المنبرالحر

لايٌرجى من بارح مطر!! / حيدر سعيد

عمليات التزوير والترهيب والترغيب وشراء الاصوات التي رافقت الانتخابات،والتي اعترف بها المتنفذون من فرسانها ،اضافة الى تدني وعي الناخبين كلها ساهمت بانتاج مجلساً للنواب غالبية نوابه يعتبرون دينهم ووطنهم هو دنانيرهم !! ، لذلك نجدهم يتسابقون ويسيل لعابهم على جني المال الحرام وبشتى الطرق ! معتبرين ذلك شطارة وذكاءا!! حتى في سفرهم للخارج ليس للراحة والاستجمام بل للتشاور واخذ النصيحة للقادم من الايام حول عقد الصفقات !ومما زاد الطين بلة هو مامهد له نهج المحاصصة على شرعنة الفساد وسرقة المال العام ،لذلك فليس مستغربا ولا غير متوقعا ان تشهد مسيرة المجلس انحدارا تلاحق الشبهات تشريعاته ، بما يرومه من تغليب مصالحه على مصالح ابناء الشعب والذي جاءت الاستجوابات الاخيرة لبعض الوزراء لتكشف غيضاً من فيض من فاسدين في داخله مرتبطين بشبكات من السماسرة والدلالين ، ولذلك فان محنة الشعب ستستمر وستزداد الامه ،طالما بقيً هذا المجلس بعيدا عن الشعب تكرش فيه الفاسدون وتورمت احداقهم !!
من هنا فان الانتخابات القادمة هي الفيصل الذي يستطيع من خلاله الشعب ان يأتً بمجلس بديل، اذا حسن الاختيار ، يحقق طموحاته ومطاليبه في بناء دولة العدالة والمساوات والمواطنة ، وهذا يتطلب من جميع القوى الوطنية والمخلصة التي يشهد لها بالامانة والاخلاص وحب الوطن والدفاع عن حقوق المواطنين ، والتي كلفتها تلك المواقف دائما الكثير ، لكنها بقيت وستستمر في طريقها امينة على مبادئها مهما كان حجم التضحيات ، يتطلب منها ان ترفع من وعي الجماهير الانتخابي ، ليختاروا بمسؤولية وطنية ممثليهم الحقيقين النزيهين المعروفين بوطنيتهم، الذين عركتهم مدرسة الحياة ، لتبقى اياديهم ناصعة البياض مهما كانت الظروف قاسية وحالكة ،خاصة وتجربة السنين الماضية برهنت للقاصي والداني من هم الفاسدين ومن هم النزهين المخلصين .
ان القول للفساد والارهاب( كش )من ارض العراق لاياتي بالتمني بل بالعمل الدؤوب الجاد الواعي لتطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين والسراق الذين يمثلون السند الخلفي للأرهاب ، بعد ان تكشف امرهم وبانت نواياهم في التضييق على الشعب العراقي ، حتى بات لايطيق الحياة بوجودهم .
الانتخابات القادمة هي امتحان لوعي الناخب، ومسؤولية وطنية للقوى الوطنية والديمقراطية التي تنشد التغيير والاصلاح ، والتي تتصدى للارهاب والفساد من خلال الحراك الشعبي السلمي المدني،الذي فقد الثقة بنهج المحاصصة ،بعد ان بان عهر السياسيين المتنفذين الذين لن يستطيعوا بعد اليوم، ان يستروا عوراتهم مهما لبسوا من اقنعة،وما سبيل أخر الا بتوحيد جهود المخلصين المتصدين والتوجه للانتخابات القادمة للقول للارهابين والفاسدين، لقد ذقنا ذرعا بكم وما ماسببتموه للشعب العراقي من مآس مقصودة جعلتموه يتضور جوعا وعطشا ، وحان الوقت الذي يقف فيه الفاسدون وسراق المال العام مطئطئي الرؤوس امام القضاء ليقول كلمة الحق فيهم على ما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب العراقي .
ان جماهير ابناء شعبنا قد توصلت الى قناعة راسخة من خلال ماعانته من نهج المحاصصة وفرسانها من الفاسدين ، بأن التغيير والاصلاح لايمر والفاسدون قد تمترسوا وحشدوا قواهم للوقوف صفا واحدا مهما اختلفت مشاربهم بوجه التغيير والاصلاح والشواهد كثيرة،
وبعد ان اصبحت حركة مجلس النواب اليوم مقيدة بسطوة فاسديه، فلا يمكن ان يقدم حلولاً تنقذ الوطن والشعب ، وكما يُقال :
لايٌرجى من بارح مطر
وعلى من يتصدى للفاسدين ان يقترب اكثر من الجماهير المكتوية بنار الحيتان الفاسدة ، متحصنا بها ومستندا الى قواها ، فهي لاتخذل المدافعين عن حقوقها ،
وكما قال الجواهري للزعيم عبد الكريم قاسم محذرا اياه من قوى الردة :
اشدد الحبلً وضيق من خناقهمو
فربما كان في ارخائه ضرر