المنبرالحر

في تركيا .. الهجوم على حزب الشعوب الديمقراطي وتخريب ديمقراطية البرلمان التركي / اعداد: حازم كويي

تحت هذا العنوان نظمت مؤسسة روزا لوكسمبورغ الالمانية في برلين مساء الاثنين المصادف 12.12.2016،ندوة استضافت فيها عضواً بارزاً في حزب الشعوب الديمقراطي في تركيا السيد أرتيكول كوروتشو وأحد ابرز ناشطي الحركة الطلابية اواخر ستينات القرن الماضي ، وعضو حزب اليسار الالماني في البرلمان أندريه هنكو.
اشار السيد كوروتشو في بداية الندوة الى ان النظام التركي منع العديد من المنظمات الكوردية وخاصة في الجنوب الشرقي منها،حيث اعتصم هناك 12 عضوا من اعضاء البرلمان بما فيهم رئيس الحزب صلاح الدين ديميرتاش (المعتقل حالياً ) ، معبراً عن رأيه من ان النظام الذي يمثله اردوغان وحزبه هو نظام دكتاتوري وفاشي النزعة ،مختلفاً عما كان قبل سنتين ،فلا توجد قوانين تحكم البلد ولا معاهدات ارتبط بها سابقاً ،متلاعباً بمقدرات المجتمع بديلاً عن الديمقراطية وحقوق الانسان .
وحاليا لا توجد في تركيا منظمة تناضل ضد هذا الوضع القائم عدا حزب الشعوب الديمقراطي واليسار المعارض وكيفية جعلهم متحدين ضد هذا النظام، الذي يمارس سياسة الكُره والعنف وخاصة ضد النساء.
اردوغان يعتقد انه لا توجد معارضة هناك ،فقد كان متحالفاً مع الجنرالات ،الذي ادار ظهره عنهم بعد الانقلاب الاخير في تموز هذا العام ،قابعين الآن في السجون ،وهو المتحالف مع الفاشيين الترك ،محققاً آمالهم بالاضافة الى قاعدة عمياء من ملايين تسانده.
تركيا التي تريد ان تصبح عضواً في البرلمان الاوربي تتدخل في الشأن السوري وشؤون جاراتها ، ويعد ذلك خطراً ليس على بلد تعداده 80 مليوناً ،بل على كامل المنطقة المحيطة بها.
واوربا التي تخضع لسلطة البنوك ،لها مصالحها في دعم هكذا حكومات مثل تركيا ،باحثة عن طرق تفاهم مع سياسة اردوغان التوسعية .
لهذا فنحن كما يقول كوروشو بحاجة الى دعم العديد من المؤسسات الديمقراطية وكمعارضة ،بالتوجه الى الشعوب الاوربية والضغط من القاعدة وممارسة الانتقاد للوقوف ضد قبول تركيا في الاتحاد الاوربي.
حزب الشعوب الديمقراطي يمثل 13% من البرلمان التركي والذي استطاع تحديد اردوغان وانتقاده،الامر الذي لم يعجبه ،فأقدم على حل البرلمان واعتقل معارضيه وسيأتي الوقت الذي سوف لا يكون للبرلمان اي دور اطلاقاً.
لهذا يحتاج الحزب الى ائتلاف خصوصاً من الكورد وتوسيع هذه الحلقة والبحث عن البدائل ،فالوضع غير واضح في تركيا وما سيحدث فيها مستقبلاً ،القوى الديمقراطية مطالبة بدعمنا ،اماالقوى الكوردية فهي حيوية في قدرتها للوصول الى الناس مع الطموح للتعاون على المستوى العالمي وبالاخص قوى اليسار والاحزاب الاشتراكية.
بعدها تحدث عضو حزب اليسار في البرلمان الالماني اندريه هنكو عن دور المانيا واوربا ،حيث قام بزيارات للسجون في تركيا ومراقبة المحاكمات ضد الكورد واقدام حزب العدالة والتنمية العائد لاوردغان بمنع وقمع الاحتجاجات التي حصلت في ساحة (غيزي) في اسطنبول قبل سنتين ، والتي كان واضحاً فيها جهده لتفكيك البرلمان التركي ،الا انه لم ينجح للحصول على الاغلبية عندما حصد حزب الشعوب الديمقراطي 13% من الاصوات ،و وقف عائقاً لتحقيق طموح اردزغان للحصول على الاكثرية.
في الانتخابات الثانية نجح اوردغان وبأستقطاب جديد بمحاصرة الكورد ،كما ان السياسة التركية المخادعة قد وقفت الى جانب اميركا والمانيا بأعادة فتح قاعدة (انجيرليك)العسكرية في تركيا ،لتنطلق منها الطائرات المقاتلة ضد الكورد بذريعة مكافحة داعش كما تدعي ،لكن السؤال هو كم مرة جرى قصف داعش حقاً من هذه القاعدة ؟
ومعروف ان مستشارة المانيا ميركل قد زارت اردوغان قبل بدء الانتخابات الاخيرة في تركيا بأسبوعين والتي تمثل دعما لسياسته الداخلية ،اضافة الى الاتفاق الالماني التركي حول اللاجئين الموجدين في تركيا، وبالسكوت الالماني وعدم ممارسة انتقاد سياسات حكومة اردوغان رغم تعرضها لضغوط كبيرة ومنها على سبيل المثال تخوف سلوفاكيا كثيراً ان فتحت تركيا الابواب للاجئين بالخروج .
وعندما اقدمت تركيا على اعتقال قادة حزب الشعوب الديمقراطي وعلى رأسهم ديميرتاش ،عبرت المانيا عن قلقها الشديد ،لكنها لم تعلن عن موقفها ضد الاعتقالات وضد عمليات الفصل التي طالت اجهزة المحاكم ومنظمات حقوق الانسان وغيرها ،فالحكومة الالمانية قادرة على استعمال اللغة الدبلوماسية فقط.
ويعتبر حزب اليسار ان هذه السياسة مُدانة لعلاقة المانيا الاستراتيجية مع تركيا . ففي ليلة وضحاها منع اوردغان الفيس بوك في التواصل مع المانيا بمجرد ان الانتقادات بدأت تطاله ،فهو يتعامل مع مخابراته في المانيا لمنع هكذا امور .
ومعروف كذلك ان تركيا رفعت الحصانة عن حزب الشعوب الديمقراطية ببروتوكول حكومي .
تعتبر المانيا مُصَدِر كبير للاسلحة الى تركيا من خلال ممثليها العسكريين والعمل المخابراتي القائم على قدم وساق حيث زادت ميزانية التسلح لتركيا بحدود 2 مليار يورو ، وحزب اليساريناضل لوقف التعامل العسكري.
بعدها طرحت اسئلة ومداخلات جرى فيها توضيح بعض النقاط منها ،ان اردوغان يريدالسيطرة على جنوب وغرب كوردستان كسياسة كولونيالية بالايحاء للشعب التركي ان الامر يخص (اما الحياة او الموت) كسيناريو اعدهُ هو، كما ان الوضع الاقتصادي في تراجع والليرة التركية تنخفض خاصة بعد فوز ترامب.
و سياسة اردوغان الجيو سياسية آخذة في التوسع باشارته الاخيرة حول الموصل وهو يرحل ازماته الداخلية بتصديرها الى الخارج .
ليس المهم ان تكون تركيا جزءاً من اوربا ،المهم هي الديمقراطية وحقوق الانسان والاعتراف بالحقوق القومية.