المنبرالحر

رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه وضرورة معالجتها مشاكل القطاع الرياضي (13)/ منعم جابر

تحدثنا في الحلقات السابقة من (الإصلاح في الرياضة العراقية) عن مجموعة أفكار ومقترحات ورؤى علمية لغرض إصلاح الواقع الرياضي ابتداءً بالقوانين الرياضية الحاكمة للمؤسسات الرياضية ومروراً بهيكلة المؤسسات وتبعيتها والجدية بتأسيس معهد وطني لإعداد القادة الرياضيين والاهتمام بالرياضة المدرسية التي هي أساس الرياضة العراقية وتحدثنا عن جمع واحتكار المناصب في المؤسسات الرياضية وأثرها السلبي في بناء التجربة الديمقراطية ومررنا على أهمية توزيع المنشآت والملاعب الرياضية على جميع مدن ومحافظات الوطن بعدالة وركزنا على ضرورة إقامة السباقات والمهرجانات الرياضية للصغار وتقليص وتأجيل منافسات المتقدمين وأكدنا في حلقاتنا الماضية على أهمية تنشيط دور ممثليات الاولمبية والاتحادات الرياضية في المحافظات وتفعيل دورها القيادي انطلاقاً من توسيع النظام اللامركزي للعمل الرياضي ...
واليوم نجد أن الإصلاح الرياضي لابد له أن يبدأ من منصة علمية قائمة على المعرفة والدراسة وهذه المنصة المطلوبة هي رسائل الماجستير وأطارح الدكتوراه العلميتين التي تتواجد العشرات منها على الرفوف العالية لكليات الرياضة وخاصة تلك التي قدمها الطلاب في السنوات السابقة وتلك التي بحثت وأوصت واستنتجت برسائلها وأطاريحها وبرامجها خطوات عملية لبناء رياضة علمية تنهض بواقع رياضة العراق .. ولابد للجامعات والمؤسسات العلمية أن توصي طلبتها الدارسين بأن يتحملوا قسطاً من المسؤولية وان يصرفوا جهداً إضافياً لتكون رسائلهم وأطاريحهم عملية تساهم في إصلاح الواقع الرياضي وبناء رياضة عراقية متطورة يستطيع بها ومن خلالها ولوج الساحة العالمية .
بالعلم والكفاءة نبني رياضة الوطن
كثيرا ما نتحدث عن أهمية العلم والمعرفة ودورها في التأسيس لرياضة عراقية معافاة ومتطورة ولكننا في الواقع نجد أنفسنا بعيدين كل البعد عما نتحدث؟ وخاصة في القطاع الرياضي حيث نسعى إلى تهميش الكفاءات العلمية وتغييب حاملي الشهادات وإبعاد العلماء وتشويه صورتهم وإلغاء دورهم وان اضطررنا إلى قبول بعضهم او تقديم البعض الآخر فنعمل على إقصائه من العمل بحجة ضعف شخصيته او اهتزازه أمام الآخرين او قلة تجربته الميدانية وبالمقابل نجد تقديم البعض من الجهلة وأنصاف الأميين بحجة الخبرة الميدانية والتجربة الشخصية وهنا يتسلل البعض بالخبرة إلى مواقع قد لا يعرفها ولا يجيدها ! ولكن التجارب والأحداث أكدت بما لا يقبل الشك بأن العلم والكفاءة هما القوة الصادقة لبناء أية تجربة رياضية مع كل الاحترام والتقدير للخبرة الميدانية .. ولكن لو توفرت الشهادة العلمية والخبرة الميدانية لكان شيئا عظيماً .
ست عشرة كلية للرياضة ولكن!
