المنبرالحر

متى تدق الساعة؟؟ / القسم الأول / د. ناجي نهر

اتوقع ان تدق الساعة فورا ،من دون تأخير، فقد ضاق صدر الشعب ،ومزقت سهام جوقة العملاء المتسلطون صدره وصبره ،فلم يبق فى القوس من منزع ، ولا فى الجسم من مطعن ،فجرائم المتسلطون واكاذيبهم وسرقاتهم فواحة فى الغدر والخيانة ، وقد تسببت فى التخلف وتردي الاقتصاد والحضارة ومستوى المعيشة ،وانواع الامراض المهلكة والموت الزئآم للفقراء فقط ، حتى غدى من العار السكوت عليها. وعلى من يقوم بصنعها وتدبيرها بحنكة وتصنيع اجرامي دقيق ،لحد بات الحيوان الاليف يأنف الصبر عليها والقبول بمثلها. فخداع حكام العراق واكاذيبهم ،وتنوع اوضار ممارساتهم الخبيثة ،وخزي سلوكياتهم المتناقضة ،واوجاع ثقافتهم الانتهازية المتخلفة المؤلمة والمذلة للناس دون استثناء قد باتت حقيقة واضحة ومكشوفة وتنم عن مستوى اخلاقي وضيع جدا. ثم ولمعرفة ساعة الصفر بدقة ينبغي التعمق فى كيفية استخدام وسا ئل الاعلام والاتصال المعاصرة ، لان (العارف) فى استخدام هذه الوسائل يستطيع معرفة الحياة وجل قوانينها واسرارها بكل يسر،كما ويعرف فك طلاسمها وتتبع حركتها حتى الوصول لادق مكنوناتها ومستوى مسيرتها التطورية العالمية والمحلية ،واستنباط واستنتاج ما يفيد الناس والحياة من ظواهرها ، وكوابحها ومعوقات مسيرتها التطورية، ومعالجة مجمل افرازاتها الضارة. وقد غدى بامكان الانسان المعاصر ان يبصر ويتلمس بسهولة بان منتج التطور وخالق مختلف الافكار والتقنيات فى كوكبنا ، انما هو (العمل) وحده لا شريك له، وليس غيره ابدا. فالعمل منذ الوعي قد كان فاعلا ومطورا ومتدرجا فى تلبية حاجات الناس المختلفة.. وسيبقى العمل كذلك دائم التدرج فى التطور بشكله ومضامينه الجديدة وعجيبا ومذهلا فى تنوعه وتطوره ،ما دامت الحياة. و هنا لا بد من التاكيد بان [العمل - مأثرة الانسان - فى خلق الحياة وبناء الاوطان] وبالمناسبة فقد اخترت هذه الجملة لتكون عنوانا لكتابي السابع الجديد الذي صدر قبل يومين . فالعمل هو الذي مكن وسا ئل الاعلام والاتصال من تبوء هذه المكانة الجليلة التي نحترمها دائما ،حتى غدت تمشى الخيلاء ،كمشية الانسان (العالم) الذي يسعى لاكتشاف علم ينفع الناس اجمعين. فالعلم واثق من قدرته على التحدي فى اكتشاف المزيد من قوانين الحياة والعلوم المساعدة فى اطالة حياة الناس وصيانة صحتهم وادامة سعادتهم وسد حاجاتهم . ومن اجل خاصية العلم ومزياه النافعة هذه، يتحتم الاخذ بسجاياه الحميدة ،والعمل على تطوير العلوم المفيدة والسهر على اغنائها شكلا ومضمونا ،واضافتها الى العلوم التي سبقتها وصيانتها كعلوم جديدة نافعة..فالعلوم الحديثة بالامكان العمل من خلالها ، والبناء عليها واستنباط علوم مفيدة منها. ومنذ القدم فقد واصل الانسان استمرارية التدرج فى اكتشاف المزيد من الظواهر الجديدة ووصفها وتحليلها بالاعتماد على خواص العلم المفيدة ،بسبب من ان هذا التدرج كان يصب دائما فى مصلحة الانسانية جمعاء ،كما هو حاصل فى تطور وسا ئل الاعلام والاتصال المعاصرة التي اكرمتنا بما هو عجيب ومدهش ونافع ومسرع فى عملية التطور بمختلف اشكالها، بما في ذلك صنع [الثورات الشبابية الخاطفة!!!] ،التي