المنبرالحر

هيلاري كلينتون .. لا حظت برجيله ولا خذت سيد علي / مؤيد عبد الستار

شغلت هيلاري كلينتون امريكا يوم كانت السيدة الاولى باناقتها وحسن قوامها وحلو حديثها ، وكانت قد تربعت على عرش البيت الابيض بعد السيدة الاولى زوجة بوش التي لم تكن تملك جمالها وسحرها .
كما سحرت الامريكيين ، بموقفها من ازمة زوجها رئيس امريكا الفتان مع الخاتون مونيكا لوينسكي ، التي مرغت سمعة الرئيس في الوحل نتيجة قسمه الكاذب بعدم وجود علاقة معها ، في الوقت الذي اثبت القاضي المستقل التهمة على الرئيس وشرشحه كما شرشح رئيس قضاتنا السراق الفاسدين وفضحهم في المحاكم العراقية والصحافة والاعلام و جميع انواع الميديا المرئية والمسموعة - كذبة نيسان ارجو عدم تصديقها -.
ومن حسن حظ هيلاري كلينتون أن فاز قبل 8 سنوات باراك حسين اوباما برئاسة الولايات المتحدة الامريكية - عثرة بدفرة - فتفضل على اولى النعمة ال كلينتون بمنصب وزارة الخارجية ، فلعبت به المحروسة هيلاري - شاطي باطي - .
وسارت بالخارجية سيرة مشوبة بالظنون ، فدخلت معترك الحرب في ليبيا ، ونشطت في وزارتها القوى السلفية ، وتمكنت قوى الاسلام السياسي من التسلط على مصر وتونس وليبيا واوشكت ان تطبق على العراق وسوريا لولا برهان ربك وتدخل راس بوتين العصر فلاديمير بوتين لاعب الجودو والكارتيه ، فاوشك على الانتصار على القوم الظالمين ، وها هو قاب قوسين من النصر او ادنى .
اثبت الاعلام الامريكي - الذي يتربع على راس الاعلام الغربي / الاوربي - والرأسمالي بشكل عام ، انه اعلام لا يعطي اهمية تذكر لعقل الانسان ، فهو يعتقد ان بامكانه التلاعب بمقدرات الانسان مهما كان قادرا على التمييز بين الحق والباطل ، او بين الكذب والصدق، ويبني على انه يستطيع ان يجعل من الابيض اسودا وبالعكس،لذلك عمد الى نفخ الاكاذيب تلو الاكاذيب في قنواته الاعلامية ، وعمل مسحا واستطلاعات للرأي مفبركة ، كي يحصل على نتائج مخالفة للواقع بشكل كبير .
كما حاول الاعتماد على جمال وانوثة مرشحته المفضلة هيلاري كلينتون واظهارها بكامل اناقتها والوانها الحمراء والبيضاء وفي المقابل حاول تشويه صورة منافسها باظهاره فجا ، عدوانيا ، وحشيا .
ولجأ الى الاسلوب الفضائحي ، فظهرت على الشاشات المرئية فتيات يعترفن بتحرش المنافس ترامب بهن قبل سنوات ، حتى ان ملكة جمال فلندا ادعت تحرش ترامب بها ، ولا نعلم هل حقا هي التي صرحت بذلك ام حشرت وسائل الاعلام الخبر دون اذن منها . فالماكنة الاعلامية الرأسمالية ما كنة كبيرة ساحقة ، لا طاقة للافراد الوقوف بوجهها حتى لو كانوا ملوكا أوملكات جمال .
المفرح ان جميع تلك المحاولات والتزوير والفبركة لم تستطع خداع المواطن الامريكي الذي قلب ظهر المجن لوسائل الاعلام التي كانت تهيمن على الساحة السياسية والتي كان منصاعا لها طوال عقود .
وامتد اثر وسائل الاعلام الغربية الى ابعد مواطن في المعمورة ، فظن الجميع ان وسائل الاعلام الغربية هي وسائل صادقة لا يأتيها الشك او الباطل من خلف ومن قدام ، وهكذا كان صاحبنا شنون الذي كان ما ان يسمع خبرا من اذاعة البي بي سي ، حتى يصدقه دون تردد ، ويقول مع طرطعات لسانه التي تشبه قرع الطبل : انطاها ابو لندن ما تقبل غلط .ظنا منه ان اخبار لندن هي قمة الدقة والصدق .
ولكن ما حدث في امريكا من مفاجأة في الانتخابات الامريكية التي اضاعت فيها هيلاري كلنتون الخيط والعصفور ، فضح الاعلام الغربي و كشف عورته ، ومنذ اليوم سيحمل المواطن الامريكي بل حتى شنون واشباهه بذور الشك بهذا الاعلام ولن يقبلوه على علاته ، وانما سينظرون اليه نظرة الفاحص المدقق ، لذلك سيضطر الاعلام الغربي الى البحث عن وسائل جديدة لخداع الناس ، فماذا سيبتكر وماذا سيعمل ؟ ربما سيعمد الى التخلص من الوجوه الكلاسيكية التي ادمنت الكذب على الناس ، ليستبدلها بوجوه من الساحة المعارضة ، ولا شك سيحاول كسب الاسماء اللامعة التي عرت الاعلام الغربي ومرغته بالوحل ، لذلك لجأ الى التظاهرات الشبابية ، عسى ان يجد فيها ربيعا مماثلا للربيع العربي يزجه بوجه القادم الجديد الى البيت الابيض ترامب الذي اعلن تخليه عن راتب الرئاسة الخيالي وسيكتفي بدولار واحد في العام بموجب القانون الامريكي الذي يحتم عليه ذلك ، فهو ليس بحاجة حتى الى هذا الدولار، وياليت حكامنا الاثرياء ونوابنا المليونيرية يتبعون خطوات هذا القادم الجديد الى البيت الابيض عسى ان يبيض الله وجوههم .