المنبرالحر

اخوان مسلمون .. أم ( خوّان ) مسلمون..! / علي فهد ياسين

بعد السقوط السريع والمفاجئ لنظام (بن علي) في تونس، اثر الاحتجاج (النوعي) للمواطن التونسي الراحل (البوعزيزي) ، أُجبر الأمريكيون وحلفاؤهم على التغيير السريع لاستراتيجيتهم في السيطرة على المنطقة، التي كانت تعتمد على دكتاتورية الحكام العرب في ادارة شؤون بلدانهم بالأساليب البوليسية، ليُنشّطوا طرف المعادلة الآخر المتمثل بتنظيم (الاخوان المسلمين)، وتحويله الى (حصان المرحلة ) لضبط ايقاع الاحداث مع (سمفونيتهم ) الاستعمارية، بعد أن كان (فزّاعتهم) الاولى لتهديد أنظمة المنطقة، بما فيها السائرة في ركابهم منذ عقود.
هذا التنظيم العالمي الخطير، كان الذراع الامريكي الذي جنّد الآلاف من الشباب العربي وغرر بهم للقتال في (افغانستان) ضد نظامها المدعوم من السوفييت في مرحلة الحرب الباردة، بإسناد من الانظمة العربية وتمويل من حكام الخليج، وبعد انسحاب السوفييت من افغانستان، تم تشكيل تنظيم (القاعدة ) لإدامة الفوضى الخادمة للمخططات الامريكية في تجارة الاسلحة والمعدات الحربية المستنزفة لخزائن البلدان، عوضاً عن مشاريع التنمية والبناء التي توفر الحياة الكريمة للمواطنين.
الملفت والمثير، أن تنظيم القاعدة الذي شغل العالم قبل وبعد الحدث الأهم في الحادي عشر من أيلول عام 2011 ، وبعد اغتيال زعيمه في عملية قرصنة أمريكية حفظ ملفها سريعاّ في الدهاليز، لازال منزوياً وضعيف النشاط، منذ انطلاق شرارة ما يسمى بالربيع العربي، ومن دون اي تفسير أو بيانات نوعية من قياداته، وكأن تلك القيادات تلقت أوامر من (أسيادها) بذلك، لينطلق تنظيم جديد وبأساليب وخطط عمل وأهداف محددة زمنياً وجغرافياً لاتستطيع تنفيذها القاعدة، فكان انبثاق تنظيم (داعش)، النسخة الامريكية الجديدة من منظمات الارهاب الدموية ل (تنظيم الأخوان).
على مدى تأريخ هذه المنظمة الدموية الخادمة للأمريكيين وحلفائهم ، لم تتوفر معلومات ومعطيات عن خدماتها لأبناء الشعوب التي نشطت في بلدانها، بل تتوفر اعداد هائلة من الوثائق عن تنفيذها لأجندات الحكام في مطاردة القوى الوطنية في جميع البلدان التي كان لها تواجد تنظمي فيها، لكن أخطر أدوارها كان خلال السنوات الخمس الماضية ومازال، في اجهاض مشاريع الشعوب العربية لإقامة الدولة المدنية بديلاً عن سلطة القمع التي كان يعتمدها الحكام العرب في ادارة البلدان، ولعل اهم الامثلة على ذلك ماجرى ويجري في العراق منذ سقوط الدكتاتورية، والخراب العام وانتشار الارهاب، وصولاً للحرب المفتوحة ضد داعش واخواتها لتحرير الاراضي العراقية، وتحرير العقول من مفاهيمها الدموية .
الذين أسسوا لـ ( مناخ وأرضية) الارهاب لداعش وقبله للقاعدة في العراق، هم قادة سياسيون وتجار حروب عراقيون وعرب أفراداّ وجماعات، يسيرون في ركاب الامريكيين وحلفائهم، وينسق صلاتهم وعلاقاتهم مع بعضهم تنظيم (الاخوان المسلمون ) العالمي، وهم في انشطتهم الارهابية يمثلون الصورة الابرز لمفهوم الخيانة، لذلك لا يستحقون أن نسميهم ( الاخوان المسلمون ) بل ( الخُوّان المسلمون ) تأكيداّ وفضحاّ لخيانتهم للقيم الوطنية والانسانية، واحتراماّ لمفردة ( الاخوّة ) التي يرتبط بها العراقيون منذ فجر التأريخ، وسيستمرون عليها من أجل حياة كريمة لهم ولأجيالهم القادمة.