المنبرالحر

الطبقة العاملة في ظل التحديات الأقتصادية والسياسية / فضيلة مرتضى

في ظل الظروف الراهنة والتحديات الأقتصادية والسياسية وفي ظل البطالة المتفشية في صفوف شعوب العالم والطبقة العاملة بالأخص وخصوصآ في المناطق الساخنة في أجزاء من العالم الثالث. تعيش الطبقة الفقيرة حالة من التدهور الصحي بحالتيه البدني والنفسي ويعاني من البطالة المفروضة وضياع الحقوق وفرص العمل وصعوبة العيش في أجواء الفقر والعوز, مما يسبب سلبيات كبيرة على بنية الطبقة العاملة والمجتمع برمته . ففي العالم العربي هناك نقابات ليست لها المقدرة على مواجهة السلطة الحاكمة وذلك لأن نوع الحكم أستبدادي ودكتاتوري لا يستمع الى الأصوات المطالبة للحقوق ,وأيضآ هناك أسباب أخرى أثرت على الطبقة العاملة في دول كان نظامها أشتراكي وتحول تدريجيآ الى نظام رأسمالي أو تهيأ للنظام الجديد مقلدآ الدول الرأسمالية وأيضآ ظهور ظاهرة الأعتماد على فئة معينة من المقربين من السلطة الحاكمة وتفويت الفرصة للعمل لعامة الشعب مما سبب في ظاهرة التسول والبحث عن لقمة العيش من خلال البحث عن العلب الفارغة وقناني البلاستك وما شابه ذلك في القمامات وهذه الظاهرة خطيرة جدآ يولد الأنفجار والثورات الشعبية التي لاتؤدي الى أستقرار الأوضاع الأمنية لشعور المواطن بأنعدام العدالة الأجتماعية في ظل نظام فئوي وغير عادل . النظام الرأسمالي والعولمة يرافقها اليوم حروب طائفية ودينية وأرهاب مما سبب في تدمير الكثير من المصانع والمعامل المنتجة موقع رزق العمال أوتجميد عملها لقلة الواردات من موارد الخام وذلك للضروف الأقتصادية السيئة وحصد الكثير من الأيادي العاملة كونهم الطبقة الأكثر عددآ في المجتمع. الحروب الطائفية تمزق وحدة المجتمع وتأثيره سلبي على الطبقة العاملة وسوح العمل. على النقابات مواجهة السلطات وفق القوانين والدساتير الدولية والمحلية ويتطلب وحدة صفوف العمال وتحسين مستوى الكفاءات وأتخاذ موقف قوي ضد صراعات القوى الرأسمالية العالمية والمحلية على صعيد تصعيد الأعتصامات والأحتجاجات والمسيرات للمطالبة بتوفير فرص العمل للجميع ونيل الحقوق المشروعة. فأساليب النضال تغيرت مع تغير بنية الطبقة العاملة في ظل العولمة والمفاهيم العصرية الجديدة , حيث كانت في العهود القديمة اللجوء الى العنف والسلاح أحيانآ للضغط على السلطة أوأصحاب المصانع والمعامل لنيل الحقوق أوتحسين الرواتب , وأما في الزمن الحالي أساليب أخرى للضغط على المسؤولين من خلال المسيرات السلمية والأعتصامات وتصعيد الأحتجاجات وهناك طرق أخرى للنضال من خلال نشاطات الأدباء والشعراء والفنانين كل حسب أختصاصه . التعاون جدآ مهم بين طبقة العمال حيث تبرز التقارب الفكري لوضع آليات التحرك والخروج من الزاوية الأضيق ولذلك وحدتهم ضرورة لامفر منها.
ولأجل سياسة مستقلة للطبقة العاملة عليها النضال ووحدة الصفوف وأدراك المسؤولية والتحرك ضد التخريب السياسي وتخريب الطبقة العاملة بطرق سلمية والوقوف أمام الأمبريالية العالمية الرأسمالية المسيطرة على مقدرات الشعوب ومطالبتها بالتغير الجذري وبناء عالم أفضل وتقع المسؤولية على عاتق النقابات والأحزاب اليسارية والوطنية ومؤسسات المجتمع المدني من خلال وضع برنامج ورؤية واضحة لما تعيشه البشرية في ظل النظام الرأسمالي لتغير واقع الطبقة العاملة والمجتمع.
وأما بخصوص شيوع التعصب الديني والمذهبي والجنسي على دور المرأة ومكانة المرأة العاملة في المجتمع ,أثر كثيرآ على الأقتصاد حيث وضعت المرأة في الخانة الأضيق وشلت فعاليتها في بناء الدولة والمجتمع وتركت آثار خطيرة خلقت نوع من الهبوط في المفاهيم والفكر وخصوصآ في المناطق الساخنة وأبرز المعاناة غلاء المعيشة وأزمة السكن فقلة الدخل للفرد سبب في هذه المعاناة بالأضافة الى سوء التغذية. فدور المرأة مكمل لدور الرجل ويخلق موازنة أقتصادية . وهنا نذكر دور النقابات والمؤسسات المدنية يجب أن تفعل للدفاع عن حقوق المرأة العاملة وتوفير فرص العمل لها من أجل العيش الكريم.
أساليب النضال اليوم كما قلنا لا تقتصر فقط على الأعتصامات والأحتجاجات وانما أيضآ هناك زاوية كبيرة للأدباء والشعراء والفنانين والمسرحيين ومواقع التواصل الأجتماعي فعالم الأنترنيت مؤسسة أعلامية ضخمة وسريعة الوصول ولها دور كبير جدآ في زيادة الوعي لدى الجماهير والمثقفين للتعبير عن الرأي المعارض للسياسات الجائرة بحق الشعوب وبحق هذه الطبقة الكبيرة والمنتجة والفعالة من المجتمع وأثبتت هذه الشبكة فعاليتها الكبيرة في رسم السياسات وتغير حكومات كانت دكتاتورية.
ففي كل الأحوال العامل يبيع صحته وقوته العضلية بأبخس ثمن للطبقة الغنية المستبدة بحقوق المستضعفين على الأرض ولا يهمه تدهور الحالة الصحية والمعنوية لدى هذا الكائن المنتج بأي حال من الأحوال سوى الربح المادي والمكاسب ، وتثمينآ لدور الطبقة العاملة ولمسيرته النضالية على مدى العصورتقيم سنويآ دول عديدة أحتفالات بيوم العمال العالمي في الأول من أيار تجسيد للنضال الطويل والعنيف. وينظم هذه الأحتفالات الحركة العمالية الاسلطوية والعلمانية والحزب الشيوعي . كل عام والطبقة العاملة بألف خير ونتمنى لهم نيل الحقوق وفرص العمل والتحسين المعاشي والحياة الحرة الكريمة.