المنبرالحر

مجلس النواب العراقي .. باي باي لندن / مؤيد عبد الستار

بينما يحتدم النزال على جبهات القتال في الفلوجة ، ويضحي المواطنون الفقراء بارواحهم وبذل دمائهم الزكية في سوح القتال من اجل تحرير الفلوجة وانهاء عصابات الجريمة التي احتلت المدينة منذ اعوام وتمكنت من بناء ترسانة دفاعية حصينة باموال الخليج ونهب اموال الخزينة العراقية وسلب المواطنين اموالهم واملاكهم وارواحهم ، في هذه الايام التي يحتدم فيها الصراع بين الحق والباطل ، بين الخير والشر ، يغلق مجلس النواب العراقي ابوابه ، ويغادر نوابه كل على هواه ليضيع ويصيع في ارض الله الواسعة .
منهم من اختبأ في هودج مخملي ومنهم من نزل في سرداب بارد ، ومنهم من لجأ الى اقرب مسجد يدعو الله سبحانه وتعالى ان يغفر له ذنوبه وسرقاته التي تجاوزت الحدود وكادت ان تؤدي به الى قعر جهنم وربما الى سـقر ليقبع فيها ابد الابدين وتكوى جباههم بالدراهم التي سرقوها من جيوب الفقراء المشردين في شوارع البلاد الذين يبيعون قناني الماء وعلب الكلينكس .
اما البعض منهم الذي فضل الذهاب الى مدينة الضباب واختار عروسة المدن لندن ليقضي فيها شهر الصوم يتعبد في مساجد اجور رود واسواق اكسفورد يجمع الهدايا للعيد القادم ، ويبحث عن الغيد الحسان في الولائم ، فهؤلاء في الدنيا الفانية يمرحون ، ولنا عليهم دينا لا بد وان يدفعوه غدا او بعد غد ، وهم صاغرون .
اقفل مجلس النواب ابوابه بعد ان بكى واشتكى واقام مجلس عزاء على القـنـفة المؤودة التي اصبحت علامة الدنيا الفانية كشاهدة قـبـر على مجلس النواب تدل عليه ويعرف بها ، بدلا من ان يعرف بلوحة مثل لوحة فائق حسن او لافتة نحتية مثل لافتة جواد سليم في ساحة التحرير .
لم يخجل مجلس النواب الذي حسبناه يمثل الشعب من التسلل ليلا الى المطارات لينسل الى دول الجوار القريبة والبعيدة ، المهم انهم صاروا بعيدين عن اعين الفقراء وبعيدين عن ساحات القتال ، تركوا ابناء الشعب لمصيرهم يواجهون المفخخات والمتفجرات القاتلة التي تفتك بالعشرات والمئات دون حساب ، وستزيد انقطاعات الكهرباء عذاب الصائمين الذين ما زالوا يؤمنون بان الله لن يتخلى عنهم وسينتقم من الظلمة انتقاما عسيرا .