المنبرالحر

من المسؤول عن أرتفاع نسبة الفقر في العراق الى ما يزيد على 35%؟ / صادق محمد عبد الكريم الدبش

رقم مخيف ويؤشر الى تدني القدرة الشرائية للفرد العراقي بشكل مريع !َ؟؟ بالرغم من أن هذا الرقم بتقديري ليس هو الرقم الحقيقي ! فقد تصل نسبته الى 50% في بعض المناطق ، ولعدم وجود أحصاء سكاني !.. لمعرفة عدد العاطلين عن العمل !.. العدد الحقيقي ، وعدد الأرامل والثكالى .. والمطلقات ، وعدد الأيتام والمشردين !.. وعدد كبار السن وكبيرات السن الذين ليس لهم معيل ولا يملكون معونة أجتماعية تعينهم بعض الشئ !... وعدم وجود أحصائية دقيقة عن ذوي الأحتياجات الخاصة والمعوقين .. والمتخلفين عقليا والمصابين بأمراض العوق الكامل جسديا أو عقليا ، والذين لا نعرف عن وضعهم شئ بسبب حجزهم في بيوت أهاليهم ، ولا توجد أحصائية كاملة عن عدد المتسولين الذين لا يجدون اي وسيلة للحصول على ما يعينهم على حصولهم على لقمة يومهم ليتمكنوا من البقاء على قيد الحياة !.. ولا نعرف العدد الحقيقي للمتعففين الصامتين ، الذين ( تحسبهم أغنياء من التعفف ) وقد يموت جوعا من دون يعرف أحد منا بحقيقة تلك الوفاة !... ولا نعرف العدد الحقيقي عن الذين يموتون يوميا بسبب نقص الغذاء والدواء !.. أو بسبب البرد والامراض والرعاية المنزلية والصحية وعدم توفر السكن الذي يحميهم من تقلبات وتغيرات الطقس طول العام !
هذه التي ذكرناها ؟! .. هي ليست رواية خيالية أستقيناها من قصص ألف ليلة وليلة !
ولا نزوة مني كي أرقص على ألام ومعاناة هذه الملايين !؟ .. أو كي أكون روبن هود أو مونتكرستو لو طرزان واتبنى هذه التخيلات والهواجس !!..أنا لست كذلك !.. مثلما يأخذ هذا الدور ( بعض الساسة المتباكين على معاناة هذه الشريحة البائسة أو الطبقة التي تموت يوميا ألف مرة نتيجة للظروف التي يمرون بها !، من دون أن يحرك هؤلاء ساكنا لأنتشال هؤلاء )!!
و من دون أن تسعى الدولة لأنقاذهم وأنتشالهم من مصيرهم المعلوم !!
السؤال المهم ... بل الأكثر ألحاحا بوجوب الأجابة عليه !
هو ... من المسؤول عن هذه الملايين التي تموت وبشكل متسلسل ومأساوي ... كارثي ومهين ؟؟!!
والسؤال الأكثر أهمية من سابقه !... وهو ؟
ألم يكون موت هؤلاء البؤساء والمعوزين من الطبقات الدنيا في مجتمعنا ؟ .. سببه النظام الحاكم والفاسدين والطفيليين والمرابين والسماسرة ، وتجار العهر والجريمة ، وتجار السلاح والمخدرات وأمراء الميليشيات الطائفية ؟؟... والذين أضحوا طبقة ثرية ؟.. بل من أثرى أثرياء شعبنا ، نتيجة سرقاتهم وفسادهم وأستحواذهم على للمال العام وعلى حساب دم ودموع وبؤس هذه الملايين الجائعة !!
الذين من حقهم أن يكفروا بكل القيم والأخلاق والأعراف ، وبالدين ودعاته وعلمائه وفقهائه الفاسدين ، والمتاجرين بأسم الدين ، بل من حق هذه الشرائح المعدمة والفقيرة بأن تكفر حتى بخالقهم ، كون هؤلاء جميعهم لم يشفعوا لهم !.. ولن يزيدوهم ألا فقرا وبؤسا وموتا وشقاء !؟
أعود الى سؤالي !... ألم يكن هؤلاء المتنصبين أسيادا وأباطرة وملوك على هذه الملايين ، التي وكما ذكرنا بأنهم يموتون يوميا ألف مرة نتيجة لمعاناتهم المريرة والمفزعة !!
ألم يكن النظام والمتربعون على السلطة ؟.. قد تسببوا ببؤس ومعانات هذه الملايين لسوء أستخدامهم للسلطة ، وشغلهم للوظائف العليا في هذا البلد ومن دون أن يوفوا بواجباتهم ، في خدمة الناس والحفاظ على حياتهم وعلى ممتلكاتهم وتطوير حياتهم الى الأفضل ، وتوزيعهم للثروة بشكل عادل ومنصف وشغاف ؟!
ألم يكونوا هم السبب الرئيس في موت ومعاناة من مازال على قيد الحياة من هؤلاء الجياع وينتظرون مصيرهم المحتوم ؟ ... أم كما قال المثل المعروف ( قتل أمرئ في غابة جريمة لا تغتفر !؟... وقتل شعب أمن قضية فيها نظر !!!؟ )
أعود وأكرر السؤال ؟... هل نحن في دولة ؟... وأي شكل من أشكال الدول .. دولتنا ؟
أم نحن كما قال الرصافي قبل سبعة عقود ( أسماء ليس لنا سوى ألفاظها !... أما معانيها فليست تعرف . !!
تذكرت مسلسل قديم بطله أصيب بالعمى نتيجة جشعه وهرولته وراء المال الحرام !.. أو هكذا أتذكر فقد بصره أثناء عملية للأستحواذ على المال الذي ليس له حق فيه !
وبعد فقده لبصره أستأجر أحد الناس وأخذ يتنقل في بقاع الارض ، وفي الاسواق والحارات وهو ينادي بأعلى صوته ( أصفعني وخذ دينارا !.. أو دعك عني ) لتوزيع ما جناه وبسب ذلك فقد بصره ، فأراد أن يكفر عن سوءته هذه ويتخلص من المال الحرام وتسبب بفقدان بصره وبصيرته !
أملي ورجائي من القضاء العادل التوفيق في أداء مهامه بمهنية وأن يتوخى العدالة والأنصاف والحق والدفاع عن مصالح الناس وأنصاف الحقيقة !
ولمجلس النواب أن يلتفت الى هذا الشعب الذي يتضور جوعا !.. وأن يكون أمينا على حقوقه ، ويؤدي ما أوكلت أليه مسؤوليه حماية حقوق الشعب وأن يرعى دينه وضميره ويخشى الله والقانون والدستور !... وان لا يكون ببغاء يردد ما يريده وما يمليه عليهم السلطان .
16/1/2017 م