المنبرالحر

قرار قرقوشي جديد/ د.محمود القبطان

إلغاء قرار باعتبار عبدالكريم قاسم شهيدا والذي نُفذ الإعدام به وبكوكبة من رفاقه في 9 شباط 1963 من قبل البعث الفاشي إضافة الى الآلاف من الوطنين العراقيين اغتيلوا أما بالإعدام أو بالتعذيب بسبب انتمائهم السياسي يعتبر قرار غبيا وسياسيا بامتياز.
.
قبل عامين اعتبرت مؤسسة الشهداء التابعة لمجلس الوزراء الزعيم عبدالكريم قاسم شهيدا في سبيل الوطن والشعب وبأثر رجعي. لكن ماذا حدا مما بدا لسحب القرار المذكور. وبالمناسبة المالكي همش على القرار ب:من الظلم عدم اعتبار الزعيم عبدالكريم قاسم شهيدا. ويعني إنه يريد رد الاعتبار للشهيد وكأنه لا علم له بذلك.
أولا:
من هو أو هم الذي يقرر(ون)من هو الشهيد ومن هو لا يستحق لقب الشهيد؟
من بين أعضاء اللجنة المعنية امتنع عضو واحد من التوقيع على القرار الجديد, وأما باقي الأعضاء وضعوا تواقيعهم المخزية على القرار بالموافقة.
ثانيا:
إذا كان الشهيد عبدالكريم قاسم ليس شهيدا, والذي نفذ فيه الإعدام في الإذاعة العراقية وبقرار من مجرمي البعث الفاشي بعد محاكمة صورية مع بعض رفاقه الأماجد, فمن يكون الشهيد؟ هل من اصطدم بسيارة ,أم من ضربه حصان وتوفى, أم من سجل نفسه معدوما وهو يراجع قضية اعتباره شهيدا في فترة النضال ضد نظام صدام بعد أن دفع مليوني دينار؟
ثالثا:
إذا المالكي يريد أن يكون رحيما, وهو قبل ساعات من انعقاد دعوة مبادرة الخزاعي للسلم الاجتماعي, وورقة لكسب عواطف الناخبين وأصواتهم وضمانها ليوم الانتخابات البرلمانية التالية حيث يُصوّر للناخب هو من أعاد اعتبار لقب الشهيد للزعيم عبدالكريم قاسم فهذه لعبة سياسية قديمة سبق وأن خبرها الشعب العراقي, والقرار صادر من لجنة تابعة لمجلس وزرائه ,وهو يعلم علم اليقين بطريقة القرار ,شأنه شأن إغلاق أحدى القنوات ويقسم بالله مع مستشاره الإعلامي بعدم علمهم بسبب إغلاق تلك الفضائية. ألانتخابات قادمة والصندوق سوف يحسم الموضوع.
رابعا:
الشهيد الزعيم عبدالكريم قاسم يعيش في قلوب أكثرية الشعب العراقي, لا بل حتى أعداءه أشادوا بوطنيته ونزاهته وإخلاصه للوطن والشعب. وهو لا يحتاج ورقة تافهة بقرارها لسحب الاعتراف به شهيدا. ويكفي أن في احتفالية 14 تموز 2003 خرجت عشرات الآلاف من الجماهير تحت الشمس الحارقة ليحتفلوا بهذا اليوم الأغر وبقائدها والذي فجر الثورة الزعيم الشهيد قاسم فيه الثورة المجيدة والتي قلبت كل موازين القوى الاستعمارية في المنطقة. قال الزعيم لنا في كل شهر ثورة. ابتدأها بالانسحاب من حلف بغداد ,الخروج من منطقة الإسترليني والإصلاح الزراعي, قانون الأحوال الشخصية والذي أعاد للمرأة حقوقها وكرامتها, أعاد الحقوق للعمال وتشكيل نقاباتهم وللفلاحين جمعياتهم. وأخيرا قانون استرجاع حقوق العراق في قانون رقم 80 الخاص بالنفط.بناء المساكن للفقراء. كل هذا وأكثر بأقل من خمسة أعوام حيث تكالبت عليه كل شركات النفط الاحتكارية لقلب النظام واغتياله كزعيم الثورة ورفاقه وآلاف من الوطنين والديمقراطيين وفي مقدمتهم الشيوعيين العراقيين.
وأخيرا مهما فعلت "اللجان" المشبوهة في تشويه صورة الزعيم الشهيد بطل ثورة تموز 1958 فأن الزعيم مازال يعيش بقلوب شرفاء العراق, أما أعداءه والذين أعدموه وبقاياهم في مؤسسات الدولة الجديدة بعد 2003 لن ينفعهم قرارهم الجائر فهم أبناء نفس الخونة ولقطاء البعث التي امتدت أياديهم الى قلب الزعيم ورفاقه وإيقافه ولكنهم اهتزوا من شجاعته حيث هتف وبشجاعة منقطعة النظير بحياة الشعب قبل أن يضغط إصبعهم على زناد الرشاش لينهوا فيه حياة الأباة. وقدم الزعيم الشهيد ما لم يقدمه من خلفه, وكان السلم الاجتماعي والتآلف الأخوي بين أفراد الشعب في وقته في أعلى مراحله والذي يفتشون عنه اليوم في صالات الاجتماعات دون جدوى.
المجد والخلود لشهداء قادة ثورة تموز وفي مقدمتهم الشهيد عبدالكريم قاسم .
المجد والخلود لشهداء الوطن والشعب من الشيوعيين والديمقراطيين والذي سقطوا على أيادي البعث الفاشي.
الخزي والعار لكل من يريد إعادة البعث بأشكاله الجديدة.