تعتبر مبادرة قيادة الحزب الشيوعي العراقي، بعرض مسودة الموضوعات السياسية للمؤتمر الوطني العاشر على كل رفاق الحزب والمختصين وعامة الناس، لغرض مناقشتها وابداء الرأي فيها، نهجا ديمقراطيا وحالة صحية في ظرف استثنائي معلول يمر به البلد بسبب النظام المحاصصاتي التي انتهجته الكتل المتنفذة.

وهذه المبادرة ماهي الا تراكمات وخبرات سياسية لحزب الكادحين لتأطير العمل السياسي والبرامج باطار مقبول يرضي الجماهير التي تسعى إلى إرساء قواعد الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

وتباينت الاراء والملاحظات والمقترحات المرسلة من قبل المهتمين وعامة الناس حول المسودة، ولكنها انضجت الحراك الفكري للمساهمين في المناقشة والحوار، ومن خلال قراءتنا لهذه المسودة التي أوضحت الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية في البلاد، بكل تجلياتها وبشكل واضح وسليم، وكذلك وضع المعالجات لهذه الازمات.

ومن خلال قراءة المسودة ندرج ملاحظاتنا حول بعض فقراتها ومنها:

- فقرة الحشد الشعبي، الميليشيات، وحصر السلاح بيد الدولة، فقرة (49) تضاف بعد (كما يتوجب اتخاذ الخطوات الرادعة لاي تمرد على سلطة الدولة وهيبتها ولاي مسعى يستهدف اضعافها، بما في ذلك التصدي) .... بحزم لكل الميليشيات المرتبطة بدول اجنبية او مدعومة من دول اخرى، واعتبار ذلك مساسا بالامن القومي وخيانة عظمى للبلاد.

- فقرة تحديات تنتظر بلادنا بعد داعش:

لم تشر المسودة الى تحديات كبيرة متمثلة بالقوى السياسية وبعض الشخصيات التي ساهمت في دخول داعش بشكل او بآخر، وخاصة ان اغلب تلك القوى والشخصيات لها مجاميع مسلحة تتدرب لغرض اشراكها في تحرير نينوى وبدعم دولي.

- دمج الفقرتين (56 و 57) في فقرة واحدة.

- فقرة الحراك الاحتجاجي الجماهيري

خلت هذه الفقرة من ذكر دور الطبقة العاملة في تشكيل الوعي الاحتجاجي للجماهير، الا من اشارة ضعيفة كما جاءت في الفقرة 80، الاسباب المباشرة للحراك الاحتجاجي (80) لقد كان من مظاهر ازمة النظام عجز الحكومة عن دفع رواتب عدد من المؤسسات في مواعيدها والتلكؤ في صرف رواتب عمال شركات التمويل الذاتي .... دون ايضاح دور الطبقة العاملة من خلال الاحتجاجات والتظاهرات في مناطق مختلفة من العراق بما فيها مناطق كردستان، والدور الكبير للقوى العاملة لاعادة الصناعة الوطنية في مختلف القطاعات؛ العام والخاص والتعاوني، وفي شحذ همم الجماهير والخروج في تظاهرات مستمرة حتى الان، وبما ان الحزب هو حزب الطبقة العاملة، فلابد من وضع فقرة خاصة للاشارة الى الحراك العمالي وما لعبه من دور كبير في الضغط على الحكومة.

- استعرضت الفقرة (184) العلاقة بين الاقليم والحكومة الاتحادية و الازمات والمشاكل، ولم تتطرق الى الاراضي التي حررت من قبل قوات البيشمركة والتي هي بالاساس متنازع عليها.

واخيرا المسودة خلت من ذكر دور الاعلام وهو جزء حيوي، ويعتبر السلطة الرابعة التي كان لها دور كبير سواء ايجابياً ام سلبياً على اوضاع البلد، والاعلام هو ايضا كان اداة للكثير من دول الجوار التي عملت على رسم سياسات البلد ضمن اجنداتها الخاصة.