المنبرالحر

حلم المؤتمر/ فيصل الفؤادي

منذ زمن طويل كان لي حلم أن أحضر أحد مؤتمرات الحزب، وطيلة السنوات التي مضت لم تسنح لي الفرصة في أيام الأنصار في كردستان أو في الخارج، ولم أرشح نفسي مع بقية الرفاق. منذ سنتين وجه الحزب بضرورة دراسة الوثائق الحزبية ومنها الموضوعات السياسية والنظام الداخلي والبرنامج للتحضير إلى المؤتمر العاشر وقد تمت مناقشتها من جميع الرفاق بمسؤولية عالية. كما جرى إنتخاب رفاق لتمثيل منظمات الحزب في الخارج ومنها منظمة حزبنا، كانت فرحة كبيرة حين أنتخبت عضوا في مؤتمر حزبنا العاشر. وبدأتُ نقاش الموضوع وماهي المسؤوليات التي تقع عليَّ في هذه المهمة الغير سهلة حيث أني سأحمل أفكار وآراء ومداخلات الرفاق في تنظيم السويد. عندما وصلت وإلتقيت بقياة الحزب كانت المشاعر كبيرة حيث أخبرونا أن يوم غد سيكون يوم الإفتتاح وأعلمونا بمجموعة من المعلومات والمحاذير وغير ذلك. إنتقلنا من فندق السدير والديوان إلى سينما سمير أميس في شارع السعدون وفي قلب العاصمة بغداد حيث الحفل الإفتتاحي وكان ذلك له دلالاته منها التوجه إلى العلنية والأمر الآخر معرفة الناس وإعلامها بمؤتمر الحزب العاشر. كان الحضور كبيرا ومبهجا وكذلك حضور بعض المسؤولين في الدولة والحكومية ومنظمات غير حكومية . كان حضور الأصدقاء والرفاق زاد من توهج إفتتاحية المؤتمر العاشر وقد إلتقيت مع بعض الرفاق من المحافظات الأخرى للمشاركة في الإفتتاحية وبالذات من محافظة بابل، الذين رجعوا إلى محافظتهم بعد الإنتهاء من هذا الحفل. كان الإحتفال منظما إلى درجة كبيرة ويعتبر من أهم الإحتفالات في عدد الحضور و بمناسبة كبيرة، ألا وهو مؤتمر الشيوعيين العراقيين. أُلقيت كلمات من قبل المدعوين ومنها كلمة الحزب التي ألقاها سكرتير الحزب الرفيق حميد مجيد موسى (أبو داود)، والتي هي تعبر عن موقف الحزب وكانت واضحة في إدانة سياسة المحاصصة والطائفية والفساد وغير ذلك. وكان الحفل الفني المختصر لبعض أغاني الوطن والناس أضفى جانبا آخر على جمال الحفل. إلتقيت بالرفاق والأصدقاء والأقرباء بعضهم دعوتهم إلى هذا الحفل والآخرين جائوا مدعويين.أخذت صور للذكرى، تحدثنا في مهام الحزب المستقبلية وكيف سيكون في الواقع المر والذي يحتاج له الكثير من التضحية والوقت من أجل إنتشال شعبنا من الطائفية والمحاصصة وتمزق بلادنا الحبيبة. كيف أصف مشاعري بعد أعوام تقارب الأربعين عاما حيث أجبرت على المغادرة من بغداد والعراق ...كانت الذكريات في شارع السعدون وأبو نؤاس والرشيد، واليوم رجعت وشاهدت عالم آخر.. حزنت بمرارة وكبتُ دموعي لأنني لم أستعيد ذكريات ذلك العالم في جماله أيام السبعينات حيث إخضرارالأشجار ونظافة شوارعها وأزقتها، أما شارع الرشيد الأحلى أصبح مكب للأزبال ...
نعم خفف عني الكثير من الهموم لقاء الأهل والأصدقاء والرفاق القدماء والمحبين للحزب. في نفس اليوم وهو يوم العمل الإجرائي الذي تم توزيع ورش العمل ومناقشة مشاريع الوثائق (البرنامج والنظام الداخلي والموضوعات السياسية والتقرير الآنجازي). كل واحد من المندوبين يحمل أفكارا ورؤى ومقترحات من أجل تحسين الواقع المعاشي لأبناء شعبنا ويحمل أساليب العمل من أجل تطوير حياة المواطن العراقي نحو الأفضل في الجوانب الخدمية والتعليمية والصحية إضافة إلى الواقع السياسي ومشاكله. رفع الشيوعيون راية حبهم لوطنهم ولشعبهم حين درسوا الوضع بكل تجلياته، مقدمين المقترحات والرؤى والمشاريع لنقل بلادنا نحو الافضل. نعم يحتاج لنا الكثير في زمن الفساد وعدم المسؤولية من قبل البعض في الدولة العراقية، وسيسجل التاريخ وضع ومأساة شعبنا في هذا الزمن ويحمل المسؤولية التاريخية للحكومات السابقة وخاصة التي أتت بعد سقوط النظام الدكتاتوري.