لو استعرضنا عدد كليات التربية البدنية وعلوم الرياضة لوجدناها أكثر من ست عشرة كلية ومجموعة من الأقسام المناظرة وأكثر من 2000 من حملة الدبلوم العالي والماجستير والدكتوراه ينتشرون في جميع أنحاء الوطن وفي جامعاته وكلياته كل هؤلاء مشاريع علماء وأساتذة كبار لا يترددون في خدمة الرياضة وحركة الشباب لكنهم وكما نعرف خارج (اللعبة) الرياضية ! بسبب مواقف مسبقة وتهميش مقصود وضياع للمختصين. بينما المطلوب هو تكاتف الجميع وتعاون الكل من اجل إعادة البناء والإصلاح والتغير. لان الرياضة قطاع واسع يحتاج إلى خبرات كل أبنائها وبكل الاختصاصات لعبور المرحلة الجديدة التي يعيشها الوطن. فهل يصح أن يبني أكاديميو العراق وإبطاله رياضة دول الجوار والمنطقة ولا يبنون رياضة وطنهم؟ هل يصح أن ينتشر أبناء وكفاءات الرياضة العراقية في مختلف البلدان ولا يجتمعون في وطنهم من اجل إصلاح وبناء رياضته؟ أن فتح الأبواب أمام الجميع ودعوة الكل إلى المساهمة في إصلاح رياضة الوطن هو الطريق الصحيح للعودة إلى منصات التتويج وبكل الألعاب !
المطلوب من الجامعات
لابد للإصلاح أن يشمل كل زوايا الرياضة ومجالاتها ومن هذه المجالات رسائل الماجستير واطاريح الدكتوراه ولكي يكون هذا العمل متوازنا ومفيدا فلابد لهذه الرسائل والاطاريح من أن تكون عملية ومتناسقة مع حاجات المجتمع ومتطلباته وعلى الجهات ذات العلاقة ان تخطط وتبرمج عملها وترسم خططها وتحدد أهدافها وان توجه طلبة الدراسات العليا في درجتيها لكتابة رسائل واطاريح عملية ممكن لها أن تتحول خلال الفترات القادمة إلى خطط عملية وتترجم فوراً إلى تطبيق ميداني يرسم لواقع مستقبلي مشرف. أن قبول الرسائل والاطاريح هذه سيشكل نقلة نوعية في الجانبين العلمي والعملي ! وسيكون هذا خطوة أساسية وضرورية تخلق التعشيق بين الجانب النظري وشقيقه الجانب العملي. وهذا ما افتقدناه خلال الحقبة الماضية من تجربة بناء العراق الحديث. وعلى الجامعات أن تؤكد على هيئاتها العلمية والدراسية أن تعرف حاجة البلد إلى دراسات وبحوث تخص التوجه هذا او ذاك عندها نجد أن تفاهم الجميع سيشكل قوة للجميع وبالتالي تنعكس على بناء الوطن والنهوض برياضته .
الحد من تواجد الجهلة !
الكل يعرف بأن شروق الشمس يطرد الظلام وكذا الارتقاء بالعلم وتطور البحوث وتواجد العلماء من الأكاديميين في الميدان الرياضي والتواجد في المؤسسات الرياضية وعدم الاستعلاء على الآخرين والمساهمة الفاعلة في قيادة مفاصل الرياضة كل هذه الخطوات ستساهم بقوة في إعادة بناء عالم الرياضة العراقية وتوقف زحف الجهلة والأميين وأنصاف الرياضيين لقيادة المؤسسات الرياضية والتي نشاهدها اليوم وقد تجمع فيها هذا البعض من المتخلفين وكيف صار حال الألعاب تحت قيادة هذه المجاميع. عليه نقول: بأن الإصلاح الرياضي لابد له من أن يشمل ثورة حقيقية تشرق بنورها الوضاء على كل زوايا وأقسام الرياضة العراقية التي عانت وتعاني سطوة الضعفاء والطارئين والانتهازيين وإنصاف الرياضيين ممن تهمهم مصالحهم الشخصية حتى ولو كان ذلك على حساب الوطن .... والى حلقة جديدة.