المنبرالحر

يوميات القبطان (11) / د. محمود القبطان

أحتقانات عراقية متلاحقة بالرغم من الانتصارات التي يُسطّرُها الجيش العراقي مع باقي الفصائل التي تحارب داعش على جبهات القتال في نينوى وباقي المناطق العراقية.فصدرت مبادرة "التسوية التأريخية" والتي اعلنها المجلس الاسلامي الاعلى لكن سرعان ما رفضها من لم تخرج باسمه مثل حزب الدعوة وكتلته النيابية، وتبين من تصريحات رافضيها إنها لم تدين من "أساؤوا"الى الرمز الاكبر والذي رجع بدون تردد الى وظيفته الخالية من الواجبات كزملائه. ويبدو إن المبادرة هذه ولدت لتموت في مهدها.
يلاحظ أي متتبع للوضع العراقي بأن المجتمع تحول الى مجتمع استهلاكي بكل ما تعنيه الكلمة، كثرة السيارات في الشارع الذي لم تكن فيه غير سيارة أو سيارتين اصبحت الشوارع الفرعية لا تكفيها لان عند كل عائلة على الاقل سيارتين في حين إن الشوارع لم تتغير ولم تبلط حتى،إضافة الى منع وقوفها في الشوارع الرئيسية.
الثقافة في محنة قاتلة فالمولات أصبحت هي المشروع المربح، فالسينما في بعقوبة هُدّمت ليُبنى مركز تجاري مكانه، هذه الدار كانت شاخصا من بداية القرن الماضي والمكان الترفيهي الوحيد في بعقوبة،حاله حال دور السينما في بغداد وباقي المحافظات التي تحولت الى مخازن لبضائع التجار والادارة المحلية في البصرة والتي كان فيها مسرح جميل تحول الى بصرة تايمس سموير المملوء بالبضائع التركية والمقاهي والمطاعم. ويبدو ان العراق حُوِلَ الى انسان يقود سيارته ويأكل وينام كأي دولة خليجية حتى لا يفكر الا نسان البسيط إلا في بطنه وموديل سيارته.
تسميات المحلات التجارية دون رقابة فمعظمها تحول الى تسميات دينية وكتابات لا تُدقق، فمثلا "الماكولأت" ،صالون لميس "لتجميل" ويقصد في الاولى المأكولات وفي الثانية للتجميل وكتبت بالاحرف الكبيرة في مركز المدينة.ناهيك عن كتابة اسماء المحلات بأحرف عربية وتنطق بالانكليزي.الفضائيات منها العراقية، الشرقية وغيرها تكتب بالعربي العراقية وتحتها كلمة نيوز بالانكليزي.لماذا؟ لا احد يعلم!.
على من تقع مسؤولية صيانة الطرق الخارجية؟البلديات؟وزارة الطرق والجسور؟وزارة النقل؟ لا أحد يعلم لانها تُركت بدون صيانة،ولو لم تُبن في العهد السابق لبقيت طرقنا الخارجية كما هي في الستينيات.فالطريق بين البصرة وبغداد مهمل الى درجة كبيرة ومملوء بالحفر والخطرة ولولا معرفة سائقي السيارات بالطريق لكانت الحوادث تُعد ولا تُحصى.ولو كانت كل محافظة هي المسؤولة عن القسم الذي يمر بجانبها وتفرض ضريبة مرور بسيطة تغطي تكاليف الصيانة لكان ان اصبحت طرقاً جيدة جداً ولما اضطر سائقي السيارات للاستدارات الغير ضرورية من جهة الى أخرى.وتُعمل وقفات للاستراحة غير إستراحات المطاعم أكبر مما هي عليه الان والتي لا يقف عندها أي سائق.
الشوارع الفرعية بدون صيانة ولا عناية وتكثر فيها النفايات.فماذا لو بادرت البلديات كل في منطقتها لتشجيع العمل الشعبي(الاجتماعي) من سكنة تلك المناطق في كل اسبوع يخرج الاولاد لتنظيف شوارعهم ووضع الحاويات الصغيرة أمام كل بيت ويُستغنى عن الحاويات الكبيرة الغير صالحة للاستعمال والتي اختفت عجلاتها .
السيد رئيس الوزراء في تصريحاته الاخيرة تغنى بالانتصارات الاخيرة في مناطق نينوى وهذا يُحسب له مما يُثير حقد من سَلَّمَ المحافظة للدواعش عبر هروب قادته الفاشلين، لكن أن يعزو هذا الانتصار الى الاصلاحات فهذا أمر قابل للنقاش.فأي إصلاحات قام بها ونجحت ما عدا اقالة نوابه؟ نواب رئيس الجمهورية رجعوا بالرغم من تصويت البرلمان على اقالتهم’الوزراء بالوكالة ما زالوا يمارسون أعمالهم لعدم التوافق بين الاحزاب على تمرير قوائم معينة بالرغم من قول العبادي بانه سوف يطرح قائمة من التكنوقراط والمستقلين ،فتحولت كلمة مستقلين الى توافقات حزبية ومكونات فانتفت كلمة مستقلين ومرت الفترات التي حددها المتحدث باسمه مرات ومرات دون الافصاح عن اسماء الوزراء لانهم تحت طاولة ومسميات المحاصصة.
ماذا سوف يحدث بعد تحرير نينوى هذا ما لايعلمه الشارع العراقي والذي هو يسمع ما يّشاع وليس ما ألذي سوف يحصل.فإشاعات التقسيم كبيرة ومؤثرة،اشاعة الاقاليم بين مؤيد ورافض، العشائر في خلاف فيما بينها في نينوى.لكن كل الامل ان تنتهي معركة نينوى ضد ارهاب مجرمي داعش وأن يكون العقل والعاقل سيديي الموقف وان تكون مصلحة العراق فوق كل الاعتبارات وان يُساق المجرمون الى العدالة باسرع وقت لينالوا جزاءهم العادل على ما اقترفوا من جرائم وان لا تُسوّف محاكماتهم لاعتبارات توافقية خبيثة.