المنبرالحر

نحو دور فاعل للطبقة العاملة / ناجي محيبس الكناني

أن فهم الواقع العراقي، يتطلب رؤية تنبثق من طموحات القوى الوطنية والتقدمية والديمقراطية وتتحد معها الحركة العمالية والجماهيرية لحسم الصراع من أجل وحدة قوى الشعب المتمثلة بأحزابه الوطنية وعلى رأسها الحزب الشيوعي العراقي ومناصروه من رجال الفكر الذين قدموا الدليل بشهاداتهم البطولية على أنهم أقوى من أن تنال منهم قوى البطش والإرهاب، ولان الحزب منذ تأسيسه جسد إرادة التاريخ وضمير الشعب الكادح ولسان حاله.
إن تحقيق الأهداف قبل كل شي يتطلب إدراكا واعيا بحركة التاريخ التي تجسد أبعاد الرؤية من أجل أن تجتمع حوله القوى الخيرة التي تستطيع أن تقود الشعب في نفس الطريق من أجل تحقيق الأهداف والمطامح الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والأمنية.
لقد برّ الحزب الشيوعي العراقي بعهده المبدئي،وفي أحلك الظروف والأزمات السياسية والاقتصادية في غرس عنصر الوعي الجماهيري والتصميم بالقضاء على الأنظمة الفاسدة، والدكتاتورية وبرز دوره في ترسيخ الوعي الوطني والطبقي والصمود بوجه القوى الإرهابية التي عمدت إلى قمع نهوضه الوطني والقضاء على حركته النقابية وإبقائها اسيرة نفوذ الأنظمة الشمولية من أجل تقييد نشاطها وتسفيه مهمتها الوطنية كما استطاع الحزب في زحمة الأحداث الجسيمة تكثيف نضاله ضد شركات النفط الاحتكارية البريطانية، ونهب خيرات البلاد وثمرات الشعب العراقي ضد العملاء والعاملين على تثبيت نفوذ الاجنبي بين ظهرانينا وجابه الحزب أوضاعاً إجتماعية فريدة وتمت تصفية كافة مظاهر التنظيم السياسي والنقابي واعتقال واعتزال الكثير من المناضلين والقادة في التنظيم النقابي، وبفكره النير استطاع أن يجتاز اقسى المحن، مقدماً اغلى التضحيات وفي مقدمتهم فهد , زكي بسيم، حسين الشيبيبي، سلام عادل، ورتل عظيم من الذين مجدهم شعبهم الابي وظل الحزب اقوى من قوى الارهاب بتلاحمه وتراص صفوفه.
لاشك ان التاريخ يعيد نفسه والحزب يشارك الحركة الجماهيرية الشعبية في الاحتجاجات والتظاهرات لكونه يمتلك الحق التاريخي في نقض أي تصرف يلجأ إليه الحكام عندما لا يكون ذلك الحاكم ممثلاً غير حقيقي لشعبه ولا قادراً على إرادة شؤون البلد بلا قهر أو تسلط على الرقاب واستخدام العنف ضد المتظاهرين الذين لا يريدون سوى تلبية حقوقهم والتاريخ حافل بالشواهد التي تؤكد هذه الحقيقة.
لقد انطلقت الجماهير من قيدها بلا توقف بعد نضوج الحس السياسي والوعي الفكري والطبقي وتبلور العقل الجمعي الذي وحد الجماهير العراقية بهويتها الوطنية للمطالبة بحقوقها الآنية المشروعة والرفض المطلق للتدخلات الإقليمية اللا مشروعة في الشأن العراقي وإنهاء نظام المحاصصة الطائفية والفساد الإداري والمالي كأساس للحكم من أجل ترسيخ وحدة الشعب، وقضيته المقدسة وتحقيق الأهداف والآمال والطموحات للإطاحة بالحكومات الفاسدة واسترداد الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية من الذين فرطوا في الشخصية العراقية التي تسعى إلى تحقيق أهدافها المنشودة ضمن معطيات الحرية والتحرر.
لا شك أن المطالب الجماهيرية هي بداية لحسم الصراع لصالح الحركة العمالية وسائر شغيلة اليد والفكر التي تستوعب حركة التاريخ ووعيها بحركة القوى السلطوية المتشبثة بكراسي الحكم والتي تشكل أطراف الصراع على أرض الواقع العراقي.
من هنا يبرز دور قيادة الطبقة العاملة والقائد الجماهيري والمناضل الحقيقي لاسترداد الحقوق العامة والمتميز بصفات أخلاقية تعرفها الطبقة العاملة مثل التكامل والتضامن والإيثار في كل شي وتأثيرها المباشر على الطبقات والفئات الاجتماعية الاخرى.
أشار لينين في مؤلفه الكامل :
((أن الطبقة العاملة ليست طبقة ثورية حقا.. إلا عندما تعمل بوصفها طليعة العاملين والمستغَلين بوصفها قائدهم من أجل الإطاحة بالمستغِلين)) .
فكلما تعاظمت مطالب الجماهير من عمال وفلاحين وكسبة ومنظمات نسوية وسائر الشغيلة، كلما كان الانتصار لصالحها والخلاص من نظام المحاصصة الطائفية المقيتة، والفساد، فلابد من إصلاح شامل والتغيير على مستوى مؤسسات الدولة بدءاً من أعلى هرم السلطة لا مفر من تلبية جميع المطالب واسترداد الحقوق المغتصبة عندما تغضب الشعوب وتثأر لكرامتها.