المنبرالحر

رسالة مفتوحة للمؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي / كامل زومايا

الرفيقات والرفاق الاعزاء
تحية رفاقية حارة ،
بداية أود أن أهنئكم من كل قلبي بمناسبة إنعقاد مؤتمركم، مؤتمر الحزب الشيوعي العراقي العاشر متمنيا لكم النجاح والموفقية في سير أعمال المؤتمر والنجاح في اتخاذ القرارات الصائبة والعملية بعد تقييم المرحلة الماضية مع الاخذ بنظر الاعتبار العالم المتغير من حولنا وخاصة هناك خرائط وأجندات داخلية قبل الخارجية منها، لها صلة وثيقة في مصير الانسان العراقي والأقليات كمجموعات اثنية عرقية من مكونات الشعب العراقي .
الرفيقات والرفاق الاعزاء ،
في جميع زياراتي للوطن، أزور تقريبا بغداد الحبيبة وأشترك في الاعتصامات المدنية في ساحة التحرير ، وأشعر ان ساحة التحريرهي رحم أمي الثانية فأليها أعود ، فكانت هناك مدرستي الابتدائية والمتوسطة والثانوية وهناك كانت أغلب اللقاءات والاجتماعات الحزبية البيوت القريبة منها ، وأعلم جيدا ان ما يقوم به الحزب في هذه الفترة العصيبة هو النحت في الصخر، نعم انه النحت في الصخر في ظل الامية والتخلف المتفشي في عموم المجتمع العراقي للاسف الشديد ، وهذا له الاثر الكبير والواضح في نتائج الانتخابات الى جانب الفساد ، كل هذا له تأثير في البحث عن الفكر الحر والدفاع عن مصالح الجماهير، انها مرحلة صعبة ولكنها كما تربينا ليست مستحيلة ، لنا الامل بالشبيبة ويسعدني كثيرا مشاهدتي للشبيبة في شارع المتني والتحرير والتي هي التي تبادر بفعاليات شتى من دولة مدنية متحضرة ، هذا الجانب لايمكن ان يغفله اي انسان عاقل لما له دور للحزب الشيوعي العراقي في حياتنا اليومية من تعليم وتهذيب الفكر المدني وتجسيد المواطنة الحقة انه حقا شرف كبير نفتخر وتفتخرون به .
الرفيقات والرفاق الاعزاء
بالرغم من المهام الجسام الملقاة على عاتقكم في سوح النضال اليومي واليوم في أعمال المؤتمر ، الا اني ارى هناك من القضايا التي من المهم أن تأخذ حيز من المناقشات المستفيضة في أروقة المؤتمر ، الا وهي قضية مصير الأقليات وليس حقوقهم كأقليات وكبشر معروفة ولكن كيف نحمي الاقليات، هذا هو السؤال؟ ماذا علينا ان نفعل لهم ..لكي لا يهاجروا من العراق؟ القضايا المصيرية تناقش بكل ابعادها علينا ان نستمع لهم ولمؤسساتهم السياسية والدينية والثقافية ، وعلينا ان نتفهم مخاوفهم الجدية لتكون منطلقا في ايجاد الحلول ، ارى ان لا تكون انشائية في الوطنية ، لأن شعبنا الان اصبح اكثريته خارج العراق فلكل عائلة في العراق حاليا لهم اصول وجذور في الخارج اكثر من الداخل ، علينا ان نفكر بملموسيات وحلول واقعية لمصير الاقليات ومنهم شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.. .
هناك اشكالية كما تعرفون في المادة 116 من دستور العراق في الباب الخامس /سلطات الاقاليم "يتكون النظام الاتحادي في جمهورية العراق من عاصمةٍ وأقاليم ومحافظاتٍ لا مركزيةٍ وإدارات محلية". وهذه اشكالية كبيرة بالنسبة لجميع الاقليات التي تعيش في سهل نينوى، المطلوب دعم حقوق الاقليات ومطالبهم .
