المنبرالحر

المتشائل* يشكو المالكي للمالكي / د. علي الخالدي

سيدي , الشكوى لغير الله مذلة , ولكني مضطر أن أتقدم بشكواي ضدك أولا , لمعرفتي بأنك ستتقبلها برحابة صدر , إلا إذا غير الكرسي من مفاهيمك التي تحليت بها وناضلت مع فصائل شعبنا الوطنية ضد الدكتاتورية , فالكرسي ياسيدي الرئيس غدار , وغير مامون العواقب مالم يجلس على منصة الحق والعدل . وثانيا ما دفعني للكتابة وانا الذي أضحيت متشائلا في عهد توليك الرئاسة , إسوة بالعدد الكبير من أبناء شعبي , كوني مواطن عراقي اتاح له العهد الجديد ممارسة حقوق المواطنة ضمن التزامات مشخصة بالدستور ذي القنابل الموقوته , كما أطلقت عليه ,وكررته عدة مرات في تصريحاتك , دون أت تحرك ساكن ﻹيقاف تفجرها , خاصة بعد قبولك تشكيل وزارتك على أساس طائفي إثني , لتُسرع تقسيم الكعكعة العراقية بين اﻷخوة اﻷعداء , فاوصلتمونا الى ما نحن عليه الان , وثالثا هو قرار في رأسي , شجعني على تنفيذه أقوالك التي تدعونا (نحن المواطنين) أن لا نكون صامتين ما حيينا , بالحق والباطل . ومهما كانت الظروف واﻷحوال , باﻷضافة لنداء مصدره من مؤخرة رأسي يطالبني بأن لا أكون متشائلا تجاه كل ما من شأنه أن يعرقل مسيرة شعبنا , نحو التقدم والتمتع بمردودات التغيير . هذا ما تعلمته قبل عشرات السنين من وطنيين كانوا أول المضحين ولم يكونوا حتى من آخر المستفيدين , فانا من انهى مقالاته بعبارة اذا وجدت الكهرباء وجد كل شيء . لكن شكواي المتواصلة هذه , هي تكرار لصيحات شعبنا , عن معاناته اليومية , والتي ازدادت تفاقما في الاونة الاخيرة بتصاعد وتيرة فقدان الامن , وإنتشار ظاهرة كاتم الصوت وشرعنة التزوير و اعتبار المحسوبية واﻷنتماءات الطائفية والحزبية كواقع حال , باعتبارها امتدادا للجذور الموروثة التي زرعتها الدكتاتورية , وكانت خلف غربتك عن الوطن كبقية وطني شعبك ومما يحزنني ياسيدي , أنه في عهدك , مسخت القيم والتقاليدة الاصيلة التي كان يفتخر بها شعبنا امام الامم على كافة المستويات الثقافية والعلمية ناهيكم عن الحضارية , و اضحت إدارتك , لا تطلب من البعض شهادة , او سند قانوني , أو شهادة كفاءة و خبرة , سوى سند حزبي أو طائفي أومحسوبية , حتى أن استحقاق السجل النضالي ضد الدكتاتورية للبعض الآخر لم يعد ينافس التزكية الحزبية أو الطائفية والاتنية وذوي القربى . وحسب هذه التقاليد الفريدة في العالم إحتل الشخص الغير المناسب المكان المناسب , وبالعديد من الوصوليين , بمواقع حكومية في العراق الجديد, ولعلك سمعت عن أن أي بلد لا يحترم العلم والكفاءات ويبرر تزوير الشهادات , فلا يتهم بالجهل فحسب , لكن ستغادره النزاهة والشفافية بكل تأكيد , ويتصاعد فيه خرق لوائح حقوق الانسان الدولية. وتتخول الى واجهة من قبيل الدعاية والكشخة الكذابة وخصوصا ما تعلق بالحقوق المدنية والديمقراطية اﻷجتماعية.
لقد تغيرت في وطني يا سيدي حتى اﻷشكال , فكثرت اللحى .وبرزت الزبيبة على الجباه , وحليت الاصابع وكثرت الافندية ذوي الاناقة التي تفرض التملق لاحترامها , خاصة اذا سبق اسمها حرف الدال واختفى الزي العراقي ,وبصورة خاصة البغدادي , ولم نعد نر ذوي القمصان الزرق كل صباح وهم ماضون لمعاملهم لانه اما هدمت أو أغلقت معاملهم , وليس هناك محاولة لاعادة الحياة اليها لتستوعب الشباب الحائر بكيفية تفسير ما يدور حوله وانقاذه من البطالة بعد أن علق شهادته على الحائط وهو يتمتم لقد أصبحنا نتغذى على إنتاج الغير...

, كان بإمكانك سيدي الرئيس أن تنصر مطاليب شبابنا العادلة التي هي مطاليب الشعب , عندما خرجوا في الخامس والعشرين من شباط قبل ثلاث سنوات. سكت آباؤهم وتحجرت الكلمات في حناجرهم وإرتضوا بالوعود التي قطعتها على نفسك , فاوكلوا المهمة ﻵبنائهم , الذين نعتهم بما لايستحقون به غير الوطنية والغيرة على مصالح الوطن , ومع هذا بقوا على عهدم , يصفقون لكل نداء إصلاحي يصدر من قبلكم , ولا يقدموا على ما يسيء لسمعة العملية السياسية,حتى أن شعبنا تناسى توفير الكهرباء, والماء الصالح للشرب , وحصة تموينية تليق بمستوى تضحياته وصبره امام خرق حقوقه الاقليمية وكرامته الوطنية , وهذه اﻷمور يريد الشباب تجديد إعلانها لمن لا يروق سماعها في 31 /8 مع المطاليب اﻷساسية للتظاهر القاضية بايقاف البذخ غير المشروع والرواتب غير المعقولة للقائمين على
الحكم , ومجلس ممثلي الكتل واﻷحزاب الطائفية واﻷثنية , وشعبنا يتضور جوعا في أيام مظلمة وسط أرتال النفايات.

لقد فاق صبر شعبنا صبر ايوب , وقال شبابه يزي قهر , فوحدوا صفوفهم ليلبوا النداء الذي كررته بين الحين والآخر , بضررة كشف الفساد والفاسدين بالتحرك , لذا أدعوك أن لا تخيب آمالهم بالقيام بحقهم الذي كفله الدستور , باﻷستجابة ولو لمرة واحدة لحراكهم السلمي في 31/8 الذي هو حراك الشعب , , لا لكونهم المعين الذي يمدكم بالدعم والاسناد لتحقيق ,كل ما يصب في مصلحة الشعب والوطن فحسب وإنما حان الوقت لاتخاذ خطوات جريئة , وإﻻ سنقع في المحظور . طالما أنتم في واد والشعب في واد , فمن لم يتغط بالشعب يبقى عريان
المتشائل مأخوذه من متشائم ومتفائل أوجده الكاتب الفلسطيني أميل حبيبي *