المنبرالحر

مظاهرات اللطم حلال ،مظاهرات ضد الظلم حرام !!!! / مازن الحسوني

تتفنن قوى الاسلام السياسية الحاكمة في العراق بانتاج المناسبات الطائفية التي تجيش لاجلها الالاف من المتعاطفين مع المذهب الشيعي في محاولة باتت معروفة بمغزاها السياسي الا وهو استعراض عضلات هذه القوى الحاكمة وابتزاز القوى السياسية الاخرى بكل الوانها في الصراع السياسي الدائر في البلاد . وبنفس الوقت تستنفر قوى الامن وبمسمياتها المختلفة( شرطة ،جيش، مليشيات ....الخ)وتضع الخطط الاستباقية قبل كل مناسبة ولايكون لهذه القوى من عمل لايام عديدة سوى كيفية الحفاظ على هذه الجموع حتى تنجز مهمتها الطائفية والسياسية وترصد لهذه المناسبات ميزانيات خاصة لايعلم احد قيمتها وتعطل الدوائر في الكثير من هذه المناسبات ويصل الامر حتى للبرلمان والمؤسسات القيادية الاخرى .والغريب ان في كل من هذه المناسبات ورغم كل التهيئة والاستعدادت الامنية تحدث الكثير من الاخفاقات وتجد قوى الارهاب صيدا سهلا في استهداف المواطنين وبطرق مختلفة (تفجير سيارات ،انتحاريين،قصف مدفعي ......الخ ) وتبقى قوى الاسلام السياسي الحاكمة مصرة على القيام بتجييش المواطنين لهذه المناسبات الطائفية.
نفس هذه القوى الامنية تجد نفسها عاجزة عن تأمين خروج مئات المواطنين وربما اكثر في تظاهرة يوم 31/8/2013 لاسباب امنية مثلما تدعي. البلد يمر بفترة عصيبة !!!!.
على من تضحك هذه الاجهزة الامنية في تبريرها للمنع. هذه الاجهزة في أسوء سنوات العراق في صراعه مع الارهاب عامي 2006و2007 لم تمنع اقامة هذه المناسبات الطائفية .
ولكن السبب الحقيقي بات معروفا للجميع الا وهو الخوف من تزايد نقمة الناس على الحكومة والاحزاب الاسلامية التي فشلت في ادارة البلاد و تزايد سوء الوضع الامني والفشل في توفير الخدمات البسيطة وأستشراء الفساد وكثرته بين رجال هذه الاحزاب الاسلامية وبالتالي الخشية بان تتصاعد وتيرة الرفض للاحزاب الاسلامية خاصة وان بريق الاسلام السياسي الحاكم بدا العد التنازلي له يزداد بأضطراد في العديد من الدول.اضافة الى ان من دعا لهذه الفعاليات الوطنية الداعية لالغاء الرواتب الخيالية والتقاعد لسلطات الدولة العليا ،ومحاربة الارهاب والفساد ورفع الظلم عن الكثير من ابناء الشعب في كسب حقوقهم بالعيش الكريم ،هي منظمات المجتمع المدني التي يعتبرها المالكي وغيره من الاسلاميين من الخصوم الاشد لسياسته الغير معروفة الاتجاه والهدف. ويتعاطف الكثير من ابناء البلد مع توجهات هذه المنظمات خاصة وانها تمثل في اغلبها تيارا وطنيا علمانيا يدعو لعزل الدين عن الدولة .
وبنفس الوقت هل ستقبل هذه القوى الداعية للفعاليات بحجج الادعاء العام (ما سمعنه عنه يوم يتدخل بقضيةلاجل الناس بس لاجل حكومة المالكي )في منع التظاهرات ،ام ستستمر في مشروعها الانساني بكيفية الحصول على حقوق المواطنين وكشف عورات الحكومة والسلطات الاخرى التي هي بعيدة كل البعد عن خدمة الشعب ،هذه الحكومة التي لاتعرف احترام لحق الشعب بالمطالبة بحقوقه والدفاع عن هذه الحقوق بل تعتبر وجودها بالسلطة هو حق لها لايجب ان يمسه احد بسوء وما على المواطنين الا الطاعة .
سنرى يوم 31/8/2013 هل ستهب جماهير شعبنا وتستجيب لهذه الفعاليات التي هي لاجلها قبل ان تكون لاي طرف سياسي ، هل ستبرهن للمالكي والاحزاب الاسلامية الحاكمة أن دار السيد ما مأمونة ،هل يثبت العراقيون انهم احفاد ثورة العشرين ووثبة كانون وثورة 14 تموز،هل سيبرهن الشعب للمالكي وحكومته ان الدين لله وعبادته لاغطاء لسرقة اموالهم ؟