المنبرالحر

حلم المؤتمر (2) / فيصل الفؤادي

التقيت بالرفاق الانصار الذين عشنا سوية لاعوام طوال في كردستان، بعضهم من قيادة الحزب والذين تبؤأ بعضهم القيادة اي في اللجنة المركزية والمكتب السياسي في مؤتمرات الحزب السابقة الرابع والخامس حتى التاسع، عدا الرفيق سكرتير الحزب حميد مجيد موسى (ابو داود) فقد كان عضو اللجنة المركزية منذ المؤتمر الثالث عام 1976، وتشاركنا بحديث ودي مع بقية الرفاق القادمين من مختلف دول العالم ومحافظات العراق.
كان مفرحا جدا حين تجد مجموعة من الشباب من الرفيقات والرفاق، والذين يعني ان القافلة ستسير، والشجرة اليانعة ستمتد جذورها اكثر في اعماق ارض وطننا العزيز العراق.
و المفرح الاكثر لقاء قيادة الحزب السابقين( جاسم الحلوائي وفخري كريم وبشرى البرتو وكمال شاكر .. والرفاق الاخرين الذين امضوا في الحزب اكثر من 60 عاما منهم نجية الساعدي وغيرهم ).وكان لملاحظاتهم والمشورة والموقف ، وقع طيب من المؤتمرين حيث نقلوا الخبرة الحزبية التراكمية للرفاق .
ناقشنا بأستفاضة جميع المفاصل التي هيئها لنا الحزب ، (النظام الداخلي والبرنامج والتقرير الانجازي والموضوعات السياسية) ، وعلى مدى يومين (اليوم الثالث للانتخابات)، كان الحديث صريحاً و بشفافية ومسؤلية عالية، والملاحظات كانت مباشرة وواضحة في هدفها، في الورش او في المناقشة العامة. اغلب الطروحات تنسجم مع الواقع الحالي ، بعيدا عن المبالغة بالامكانيات وبعيدة عن التطير، (بالضرورة ولازم وينبغي ) وغير ذلك من الاحاديث التي لا تتفاعل مع ظروف وواقع شعبنا والمتغيرات التي حدثت بعد السقوط وحتى قبله في بنية المجتمع وفكر الانسان العادي، حيث الواقع يفرض ذلك.
كان النظام الداخلي احد المفاصل الاساسية في المؤتمر والمفصل الاساسي (الدستور)الذي يقوم عليه الحزب، حيث الملاحظات العديدة التي غيرت منه وجاء بعضها وفق قانون الاحزاب الذي اقره البرلمان العراقي.
رفعت احدى النقاط المهمة ، الجزء الذي تحته خط (يحافظ على وحدة وسلامة الحزب ويتقيد بالتدابير المتخذة لصيانته، وان لا يشوه الحقائق ولا يخفيها عن الحزب، وان لا يقيم العلاقات مع الاجهزة الامنية المختلفة، وألا يعمل في السفارات والهيئات الاجنبية دون علم وموافقة الحزب). والتي وضعت اثناء نضال الحزب السري ، حيث لا يدخل الحزب كل من يعمل في القوات المسلحة او الاجهزة الامنية او في السفارات العراقية، وهذه كانت احدى الممنوعات التي اعدم فيها النظام الدكتاتوري مجموعة من العسكريين بتهمة انتمائهم الى الحزب الشيوعي العراقي لانه اراد ان يسيطر على الجيش والشرطة والاجهزة الامنية الاخرى. كان من الاجدر رفعها بعد ثورة 1958 حيث كان للحزب من الضباط والمراتب والجنود مايقارب 5000 الاف منتم.
هذه الفقرة المهمة جاءت منسجمة مع ظروف بلادنا واشارت الفقرة 4 من المادة 4 (ان يكون صادقاً، نزيهاً في حياته الشخصية والمهنية والاجتماعية والسياسية، وأن يقرن اقواله بالأفعال، وأن يكون نموذجاً في نضاله وتأدية واجباته الحزبية والاجتماعية والإنسانية، وديمقراطياً في مواقفه إزاء عائلته)، هذه الفقرة تجعل من المواطن المنتمي للحزب نموذجا طيبا في خدمة شعبه ووطنه.
لقد انتمى جنود ومراتب القوات المسلحة (الجيش والشرطة) الى مختلف الاحزاب العراقية من اسلامية وغير اسلامية ، اذن لماذا نضع هذا الشرط لمواطنين يريدون الانتماء الى الحزب الشيوعي العراقي ، وهم مواطنون اجلاء يريدون خدمة شعبهم العراقي بكل شرف وامانة ونزاهة ، لماذا يقف النظام الداخلي عائقا امامهم، مع اننا نؤكد على خدمة البلد بكل امانة واحترام الواجب المقدس.
في حديث لأحد اخواني قال: ( في عام 1977 كسبت احد المواطنين للحزب وعندما كتب رسالة للترشح والانضمام للحزب ، قالوا ان هذا المواطن سابقا كان شرطيا ، في حين يصف لي اخي هذا الشخص بالمواطن الكادح والنزية ويحب الحزب الى درجة كبيرة، وبالتالي خسرنا هذا المواطن!).وربما هناك امثلة كثيرة حول هذا الموضوع.
بعد قرار النظام (عناصر القوات المسلحة) لا يمكن ان ينضم الى تنظيم الحزب الشيوعي وهذا قرار يجب ان يطبق واطلق عليه (قرار التجميد) وهذا كان في عام 1975 ، و يشمل الرفاق الذين كانوا في الكليات والمعاهد والجامعات المختلفة ،بعد ان ينهي دراسته يذهب الطالب الى الخدمة العسكرية وبالتالي يقوم الحزب بتجميد هذا الرفيق للمدة التي يخدم فيها في الجيش . وقد خسرنا عددا كبيرا من الرفاق وسبب ذلك ضغطا على نفسيتهم وعلى حياتهم الخاصة بهذا الاجراء الخاطئ.
اليوم يحتاج منا ان لا نضع الشروط التعجيزية او الصعبة، بل يرحب الحزب بالمواطنين الذين يقرون شروط النظام الداخلي، وعلى المنظمات ان ايجاد الية للعمل او الصيغ المناسبة مع المنظمين الجدد او مع الرفاق المرضى والغير قادرين ان ينظموا الى الخلايا، بسبب او باخر. هذا لا يعنى ان نكون ناديا ، بل حزبنا يحترم الاسس السليمة في بنائه.