المنبرالحر

نازح من سهل نينوى : أهي آثارنا التي استبيحت فقط ؟ / حكمت عبوش

قبل نهاية شهر نيسان المنصرم بأيام قال نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية عبد الباري الزيباري انه في زيارته إلى الولايات المتحدة مؤخرا رأى آلافا من القطع الاثرية العراقية معروضة في جامعات امريكية ومنها مابيع ب75مليون دولار. وهنا أسال كعراقي :أهي آثارنا التي استبيحت وهربت وبيعت فقط؟ وأتذكر كما يتذكر الملايين من أبناء وطني ما حصل في العراق عندما احتلت القوات الامريكية اراضيه وما سادها من انحلال وفلتان امني ونشاط محموم للسراق والحواسم وما جرى من تشجيع القوات الامريكية لهم ومخاطبتهم : (ادخل علي بابا خذ) وعندها اصبحت المتاحف والمواقع الأثرية سائبة من دون حراسة ومعها المصارف والبنوك ومعارض ومخازن اللوحات الفنية الجميلة التي ابدعتها أيادي الفنانين العراقيين الكبار والكنوز التاريخية التي كانت مخبأة في سراديب المخابرات العامة وغيرها الكثير ولكن لنعد الى مابعد الحكم الامريكي المباشر اي مرحلة مجئ الحكومات العراقية والتي لم تكن بعيدة عن التأثير الامريكي ودول الجوار وكانت معظمها بقيادة الاسلام السياسي وبديمقراطية عرجاء وأهم ما كانت تتسم به هي سيادة المحاصصة المقيتة فيها والفساد ومن خلالهما استبيحت مئات المليارات من الدولارات في اكثر من8000مشروع وهمي وفاشل كما قال خبراء ماليون واقتصاديون عراقيون موثوق بهم.وبهذا تحولت هذه المبالغ الهائلة من ملك مشروع لابناء الشعب العراقي الى اكبر عملية سرقة واهدار عرفها العراق وتحولت فيه الى سحت حرام ملأ بطون السراق وجيوبهم و افرط في زيادة املاكهم وارصدتهم. بينما هناك في ارض الوطن ملايين العراقيين يتضورون جوعآ ويعيشون دون خط الفقر ويسكنون في دورعشوائية منها لا تليق بالبشر.و اما الأطفال البعيدون عن الرعاية الصحية والمتسربون من المدارس فهم موزعون ما بين الأزقة والشوارع يتسولون وبين محلات الحدادة والسمكرة وغيرها ليعملوا أعمالآ غير مناسبة لاعمارهم وملايين الشباب العاطلين عن العمل ومنهم الخريجون .وهناك العجز في ميزانية هذه السنة 2016 ناهيك عن البطء والتلكؤ الفاضح في عملية نصب المحطات الكهربائية والتي نعاني منها منذ ما قبل السقوط وكذلك عدم اعادة تشغيل المصانع والمعامل والمشاريع الزراعية والسياحية القديمة وانشاء الجديد منها لتصبح كلها مصادر جديدة للدخل ويقلل من اعتمادنا على الريع النفطي الذي اصبح موردآ غير مستقر بسبب انخفاض اسعار النفط كما تساعدنا في معالجة ازمة البطالة المستفحلة الآن بين شبابنا ثم نأتي الى الاستباحة الكبيرة التي سببتها المحاصصة والفساد اللذين ينخران الكتل المتنفذة واضعفت الحكومة العراقية فساعدت داعش بدعم ومساعدة فلول البعث في السيطرة على ثلث الاراضي العراقية والذي ابتدأته بالسيطرة على الموصل في حزيران2014وهجرت (3,5) مليون من سكانها فأستبيحت دورهم ومدارسهم وأراضيهم ومشاريعهم وأعمالهم ومحلات عباداتهم وتم أسر الاف المواطنين من الاخوة الايزيديين, نساء ورجال وأطفال. وعوملوا بهمجية ورعونة لا تليق بالبشر.
ان الآثار ليست وحدها التي استبيحت وسرقت بل ان الفاسدين واللصوص أهدروا وسرقوا كل ما استطاعوا من اموال العراقيين وسنوات مستقبلهم واطفالهم وحقوقهم في الكرامة والحرية والعمل والعيش الرغيد وغيرها التي كانت تأمله في فترة ما بعد 2003 حتى الآن لو لم يلجأ الحاكمون الى اساليب المحاصصة والفساد ويسرقون من الخير العراقي و لذالك ما كان تحرك الجياع واصحاب الضمير من ابناء شعبنا وتوجههم الكثيف والسلمي نحو المنطقة الخضراء الا اعلانا عن رفضهم سياسات و مماطلات الكتل المتنفذة التي اشاعت المحاصصة والفساد في معظم مجالات الحياة ومفاصلها لانهم كما قلنا وقال الكثيرون انهم مافيات وحيتان الفساد لا يشبعون ويحاولون وأد كل التوجهات النبيلة والمشاريع السليمة المعبرة عن العدل والمحبة والتطور والسلام واحترام الآخر والعيش الرغيد التي يستحقها الشعب. وهذا ما لا يريده الفاسدون واللصوص (داعش الداخل)ويشتركون فيه مع داعش التكفير في جبهات القتال والصراع مستمر بين الصادقين والامناء وأصحاب الايدي النظيفة من أبناء الشعب وهذه الغربان السوداء وان غدآ لناظره قريب.