المنبرالحر

ترامب لا يقرر لوحده وإنما ينفذ المقرر / عادل كنيهر حافظ

كتبت تعليقات ومقالات كثيرة ، ومن أهمها ما كتبته المثقف السعودي ورئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط سابقا، الاستاذ عبد الرحمن الراشد، و كادت تلك الكتابات ان تصور الولايات المتحدة الامريكية وسياستها الداخلية والخارجية ، رهن بارادة الرئيس الامريكي الخامس والاربعين ، ويديرها كما يدير الخاتم في اصبعه ، وتصويره مثل الملك السعودي او صدام حسين او حسني مبارك ، وغيرهم من الحكام ، الذين يصدرون الأوامر دون الرجوع الى البرلمان او هيئات الدولة الاخرى، نعم في الدستور الامريكي صلاحيات واسعة للرئيس ، بيد ان امريكا شانها شأن دول أوربا وبعض دول اسيا ، تحكمها بالعموم القوانين وليس الأشخاص ، لذلك أغلب سياسات هذه الدول ، لا تتأثر كثيرا بعملية تبديل الحكام ، رغم وعودهم الانتخابية ...مثلا لا تتبدل سياسة امريكا من القضية الفلسطينية ، بغض الطرف عن من هو رئيس الولايات المتحدة الامريكية هذا اولا ، وثانيا وفي عمق الأمور فان سياسة الولايات المتحدة الامريكية تقر في البيت الأبيض ، لا كنها تصاغ وبعناية من قبل الموظفين الغامضين الذين يجوبون البيت الرمادي الذي يبعد قليلا عن البيت الأبيض والذي هو البنك الفدرالي الاتحادي ، والذي يحوي مكاتب المليارديرية الكبار ،اصحاب الكارتيلات العملاقة ، هناك يصوغون السياسة وبما يخدم ويعزز مصالحم في المقام الاول ، وما على السلطة التنفيذية والتشريعية في البيت الأبيض ، الا ان تجد الوسائل والطرق والمسوغات لتسويق تلك السياسة، واذا كان الرئيس يتجاوز ما مرسوم له ، يقومون له ( بالواجب ) مثلما عملوا مع كندي ، وكلينتون الذي فضحوه .....لان حيتان المال الأمريكان لا توجد عندهم خطوط حمر ، فهم يطلبون الدولة بما يقارب ٢،٣ ترليون دولار ، ولا يريدون مجرد الحديث عن خفض سعر الفائدة على ديونهم للدولة ، رغم إرهاق الميزانية بهذه الفوائد ، حيث البطالة جاوزت ٦،٨ حسب مركز الإحصاء الفدرالي،وعجز الميزانية ناهز ال ٤٦٠مليار دولار ، لميزانية الدولة آلتي ناتجها الاجمالي يتعدى ٧ ترليون دولار ، وهكذا دولة لا يمكنها إدارة شؤونها الا بواسطة. كوكبة ماهرة من المستشارين التكنوقراط ، عليه يكون الحديث عن قدرات رئيس الدولة ، وإمكانية فعله الشخصية ، مجرد حديث للاستهلاك السياسي لا غير ، وعلية لا يمكن لترامب ، ان يلغي الاتفاق مع ايران ، لانه موقع من الدولة الامريكية وبمساهمة قوى دولية اخرى ، وسوف لن يكون ترامب معاديا للسعودية ودوّل الخليج كما يشاع عنه ،اذا واصلت صاغرة في ولاءها لما تريده امريكا ،فلا خوف عليهم من ترامب ولاهم يحزنون ، لكنه لن يكون متفرجا على ما تقوم به روسيا وإيران في المنطقة ، وسينتهي داعش في العراق وسوريا و .... هذه الأمور تتأثر بإرادة الشركات الكبرى ، وأكبرها المجمع الصناعي العسكري ، الذي يعمل فيه في العاصمة واشنطن فقط قرابة ٢٥٠ الف عامل وموظف ، وهذا المجمع لا تكسوه السعادة ، بنهاية بوءر التوتر والنزاع في العالم ، ثالثا- من غير الصحيح تكوين فكرة من خلال الحديث عن الرئيس الامريكي الجديد ، مفادها ان كل شيء بيد امريكا ، في الوقت الذي افادت تجارب المجتمعات ان القول الفصل في نهاية المطاف هو للشعب ، لاسيما وهناك شعوب حرة مثل الصين التي يكون تعداد سكانها اكثر من مليار ونصف ،وروسيا القوى العظمى ، وهناك شعوب ايران وفيتنام وكوبا وغيرها من شعوب امريكا اللاتينية وآسيا التي لا تضمر خيرا لأمريكا ، وليس لأمريكا ورئيسها الجديد ، قدرة على اللعب في مقدرات هذه الاوطان وأبنائها ، كما يشاء ذلك في الدول العربي والخليجية خصوصا .