المنبرالحر

رسالة من الصحفية التركية السجينة آسلي أردوغان

قناة دويجه وله
ترجمة عادل حبه
إلى الأصدقاء والزملاء والصحفيين والعاملين في حقل الصحافة الأعزاء
ارسل لكم هذه الرسالة من سجن "بكير كوي" بعد أن قامت الشرطة بالإغارة على صحيفة "جمهوريت" التي تعد من أقدم الصحف التركية الناطقة بالاشتراكية الديمقراطية. إن العديد من الصحفيين العاملين في هذه الصحيفة في قيد الاعتقال، كما تتم ملاحقة أربعة آخرين ومن ضمنهم جان دوندار رئيس تحرير الصحيفة السابق. وقد أدهشتني كل هذه الإجراءات التي تنم بشكل واضح عن سعي حكام تركية على تجاهل كل الحقوق وعدم اجترام القوانين.
في الوقت الحاضر هناك أكثر من 130 صحفي قيد الاعتقال، وهو رقم قياسي عالمي. كما جرى تعطيل 170 صحيفة ومجلة وقناة راديو وتلفزيون في الشهرين الأخيرين. وتسعة الحكومة الحالية إلى أن تصبح المرجع "الحقيقي" و"الواقعي". فيجري قمع بخشونة كل رأي مهما صغر في تعارضه مع رأي الحكام، وبضمنها اللجوء إلى التعذيب الذي يتمارسه الشرطة ليلاً ونهاراً...الخ.
لقد تم اعتقالي في التاسع عشر من آب لمجرد كوني أحد مستشاري الجريدة الكردية «اوزگور گوندم»، علماً أن المادة 11 من قانون المطبوعات يشير بصراحة إلى أن مستشاري الصحف لا يتملوا أية مسؤولية حقوقية جراء علاقتهم بالصحيفة. ولم يجر حتى الآن مراجعة أية محكمة كي أشرح حالتي.
وضمن هذه الحالة المثيرة للسخرية، جرى اعتقال نجمیه آلپای الاخصائية في علم اللغات والمترجمة ووجهت لها تهمة التعاون مع الإرهابيين. إنن أرسل هذه الرسالة بهدف تقديم المساعدة الفورية، فالأوضاع الموحشة القائمة في البلاد تثير القلق الشديد. إنني على يقين بأن النظام الاستبدادي في تركية سيؤدي إلى زعزعة كل الأنظمة في أوربا. فأوربا تعاني اليوم من "أزمة اللجوء"، وهي لا تنظر بعين المسؤولية إلى تصفية كل مظاهر الديمقراطية في تركية. ويدفع الكتاب والصحفيين والأكراد والعلويون والنساء بالطبع تمناً باهضاً "لطظأزمة الديمقراطية" في البلاد.
ويجب على أوربا أن تتحلى بالمسؤولية في الدفاع عن القيم التي أرستها خلال قرون من الزمن. هذه القيم التي تشكل الهوية الأوربية، أي الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير وحرية الفكر.
نحن بحاجة إلى تضامنكم ودعمكم الكامل
ونشكركم على ما قدمتموه لنا حتى الآن
مع جزيل احترامنا
أسلي أردوغان 1/11/2016
سجن بكير كوي، C9
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ولدت آسلي أروغان في اصطنبول في عام 1967. تلقت تعليمها العالي في جامعة "بغازيجي" في المدينة نفسها في علوم الكومبيوتر والفيزياء. وعملت في الفترة بين عام 1991 وحتى عام 1993 كباحثة في الفيزياء النووية في سويسرا. وإلى جانب ذلك مارست النشاط الأبي وحصلت على جائزة سعيد فائق وهي أهم جائزة أدبية في تركية على روايتها "تاش بنا"( البناء الصخري". آسلي أردوغان عضو المجمع العالمي للقام وعضو اتحاد الكتاب الأتراك. وهي تعمل ككاتبة عمود وعضو المجلس الاستشاري للجريدة الكردية " اوزگور گوندم". اعتقلت في اصطنبول في آب عام 2016.