بدأت تورق نوم الطغاة ،وتزلزل مضاجع الجريمة والفساد وتكنسها من على ظهر كوكبنا.. والى الابد!!. لذلك بات (العمل) بافكار (العلم)المعاصر واكتشافاته هو مما يعد ضرورة موضوعية للتطور الافضل لكونه يصب فى منفعة الناس وسد حاجاتهم بشكل مباشر ، بعكس افكار وعاظ السلاطين الدوغمائية المربكة المتكئة على الخيال والتصور المتعدد الالوان والمفاهيم والمتناقض الرؤى والاجتهاد والاحكام حتى مع صنوه من الافكار، فكان المتسبب الاساس فى جميع الصراعات الفكرية الدموية الاثنية والعرقية بكل اشكالها وتداعياتها المأساوية ،منذ ان ولدت الملكية الخاصة. لذلك يمكن القول ان العلم المعاصر قد تربع بجدارة فى اعماق الوعي الانساني ،لكونه واضحا ومفيدا وعمليا وسريعا فى تلبية مختلف الحاجات المطلوبة فى هذا العصر. وبناءا على مواصفاة العلم هذه ،اضحى من حقه ان يمشي الخيلاء متبخترا كمشية الطبيب الحاذق المنقذ ،وكمشية مسيرة وسا ئل الاتصال المعاصرة الجبارة الهادفة لتسريع الوعي وتجديد الثقافات وتطوير التكنلوجيا المعاصرة التي غدت السلاح البتار الكاشف لخداع الحكام ،وكشف عوراتهم مهما تستروا وتجبروا وتحايلوا، فالعلم سيبقى هو منتج العمل الصالح المبرهن عليه (مختبريا وميدانيا) ، والذي قد غدى نبراسا للثقافة العالمية فى الحداثة والتجديد ،وغدى العلاج الشافي لكل اسباب وفيروسات تخلف المجتمعات ،وبخاصة امراض مجتمعات العالم الثالث ومعالجتها بحكمة وصبر وتضحية. فلذا ينبغي على المناضلين الاستمرار فى المطالبة ،والتاكيد على الثورة من اجل التسريع فى نشر الوعي المعاصر بين مختلف مكونات مجتمعات العالم، ومجتمعات العالم الثالث بخاصة ،انما هو مما يعد ضرورة موضوعية لادامة عملية التطور والتسريع فى نتائجها الفاصلة فى تهذيب ثقافة المتخلفين الكسالى وارغامهم على المشاركة مع الجموع المناضلة لتطوير الحياة وصنع الغد الافضل . ففي عصرنا القادم سيكون الفضل الاسبق فى مجمل تطورالمعالجات الحياتية والسياسية منها بشكل خاص ناجم عن التطورالتقني لوسا ئل الاعلام والاتصال المعاصرة ، وبخاصة معالجة اسباب تخلف مجتمعات العالم الثالث والكشف عن اسباب استمرارية استغلالها ونهب ثرواتها. ولذا يمكن القول بان ثقافة العصر هي الثقافة المطلوبة والملحة التطبيق الآن ،فهي التي تجعل رايات الوعي العلمي العالمي ترف خفاقة فى كل مكان ،فيتمكن العلم من سبر مختلف الظواهر والوصول الى عمق المجتمعات ومعرفة خصائصها واسباب تخلفها ،وعوامل نجاحها، ووضع البرامج الهادفة والخطط العلمية الكفيلة للتسريع فى وعيها ونمط حياتها ، وتمكينها من اللحاق بالعالم المتطور وثقافته الانسانية، التي لا وجود للمحن وللعذاب والموت فى ثناياها. فالثقافة الانسانية المعاصرة اذا ما تم تقويمها بالعلم ستقضي على كل العذابات والموبقات ، وستمنح مسيرة التطور الحقوق المتساوية لمختلف المكونات ، وستصبح مسيرة التطور متوازنة الانتاج ، وواثقة الخطى ،وعادلة التوزيع بين مكونات مجتمعات العالم طورا.. فنحو تحقيق هذا الهدف العظيم سستتجه الثورة، فهو هدف الخلاص.. فسارعوا ايها الابطال الكرام الى الالتحاق بها ،وضحوا من اجل نجاحها.. ولا تصغوا لعواء الذئآب.