المنبرالحر

دور النفط فى احداث العراق عام 2003- النفط مستعبد الشعوب -- 1934 / على عجيل منهل

ابراهيم يوسف يزبك مؤلف - كتاب "النفط مستعبد الشعوب" الطبعة الأولى، مطبعة الفن الحديث، بيروت 1934، -
أن واضعه، إذ توغل في خلفيات النفط، اشتم روائح السيطرة العالمية التي وجدت فيه طاقةً حيويةً تستأهل أن يحارب مبتغوها لئلا تمس مصالحهم في آبارها وفي خارج الآبار. فـ"العالم المتمدن، كما يقول المؤلف، هو في حاجة الى النفط حاجة الفقير الى الخبز والماء. فخضعت البشرية جمعاء لمشيئة أفراد معدودين يلعبون بها ويقلبون بلدانها ويعبثون بأوضاعها".
الأغلب ان "النفط مستعبد الشعوب" هو، في موضوعه، أول كتاب عرفته لغتنا العربيه -من حيث مرماه لوجه الحق، ومن حيث صداه في البلدان العربية. لكن أربابها قلما قدروا، في مطلع عهدهم بالذهب الأسود، ما لها وما عليها من حكمه الذي سيغني طبقة فيها معينة ويتسلط على أمرها،-
قال يزبك: "ما دام النفط على هذه الأهمية الحيوية في مصير الشعوب الكبيرة والدول العظيمة، في السلم والحرب، فإنه من الواجب على الرأي العام العربي أن يعرف، كما قلنا، شيئاً عن السياسة النفطية، ولا سيما ان أقطارنا قد ظلمها الله أو رحمها - من يدري؟ - فجعل تحت تربة عراقها محيطاً من النفط يقدر الاختصاصيون انه يكفي وحده حاجات العالم خمس عشرة سنة، على الأقل. كما أنه أجراه تحت بلدان عربية غير العراق أنهاراً لم تعرف قيمتها الى الآن. فقد ربطنا النفط في الماضي ويربطنا اليوم وغداً بسياسة تجاره ومحتكريه ربطاً محكماً. فبتنا لا نملك من أمره حقاً. وصار الفرد منهم، وهو الأعجمي، يملي على الدول المتحكمة في رقابنا أوامره في الحياة التي يريدنا عليها، إذ نحن وأملاكنا وبلادنا وموظفو تلك الدول وجيوشها، عبيد ارقّاء لتلك السياسة". "النفط مستعبد الشعوب"، ص 11.
استقبل هذا الكتاب استقبال العمل الرائد.وقت ذاك -- فقال فيه الياس أبو شبكة بيروت: "... هذا كتاب يقوم على أساس ثورة إنسانية تتمخض في نفوس الشعوب الضعيفة التي تشعر بأن لها حقوقاً في الحياة تتكالب عليها أظافر الطمع والقوة".
وقال جبران تويني مؤسس جريدة "النهار" بيروت: "... ان هذا الكتاب قد حارب السياسة الاستعمارية المستترة وراء النفط، وكشف عن مؤامرات ومفاوضات كان السواد الأعظم من العرب في أشد الحاجة الى الاطلاع عليها".
وقال عباس محمود العقاد القاهرة: "... ان هذا الكتاب يجمع معلومات قيمة لا غنى عنها لمن يريد أن يفهم المسألة الشرقية بحذافيرها، كما ينبغي أن تُفهم في العصر الحديث"---
دور النفط في حرب العراق 2003
كشفت وثائق سرية جرى الافراج عنها - في نطاق التحقيقات التي اجرتها لجنة “تشيلكوت” التي استقصت دور بريطانيا في حرب العراق ،عن دور للنفط في تلك الحرب التي اسقطت نظام صدام حسين.
فقد اظهرت الوثائق ان الحكومة البريطانية عقدت محادثات مع شركتي شل وبريتش بتروليوم للتأكد من ان ”هذه الشركات النفطية البريطانية جاهزة لأخذ عقود بترولية جديدة بعد انتهاء الحرب”.
ويتضمن تقرير “تشيلكوت” كما نشر رسالة من وزير الخارجية البريطاني انذاك جاك سترو لرئيس الحكومة توني بلير، تقول وكالة “بلومبيرغ” أنها تعزز شكوك الذين طالما اعتقدوا بأن حرب 2003 كانت في جزء منها بدوافع نفطية.
ففي واحدة من الوثائق السرية يقول احد الدبلوماسيين البريطانيين ان على الحكومة البريطانية ان “تبدأ التجهيز لضمان حصول الشركات البريطانية على عقود نفطية بعد انتهاء الحرب”.
وتطلب الوثيقة المؤرخة بشهر فبراير 2003 عقد اجتماع مع شركتي شل وبريتش بتروليوم وشركات بريطانية اخرى. وتقول المذكرة ”ينبغي ان نتناول هذا الموضوع بحرص لنضمن سريته وذلك منعا لأي اتهامات بوجود دوافع نفطية وراء الحرب”.
وتنشر بلومبيرغ ان وزير الخارجية سترو ارسل لرئيس الحكومة توني بلير مذكرة سرية جرى الافراج عنها الان تحت عنوان ”استراتيجة النفط والغاز العراقي” يقول فيها ان ”احد اهداف الحكومة البريطانية هي زيادة مشاركة القطاع الخاص بما يؤدي لاستثمارات كبيرة خلال السنوات الخمس او العشرة في قطاع الطاقة العراقي”.
وفي وثيقة اخرى وردت اقوال لمسؤول عراقي بأن الشركات البريطانية لا تبدي تنافسية كافية للمشاركة في الحصول على استثمارات كالتي تعمل لها شركات دولية اخرى. كما تضمنت وثيقة اخرى تقديرات للرفع الذي سيتحقق في حجم انتاج النفط العراقي بعد الحرب ليصبح منافسا للانتاج السعودي، مع وثيقة اخرى يتحدث فيها توني بلير عن التأثير المنتظر للحرب على اسعار النفط باعتبار أن هذا الموضوع ذو اهمية خاصة لبريطانيا، وكيف انه ”سيعمل مع الادارة الامريكية على هذا الموضوع الحيوي”.
لقد كان المؤرخ اللبنانى ابراهيم يوسف يزبك توقع منذ وقت مبكر -عام 1934- لدور النفط الدامى فى صنع تاريخ العرب بعامة والعراق بخاصة.