المنبرالحر

أوردغان يسخر من العالم / د. أكرم مطلك

ظهر يوم الجمعة الفائت امام محكمة اسطنبول 21 من الصحفين الأنراك المعتقلين على اثر الحركة الأنقلابية الفاشلة وهم جزء من مجموعة تتكون من41 صحفيا صدرت ضدهم مذكرات اللأعتقال حيث اعتقل بعضهم والبعض الآخر لازالت تبحث عنه الشرطة, التهم الموجهة للصحفين هو قربهم من القائد الروحي فتح الله غولن والذي تتهمه انقرة وبدون دليل في تدبير الأنقلاب الذي قتل من جراءه حوالي 246 شخصا, غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ سنوات عديدة رفض هذه الأدعاءات معتبرا ان محاولة الأنقلاب هي محاولة مفبركة من قبل اوردغان وقد اتفق مع هذا الراي معطم المحليلين السياسين في تركيا .
بدأت الأعتقالات الجماعية والمحاكمات وعمليات التطهير لمضايقة أكبر احزاب المعرضة التركية حيث ادان كمال قبليتش دار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض هذه الأجراءات وصرح بأن على تركيا ان لاتسمح بسياسة مطاردة " الشياطين " التي اطلقها أوردغان ضد الأبرياء وأضاف انه من غير المعقول تورط عشرات الألاف من انصار غولن في محاولة الأنقلاب حيث بلغ عدد المعتقلين رسميا حوالي 18000 معتقل رسميا منهم حوالي 9677 ينتظرون المحاكمة وتم سحب جوازات السفر من حوالي 50000 شخص ’ وذكرت وكالة الأناضول انه من خلال حالة الطوارىء التي اعلنها الدكتاتور الرئيس تم اغلاق ثلاث وكالات انباء و16 فناة تلفزيونية و23 مجطة اذاعية و45 صحيفة. تأثرت عمليات التطهير التي شملت الموظفين من مختلف المؤسسات في تركيا ووصلت اعدادهم الى 60000 من الجنود والشرطة والقضاة والمدعين العامين والمعلمين ففي تقرير لصحيفة بيلد الألمانية التي ذكرت بأن المدعي العام التركي طالب بمصادرة املاك وارصدت وسيارات لأكثر من 300 من القضاة . صرحت ممثلة حركة "الحزم " المواليه لغولن الذي يعيش الآن في هولندا بأنه يواحه تهديدات ومخاوف على حياته وان بعض اعضاء حركة الحزم تلقوا تهديدات بالقتل والأعتداءات الجسدية وعمليات التخريب وحرق الممتلكات وتسببت هذه الأعمال الى توتر العلاقات بين تركيا وهولندا , كما رفع اعضاء من حركة الحزم بلاغات مماثلة الى الشرطة الألمانية حيث تعيش اكبر جالية تركية في اوربا وتنشط فيها حركة غولن في عمل منتظم في نشاطات الجمعيات الخيرية والمدارس والمؤسسات الثقافية .
ان الرئيس اوردغان يرفض جميع الأنتقادات التي وجهها له العالمالغربي الذي ندد بالأجراءات التي اتبعها ضد مناوئيه وقال ان على العالم الغربي ان تكافأ تركيا في تعاملها مع الأنقلابيين بدلا من الوقوف الى جانبهم مضيفا انه اذا تبين لنا بأن هناك اشخاص آخرين تعاونوا او شاركوا في الأنقلاب فسوف تكون هناك المزيد من الأعتقالات .