المنبرالحر

14 تموز والاستعراض العسكري / د.محمود القبطان

تعود العراقيون في 14 تموز ,في زمن الشهيد عبدالكريم قاسم مشاهدة استعراضاً عسكرياً مهيباً تخرج الناس لمشاهدته ويقف الشهيد في منصة ساحة التحرير التي أرّقت صدام الى أن ازالها, وتخرج المسيرات الشعبية والوفود في تظاهرة رائعة استذكارا للثورة العظيمة التي انهت حقبة استعمارية وحكم عميل حكم العراق بالحديد والنار وقت ذاك.أمس وفجأة تم تمرين استعراضي لاستعراض عسكري دون سابق إنذار ينون أقامته في 14 تموز ايضاّ مما جعل الناس في حيرة بين مرعوب من القادم وبين تحضير لفعل ما لمقابلة تظاهرات يوم الجمعة 15 من تموز.وقتها أُغلقت المحلات دون سابق انذار أيضاً في المنطقة التي تمر بها القطعات العسكرية بكل صنوفها.الامر الآخر والذي تساءل عنها الناس هو هل كانت القطعات العسكرية بكامل تجهيزاتها العسكرية من سلاح وامور اخرى أم فقط تدريب لما سوف يقومون به بعد الانتصارات في الفلوجة والتي قصمت ظهر داعش؟في حديث لاحد المحللين السياسيين قال على احدى الفضائيات برده على سؤال لمقدم البرنامج هل هذا التمرين من أجل احياء ثورة تموز 1958 ام هو استعراض من اجل منع التظاهرة ليوم الجمعة؟ قال السيد واثق الهاشمي المحلل السياسي لا هذا ولا ذاك انه احتفال بتحرير الفلوجة!! لكن السؤال هو لماذا هذا التوقيت بالذات في يوم 14 تموز وقبل التظاهرة الكبرى في يوم الجمعة,ووقتها قال ان التظاهرات دستورياً أُقرّت لكن يُفضل تأجيل كل التظاهرات لحين تحرير الموصل وسحب البساط من تحت اقدام المندسين"شماعة دائمية""شماعة دائمية" في التظاهرات!! أذاً هي طريقة لانهاء التظاهرات بطريقة جديدة بحجة تحرير الموصل .وهل هناك من يقف بوجه الجيش وباقي التشكيلات العسكرية لتحرير الموصل؟لكن هي طريقة للالتفاف على مطالب الشعب من اجل الاصلاح الجذري لنظام المحاصصة المقيت.لنأخذ عينة من هذا النظام وهي "تازة" حيث استقال وزير الداخلية من منصبه وذكر ان لن يرجع الى المنصب إلا اذا تغيرت الامور الكثيرة في القرار السياسي مطمئنا ان استقالته لن تُقبل"يظل يجرجر بظهرة" لكن العبادي وافق ومباشرة على استقالته حينها ظهرت عيوب هائلة في ان الوزير لم تكن له سلطة في حادثة ذكرها من منطقة جسر بزيبز ولكن العبادي اردفها بخطوة ثأرية اخرى بإنهاء عقد شقيقي الوزير الغبان والذين كانا يعملان في مكتب الوزير وكل شيء كان يجري من هناك ,وقد ورد على لسان احد اقطاب منظمة بدر ان الداخلية من استحقاقهم الانتخابي وقاسم الاعرجي هو المرشح القادم...يعني كل ما يصرحون من ان نظام المحاصصة هو الذي ادى بالبلاد الى ما هي عليه وانهم مع الاصلاح كان نوعاُ من الخداع والجميع مشترك به.اجمالاُ ان فكرة الاستعراض العسكري جاءت بعد الفشل المريع في حماية الشعب من الارهاب كما حدث في الكرادة وبلد عند ضريح السيد محمد ومئات الضحايا سقطت بين قتيل وجريح.عندها تصاعدت الاصوات في ضرورة تنفيذ احكام الاعدام بحق الارهابيين والذين ينتظرون تنفيذ العقوبة بحقهم لكن المساومات على امكانية شمول هؤلاء القتلة بقانون العفو العام المنتظر جعل الانتظار ان يكون سيد الموقف.فكانت ردود الافعال من أكثر من موقع مختلفة فوزارة العدل تلوم رئاسة الجمهورية والاخيرة تقول ان ليس لديها اي حكم مُعطّل في مكتبها حسب تصريحات خالد شواني المتكررة والرئيس في لندن وتهديد احدى الفصائل المسلحة بالهجوم على سجن الناصرية واعدام الارهابيين في خطوة خطيرة تدل على ان الدولة العراقية ليست لها هيبة لدى البعض. واليوم يعلن رئيس الجمهورية عبر الناطق باسمه انه وقّعَ عدة احكام بالاعدام وارسلت الى الجهات التنفيذية في وقت ان وزارة العدل .علماً وبعد تفجيرات الكرادة قامت وزارة العدل بتنفيذ الاحكام بحق 7 مجرمين كردة فعل وليس كأستحقاق بالتنفيذ.
سلمية التظاهرة ضروري جداً لسحب بساط الاعذار من الحكومة لكي لا تنفذ مخططاتها في احتمالية ضرب التظاهرة وان يشترك الجميع كل من له مصلحة في الاصلاح والتغيير الحقيقي لنظام المحاصصة الطائفية والاثنية وانهاء الفساد وتقديم الفاسدين للقضاء.الجميع ينتظر احداث يمي 14 و 15 تموز ونأمل ان تمر بسلام.
عاشت الذكرى ال58 لثورة تموز الخالدة
ولتسقط كل المؤامرات ضد العراق وشعبه