المنبرالحر

تنشيط ممثليات الاولمبية والاتحادات الرياضية في المحافظات وتفعيل دورها القيادي (١٢) / منعم جابر

مع انطلاق التظاهرات المطلبية الجماهيرية في 31 /7/2015 وحتى اليوم كان لنا نحن الرياضيين مطالب واضحة خاصة بالإصلاح الرياضي مطالبين بالإصلاح والتغير بما يخدم واقع الرياضة العراقية حيث بادرت اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وبعض منظمات المجتمع المدني المعنية بالشأن الرياضي والكثير من الإعلام الرياضي بتحقيق حلم المجتمع الرياضي بالإصلاح والتغير وتم تقديم أوراق عمل ومقترحات وتوصيات إلى أعلى المستويات في القيادة السياسية العراقية. وجاءت خطوتنا هذه بكتابه سلسلة من الحلقات حول الإصلاح وأهميته وقد حاولنا استشارة الكثير من الخبراء والأكاديميين والمختصين لسماع آرائهم وأفكارهم ومقترحاتهم. آملين من الجهات الاختصاصية والمعنية قراءة هذه الموضوعات والعمل على إصلاح ما يمكن إصلاحه لتجاوز أخطاء الماضي والتراكمات التي حصلت في مرحلة ما بعد التغيير في 9/4/ 2003 ونرى أن التخلص من المركزية الشديدة والتوجه نحو اللامركزية في إدارة كل النشاطات والفعاليات الحياتية على اختلافها هو الخطوة الأولى على طريق البناء الصحيح ومنها القطاع الرياضي الذي ظل تابعاً ثانوياً للعاصمة بغداد والسياسات البيروقراطية.
مواهب المحافظات.. أبطال الرياضة
لو استعرضنا تأريخ الرياضة العراقية لوجدنا أن العشرات من المع أبطالها وفي مختلف الألعاب هم من أبناء محافظاتنا العزيزة والكثير منهم انتقلوا إلى العاصمة بغداد للبحث عن النجومية والانجاز فحامل الوسام الاولمبي العراقي الوحيد عبد الواحد عزيز هو من محافظة البصرة ومن أبطال أندية الشروق والموانئ وكذلك أبطال الملاكمة الذين حققوا أفضل النتائج لملاكمة العراق زبرج سبتي وعلي عبد الأمير والعداء قاسم مختار الملقب بالقاطرة البشرية وهو من أبناء الديوانية ونجوم كرة السلة مهدي علي اكبر وعبد الأمير عطية من الديوانية والرباع ناظم محمد من الموصل وعلي الكيار بطل العالم من العمارة ومنعم حسين من الكوت والعشرات من نجوم وأبطال الرياضة انطلقوا من محافظاتهم وتألقوا في بغداد وحملوا أوسمة للوطن. إذاً المواهب في كل مكان وان المطلوب نجاح المؤسسات الرياضية في المحافظات لاحتضان الأبطال ورعايتهم وهذا يتطلب مؤسسات رياضية فاعلة وقادرة على رعاية نجوم الألعاب وأبطال الرياضة .
تنشيط دور المؤسسات في المحافظات
من خلال ما تقدم نجد أن المتوارث من الأنظمة السابقة هو سياسة المركزية الإدارية واعتماد وإيجاد نبض الدوائر والمؤسسات الفرعية التي لا تمتلك الا الصلاحيات المحدودة وهذا ما حجم من دورها وإمكانياتها الرياضية المحدودة بينما الواقع الجديد يتطلب وجود مؤسسات رياضية فاعلة ومؤثرة وصاحبة قرار لغرض النهوض بواقعها وتطوير إمكانياتها. والدوائر الأولى هي مؤسسة ممثلية اللجنة الاولمبية التي يجب أن تتوسع مسؤولياتها ويزداد عدد الناشطين فيها من ممثلي جميع الاتحادات الفرعية والأندية الرياضية وممثلي الرياضة المدرسية والرياضة الجامعية وممثلي الجيش والشرطة وكل المؤسسات التي تمتلك فرقاً رياضية. وان تخصص للممثلية ميزانية مالية كافية لتسهيل مهمة النشاط والفعاليات الرياضية. الأمر الآخر هو الاتحادات الفرعية وضرورة زيادة عدد أعضائها وتفعيل نشاطاتها وإضافة بطولاتها الخاصة بكل اتحاد وضرورة إضافة بطولات مناطقية. الامر الأهم والضروري هو تنشيط دور الأندية الرياضية وزيادة ألعابها وتنويع نشاطاتها وتطوير علاقاتها مع الشركات الراغبة والتجار وبهذا تتشكل مؤسسات رياضية متكاملة وقادرة على أداء عملها بشكل متقن فالبطولات والدورات والمنافسات على مستوى كل محافظة على حدة ستساهم في زيادة المنافسة ومن ثم بروز المواهب والكفاءات والبطولات المناطقية ستساهم هي الأخرى في زيادة حدة المنافسة وصناعة الأبطال. ان اعطاء الصلاحيات وزيادة الواجبات ومراقبة النشاطات كل هذه ستساهم في خلق كادر وطني وصناعة أبطال خاصة وان بعض المحافظات قادرة على انجاب نجوم في العاب معينة بينما تعجز مدن ومحافظات أخرى عن تحقيق ذلك .
توسيع الصلاحيات يحقق الإبداع
ومن خلال تجربتنا الطويلة ومعرفتنا بالمواهب والفعاليات التي تعيش في عموم الأرض العراقية وتواجد مديريات الشباب العامة ومنتدياتها والممثلية الاولمبية واتحاداتها الفرعية والأندية الرياضية والجامعات العراقية وكليات التربية البدنية وعلوم الرياضة وأقسام التربية الرياضية في عموم الساحة العراقية ودور القوات المسلحة في نشر ودعم الرياضة والألعاب والمئات من المختصين والأكاديميين ومعلمي ومدرسي التربية الرياضية. كل هؤلاء سيكونون المصدر الحقيقي لرياضة عراقية مبدعة تقدم المواهب وتحقق الانجازات. هنا يتحقق بعد هذه الصورة الزاهية لوحة رياضية شاملة مطلوب دعمها بالصلاحيات والأوامر لتنطلق من عقال الروتين والمركزية المفرطة لتقدم لنا رياضة محافظاتية قادرة على المنافسة والانجاز وتقديم المزيد من الأبطال .
أبناء المحافظات أكثر استعداداً
لقد ثبت لدينا ومن خلال التجربة العملية أن أحبتنا من أبناء المحافظات أكثر استعداداً ورغبة في العمل الرياضي التطوعي لإنشاء الأندية الرياضية وتنويع ألعابها وتحريك نشاطاتها الاجتماعية وتحريك منتديات الشباب والريفية منها بشكل خاص. إضافة إلى تنويع الألعاب على اختلافها وإضافة المهرجانات والنشاطات والفعاليات الجماهيرية التي تستقطب المئات من عشاق الرياضة وهواتها. إذا علينا أن نستثمر هذا العشق والحب للرياضة والعمل التطوعي لتحرك العشرات لتفعيل دور المئات لا بل آلاف من الرياضيين لاكتشاف المواهب وتقديمها مشاريع أبطال لرياضة الوطن وهنا يجب أن توفر الاولمبية والاتحادات المركزية وفرة مالية للمحافظات بغية توسيع نشاطها وفعالياتها والاهتمام بالرقابة والاشراف على صرف المال العام والحرص على تنشيط وتطوير العمل التطوعي ...
والى حلقة قادمة.