المنبرالحر

رسالة الى قائد شيوعي (1و2) / إبراهيم الحريري

هل يحق لي، و انا اكاد اكون، مرة اخرى، خارج" التنطيم"، هل يحق لي توجييه رسالة الى قائد شيوعي، ايا كان مركزه، او الى" القائد الشيوعي"، هل يحق لي ذلك؟
يبدو لي ان نعم!
صحيح انني خارج منظمة بعينها لأسباب يعرفها الرفاق، لا اريد الخوض فيها، الا انني لست خارج الحزب. حتى عندما كنت" خارج" الحزب، من الناحية التنطيمية، لأَسباب ذكرتها اكثر من مرة، و لا اجد داعيا لِأِعادتها،ا كنت، في الواقع،، داخله، بل في القلب منه، من حيث الأنتماء الفكري و السياسي، و من حيث تنفيذ المهمات التي يكلفني بها الحزب، بعضها، خطر و حساس. و رعم انه اتيح لي العودة، تنطيميا، الى الحزب، اكثر من مرة، الا اني كنت اعتذر عن ذلك، ليس خوفا، ليس عدم اعتزاز بهذ الشرف، شرف عضو الحزب، بل عقابا لنفسي على لحظة ضعف.
حتى عندما قررت العودة ( هكذا كتبت في رسالة الى قيادة الحزب: قررت العودة") فجاءني الجواب: لم نعتبرك يوما خارج الحزب الخ..."( لعلهم فضلوا ان لا يضيفوا: كنا نأخذك على كَد عقلك!)، حتى عندما قررت العودة، لم اكن انطلق في ذلك، من دوافع ذاتية، بل للمساهمة في معالجة وضع شاذ في منظمة معينة.
اجد، اذن ، ان من حقي، كشيوعي، ان اخاطبك.و اذا لم يكن هذ من حقي ، كشيوعي، ينبغي عليه ان يراعي" التسلسل التنطيمي"، فأنه" على الأَقل " من حقي، كمواطن، ان يخاطب قائد الحزب و قد ارتبط الشطر الآكبر من حياته، به، بمسيرته، باخفاقاته و نجاحاته. و لأن الحزب كان، و مايزال، وجدانه، جوهر كينونته.
و لأَنه، شانه شأن الكثير من العراقيات و العراقيين ، ما يزال يرى في الحزب مناط الأمل و معقد الرجاء
و لانه، اخيرا، بعد ان عصفت به ازمة كادت تودي به، اورثته السقم، يحس انه على ابواب الرحلة الأخيرة، و هو يريد ان يقول كلمة، قد تكون الأخيرة...
بغداد -20 -12 - 2016
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2)
نحن بشر!
ابراهيم الحريري
نحن الشيوعيين لسنا" من طينة خاصة" و لا من" جبلة على حدة" كما كتب ستالين ذات مرة: بل نحن بشر!
لقد دارهذا النقاش داخلي امدا طويلا، في فترة من النفي الداخلي، و انا اتفحص اخطائي و خطاياي و اخطاء الآخرين و خطاياهم، و انعكس في رواية" الأِغتيال" في حوار مع الصديق( الحزب) عندما عرض عليّ "صك الغفران"، اي العودة الى الحزب، قلت له ( في الرواية): آن لكم ان تغادروا منصة الآلهة : تعاقب و تثيب، تحيي و تميت، يا صديقي"
نحن الشيوعيين اذ نكرس نشاطنا من اجل اسعاد الناس،و مساعدتهم على ادارك ان ذلك لن يتحقق بمعزل عنهم، بمعزل عن نشاطهم، فاننا لا نمنّ بذلك على الناس، و اذ نوقظ فيهم الوعي بقدراتهم، بانسانيتهم، فانما نعمق ما هو جوهري فينا: انسانيتنا.
هذا ما عنيته عندما قلت للرفيق رائد فهمي عندما التقتيه بعد انتخابه سكرتيرا للجنة المركزية: لم آتِ لأُهنئك على تسنمك المركز، فهو ليس منصبا تشريفيا، بل لأُهنئك على ثقة رفاقك بك".
و هذا يعني انه مدين لهم بهذه المسؤولية التي كلفوه بها، لأنَهم توسّموا فيه القدرة على تحمل هذه المسؤلية الجسيمة، و هذا يعني بالتالي، انه تقع عليه مسؤولية تبرير هذه الثقة، امام رفاقه، امام الحزب و امام الناس الذين يرون في الحزب الأمل.
ذلك ان افدح ما يمكن ان يصاب به القائد، اي قائد، هو الغرور و الرضا عن النفس ما يؤدي به الى تعميق النظر داخله وليس فيما حوله ويعزله عن رفاقه و الناس و عن الحياة باسرها، متصوران المركز الذي يشغله يعود الى قدراته " الخارقة" ما يمنحه الحق في التعالي على رفاقه و على الحزب، و يمنحه الحصانة ضد المحاسبة و النقد.
بغداد-21-12-2016