المنبرالحر

القشة التي ستقسم ظهر البرلمان / سامي سلطان

مع جلسة استجواب السيد وزير الدفاع خالد العبيدي في مجلس النواب ، بدء نشر الغسيل القذر وعلى رؤوس الاشهاد وبدون رتوش، بعد ان بُحت اصوات المتظاهرين على مدى عام، وهم يؤشرون على رؤوس الفساد في مؤسسات الدولة التشريعية والقضائية والتنفيذية.
وكأي مذنب بدى كلاً منهم يظهر للآخر بأنه انزه من غيره وأنه حريص على دماء وأموال الشعب!! وإن اياديهم غير ملطخة بدماء الابرياء!! سوءاً بشكل مباشر او غير مباشر، واذا كان هناك مجال لتقديم الشكر فإن وزير الدفاع العبيدي هو الأحق في ذلك لا بل للنائبة عاليه نصيف، إذ أنهما من حيث يعلما او لا يعلما كانا السبب في تفجير هذه القنبلة داخل قبة البرلمان، وهذه القشة حريا بها أن تكون القشة التي تقصم ظهر البعير، على حد تعبير النائبة حنان الذي كانت معنية في الاتهام ، فبعد مرور 13 سنة من السرقات لأموال الشعب وارتكاب الجرائم التي راح ضحيتها آلاف الابرياء من أبناء شعبنا وضياع هيبة الوطن وهدر كرامة المواطن خلال هذه السنوات التي حكم بها الطائفيين وفق مبدأ توزيع الغنائم باعتبار البلد كله كان غنيمة لا بل فريسة، وقد عبروا عن ذلك عدد كبير من النواب بصلا فه ووقاحة ، بأنهم يتقاسمون الكعكة.
ليس من الغريب أن يتقاطع اللصوص فيما بينهم إذ يحاول أحدهم التخلص من الآخر، كي يفوز بحصة الأسد، إذ لا شريك له في الفريسة، وهنا تحضرني قصة سمعتها من آبي حين كنت صغيرا وكتبتها في مطلع شبابي وقصصتها على بناتي فيما بعد، والقصة تحكي ، أن لصين حضيا بسرقة خزينة مليئة بالجواهر والألماس وبما أن الحمولة كانت كبيرة عمدوا الى اخذ حمار احد الحطابين الفقراء وادعوا اعادته اليه بعد وقت قصير وفعلا تم لهم هذا ومضوا في طريقهم حتى وصلوا إلى مكان مهجور فقررا الاستراحة وتناول الطعام، لكنهم اكتشفوا انهُ لم يكن لديهم شيئا منهُ، فتطوع أحدهم للمجازفة لإحضار الطعام من أقرب مكان، وهكذا ذهب لكنه كان في حقيقة الامر يضمر لصاحبه الشر حيث قرر دس السم في الطعام كي يتخلص من شريكه اللص، ذات الوقت فكر من كان في انتظار الطعام ان يغدر بصاحبه حال عودته، وبهذا دبر كلا منهما مكيدة للآخر، واليكم ما حدث، أن من كان في الانتظار أجهز على صاحبة فقتله اثنا دخوله وتخلص منه وبهذا حقق ما كان يطمح إليه وأصبح وحدهُ من يملك كل ما تم سرقته، بعدها توجه إلى تناول الطعام ولم يكن يعلم أنه مسموم، وما هي إلا دقائق معدودة حتى بدى السم يفعل مفعوله ولم يمهله كثيرا حيث أصبح جثة هامدة الى جانب جثة من غدر به قبل لحظات ، ساد السكون المكان، وبقى حمار الحطاب المسكين واقفاً وحدهُ وهو محملاً بكل تلك الاموال ، وحين الم به العطش والجوع، وتصاعدت الروائح الكريهة الناتجة من الجثتين، لم يكن أمامه سوى أن يعود إلى صاحبه، وما هي إلا سويعات حتى صار الحمار على باب الحطاب الذي ذُهل من حمولة حمارهِ بكل هذه الخيرات، فنادى بأعلى صوته ، يا يناس يا عالم!! تعالوا تعالوّ! فكل من له حق ضائع فليأتي هنا ليأخذه، فالحمار حماري لكن حمولته ليس لي ، وقد ابى الحطاب ان يأخذ ما ليس لهُ.
هل يا ترى يعي ساسة الخضراء من الطائفيين، ان لا يأخذوا ما هو ليس لهم من ثروات البلاد وأموال الشعب الكادح الذي يرزح اكثر من نصفه تحت خط الفقر ويئن تحت نير الامراض وانعدام الخدمات وتفشي الارهاب الذي يحصد بأرواح آلاف الابرياء من ابناء الشعب على مدار 13 عاما ؟
ان مصير السراق على امتداد التاريخ هو مزبلة التاريخ وان طال الزمن .