ان ما اقره مجلس الوزراء في كانون الثاني 2014 في استحداث محافظة سهل نينوى على اساس اداري وجغرافي لجميع الاقليات مسألة مهمة جدا لمصير ومستقبل الاقليات في سهل نينوى وليس كما يروج له من قبل بعض الدوائر انقسام وانفصال ..الخ ، علينا ان نضم صوتنا لجميع ابناء شعبنا في سهل نينوى في استحداث المحافظة ، علينا ان نعلم ان مطالبتنا هذه كانت قبل 10 حزيران /2014 لم تكن داعش قد احتلت الموصل وسهل نينوى ، وان قراءة ابناء شعبنا لمصيرهم كانت اكثر واقعية بسبب ما وقع عليهم من حيف كبير بسبب الطائفية السياسية التي نعيش بظلها اضافة الى اسباب كثيرة وقد عقدنا في حينها مؤتمر اصدقاء برطلة ضد التغيير الديموغرافي للفترة 23 و24 تشرين الثاني 2013 بسبب التحديات الكبيرة التي واجهت وتواجه الشعب الكلداني السرياني الاشوري وكذلك الايزيديين والشبك في سهل نينوى ،وكانت مشاركتكم مهمة في مؤتمر اصدقاء برطلة بخصوص ما يتعرض له شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من عمليات لقلع جذوره وهي عمليات ممنهجة في تغيير ديموغرافي، ان ما حصل بعد 2003 كان اكثر فتكا في مناطقنا من عمليات التغيير الديموغرافي التي حصلت في ظل النظام الديكتاتوري المقبور، لذلك نحتاج الى دراسة وحلول لمستقبل شعبنا في ظل التغيير الديموغرافي لمناطقه وان تكون لنا وقفة واضحة بهذا الخصوص .
الرفيقات والرفاق الاعزاء،
نحن اليوم ، في قراءتنا لا نرى مستقبل لأبناء الاقليات في العراق وان المصير مجهول لوجودهم ،بالرغم ما يحدونا الامل في تغيير مرتقب في المنطقة ، وقد لا نتفق مع الخارطة الجديدة ، وقد تكون بارادة خارجية بسبب العقول التي تحكم العراق التي لا تتحمل الشراكة في الوطن ولا قبول الاخر ، كيف يمكننا ان نطلب مساعدة المجتمع الدولي في حل قضايا شعبنا العراقي ولكن عندما نطالب الحماية الدولية للاقليات لعدم امكانية الحكومة ذلك نعتبره تدخلا ولكن نحن نطلب جميع المساعدات من المجتمع الدولي ، حتى تحرير الموصل وسهل نينوى نحتاج الى التحالف الدولي ولكن ليس لدينا وضوح او صراحة في كيفية حماية الاقليات في سهل نينوى؟.
علينا ان ندرس ونثقف رفاقنا جميعا بحقوق الاقليات ، لأني أرى هناك الكثير من القطع في الثقافة ودراسة واقع وحقوق الاقليات عند النقاش مع الرفاق وخاصة بقضايا الخصوصية الثقافية وحماية ارثنا الثقافي واللغوي والمناطقي، بعض الأحيان من هم يعتبرون مطالبتنا هي من باب العنصرية او الطائفية او الانزواء وينسى او يتناسى بعض الرفاق انها حقوق موثقة في لائحة الامم المتحدة في حقوق الانسان وحقوق الاقليات وحقوق الشعوب الاصيلة ، كما ارجو ان لا تكون تلك الحقوق مركونة في ادبيات الحزب، وأخشى أن تكون من باب رفع العتب وهي ليست كذلك بأعتقادي ولكن تحتاج الى الترويج والتثقيف بها لكي يشعر ابن الاقليات هناك حزب يدافع عنه بحق .
نحتاج الى رؤية واضحة من الحزب لما له وجود في ضمير الشعب وهو نصير لحقوقهم الطبقية ، لتتوسع دائرة نقاش في مصير ومستقبل الاقليات في سهل نينوى ، وان ما تعرضت له الاقليات من ابادة جماعية لايمكن ان يكون وضعهم بعد داعش كما كان قبل داعش .
مرة اخرى نتطلع واياكم الى نجاح مؤتمركم العاشر من أجل إعلاء كلمة المواطن والعيش الكريم والتعايش السلمي وقبول الآخر وترجمة مبادئ حقوق الانسان والعهود المواثيق الدولية الى واقع والتي وقع عليها العراق منذ تأسيس الدولة العراقية في ثلاثينيات القرن الماضي وان أحد الأسباب الرئيسية للأعتراف باستقلاله هو الايفاء بحماية الاقليات وحقوق الانسان .
تقبلوا تحياتي الرفاقية الحارة مع تمنياتي لكم بالنجاح من اجل وطن حر وشعب سعيد