المنبرالحر

متى يوضع الشخص المناسب في المكان المناسب؟ / تيسير حذر

منذ سقوط النظام الفاشي عام 2003 تعاني الحكومة العراقية وبكافة مفاصلها الحكومية وشبه الحكومية غياب الشخص المناسب في المكان المناسب
ويبدو ان المحاصصة السياسية التي ابتلينا بها شر البلاء والعلاقات الشخصية والمحسوبية هي اهم اسباب غياب الشخص المناسب في الوزارات والدوائر الحكومية والخدمية ومنها الاعلامية والثقافية ايضا وبالتالي ظهرت وعلى مدى اكثر من عشرة اعوام انقضت حالات اسباب الفشل الاداري والمالي وغياب العمل المهني للدوائر التي تقودها شخصيات لاتتمتع بقدر من المهنية والاختصاص المناسب الامر الذي انعكس سلبا على الاداء الحقيقي للدائرة او الوزارة الفلانية وبعيدا عن المسميات والاشخاص والمناصب التي اوكلت لها بدون وجه حق انه يتمتع بالحصانة المحاصصية واحيانا علاقات المحسوبية والمنسوبية فاقول هل يعقل ان وزارة من الوزارات الحكومية تعاني شحة مدراء عامين اكفاء واختصاص يديرون بقية دوائرها وبالتالي توكل ثلاث مسؤليات او اكثرلشخص واحد وحتما سيخفق في واحدة منها على الاقل والا ماهو المؤهل الذي يتمتع به الشخص ليدير ثلاث او اربع مؤسسات مهما كانت اهميتها في الوزارات الفلانية بكفاءة عالية فهو (كريندايزر) او يمتلك العصا السحرية ؟!
نعم هذا هو حال معظم الوزارات التي تبرر اسباب ذلك الموضوع بالمحاصصة اي عندما يتم ترشيح شخص يدير دفة دائرة من دوائرها يخضع لاستفسارات الى اية جهة او حزي ينتمي المرشح فاذا كان لايتوافق مع الحزب او التيار الذي يقود الوزارة فان الرفض والتمييع سيكون مصير المرشح الجديد مهما كانت كفاءته مقبولة اداريا ومهنيا.
نعم يبدو ان الحال انسحب ايضا الى بعض مؤسساتنا الاعلامية حتى ان ان اكثر من خمسة مدراء عامين تعاقبوا على احدى المؤسسات الاعلامية والمحزن ان اغلبية هؤلاء المدراء لايمتلكون الخبرة للعمل في تلك الدائرة وبالتالي يتراجع اداء الدائرة الاعلامية المهمة في الاداء والعمل بالرغم من انها تمتلك اسماء لامعة في تاريخ العمل الاعلامي فضلا عن مهنيتهم وماسجلوه خلال مدة عملهم من ابداع واجتهاد متواصلين ولكن يبدو ان هؤلاء لايمتلكون العلاقات الشخصية مع رئيس المؤسسة لذلك تم تهميشهم ولاجل ان يسكتوا صوتهم اعطوهم مناصب اكثر ما تكون رئيس قسم وتحت ادارة من لايمتلك الخبرة والاسم والابداع ومن المؤكد ان مثل هذه الاجراءات هي اهم اسباب تراجع الدوائر الرسمية والمؤسسات التي تنتمي إلى ادارات ومؤسسات كبيرة وبالتالي تمهد إلى ظهور واستفحال حالات الفساد الادراي والمالي وانهيارها كمؤسسة اعلامية او ثقافية في وقت يعاني فيه العراقي الان من تهميش الكفاءات على حساب ظهور اسماء لاتمتلك الخبرة او الكفاءة .