين الحاكمة لاداء المسؤولين !.
المفترض أن المأزق الكبير الذي يُمسك بخناق قادة السلطة يفرض عليهم الآن الاستجابة لمطالب الشعب في التغيير والاصلاح بعيداً عن المحاصصة المقيتة، وفاءاً منهم لاستحقاقات التفويض الانتخابي وللدستور الحاكم لادائهم التنفيذي، لكن الملاحظ أنهم لازالوا غير مبالين بكل ذلك ومعتمدين نفس الاساليب التوافقية التي أنتجت كل هذا الخراب الذي يعيشه العراقيون، وليس أدل على ذلك من البيان الذي أصدره مكتب رئيس البرلمان بعد لقائه برئيس الوزراء يوم أمس، والذي تضمن التأكيد على(ضرورة استحصاله على التأييد السياسي للخطوات الاصلاحية لضمان نيلها الثقة المطلوبة)، وهذا يعني الاستمرار بالعمل وفق نفس اسلوب التحاصص سيئ الصيت، وخلافاً لمطالب الشعب الداعية لمغادرته واعتماد مبدأ الوطنية الجامعة للعراقيين .
اذا كان رئيس السلطة التشريعية مازال يدعو الى ضرورة (ترضية) أحزاب السلطة لضمان الموافقة على الاصلاحات في البرلمان، فأن دعوته هذه تعني أن لااصلاحات، وأن برلمان العراق هو العائق الأكبر للتغيير، وأن أطراف السلطة (مجتهدون) في اجتماعاتهم ولقاءاتهم وبياناتهم من أجل عرقلة الاصلاحات وليس أعتمادها، وان هؤلاء (المئات) ومعهم بطاناتهم (الآلاف) هم المتحكمون بمصائر العراقيين وثرواتهم، والمصرون على عدم الاهتمام بما يحدث خارج المنطقة الخضراء، حتى لو كانت التظاهرات على أبوابها، وهذه هي رسائلهم للشعب، والتي سيرد عليها في ساحات الاعتصام الوطني البعيدة عن المحاصصة، وصولاً للتغير المنشود .