المنبرالحر

البطولة سمة ملازمة للشهيد الشيوعي / فلاح علي

تحل اليوم 14-شباط 2017 الذكرى ال 68 ليوم الشهيد الشيوعي وبهذه المناسبة الخالدة لا بد من استذكار الشهداء الابطال الذين تنحني لهم الهامات احتراماً وتقديراً وفخراً واعتزازاً وتمجيداً . سأشير الى اهم سمة نضالية وقيمة ثورية اتسم بها الشهيد الشيوعي ألا وهي البطولة . بالعودة الى ذاكرة التاريخ السياسي الحديث ارتباطاً بما شهدة العراق من احداث سياسية منذ ثلاثينات القرن الماضي تؤكد كل الوقائع ان البطولة في المجال السياسي اجترحها شهداء الحزب الشيوعي العراقي واصبحت مفهوماً شعبياً ملازماً لشهداء الحزب شهداء الشعب و الوطن . وبغض النظر عن دلالة المفهوهم الا ان المعرفة والحقيقة يؤكدان ان البطولة هي الشجاعة الفائقة التي لا يتصف بها الا الاشداء و شهداء الحزب الشيوعي العراقي هم من هؤلاء الاشداء الذين رسخوا بطولة حقيقية على الواقع وفي كل ساحات النضال وفي كل العهود . ارتباطاً بذلك يمكن طرح سؤال هنا و هو : ما هي عناصر او مستلزمات هذه البطولة التي اتسم بها شهداء الحزب الشيوعي العراقي ؟ والجواب هو من وجهة نظري يكمن في اولاً : رسوخ القناعات الفكرية ووضوحها بالنسبة للشهيد الشيوعي الذي واجة المواقف الصعبة ، وذلك لان القناعات الفكرية شكلت و تشكل مصدر قوة للشيوعي بوصفها السلاح الفعال والتي تستمد قوتها من فكر الحزب ، والقناعات الفكرية الراسخة تعزز الثقة العالية بالنفس وبالقدرات الذاتية وتحصن المناضل عند الشدائد والمنعطفات والصعوبات والمعارك، وتمده بطاقة الصبر وتجعل الشدائد تصغر في عيني الشهيد البطل لأنه تبنى الافكار بقناعة وهذا ما يؤكد على عدالة قضيته . ولولا قناعات الرفاق الفكرية لما تطور الحزب وتواصل في الحيوية والنشاط ومواجهة المنعطفات ومقاومة كل الحملات البوليسية وهجماتها ومواجهة فاشية انقلاب شباط الاسود عام 1963 وهجمتهم الثانية في عام 1978. وبهذه القناعات الفكرية وبالمواقف البطولية لاعضاء وشهداء الحزب ، تجذر فكر الحزب في المجتمع العراقي .
ويمكن القول ان هذه المواقف البطولية أسهمت بدور كبير في ترسيخ بناء الحزب واتساعة وامتدادة على طول البلاد وعرضها وهي التي دفعت الحزب الى الأمام . ثانياً : الشجاعة يمكن القول انها جوهر ومحتوى البطولة لا توجد بطولة بدون شجاعة والشجاعة تمثل سلاح البطل وخزين حبه لفكرة وحزبة وشعبة ووطنة وهي تمثل مصدر قوة دافعة له في نضالة في مختلف سوح النضال والمواقف ، و يمكن التأكيد هنا ولا ابالغ عندما اقول ان البطولة والشجاعة تجسدت بشكل جماعي لدى الانصار الشيوعيين بنات و ابناء حزب فهد وسلام عادل ، بعضهم ترك مقاعد الدراسة ومواقع العمل وكل ملذات الحياة في الخارج وتوجهوا الى جبال كوردستان المغطاة في الثلوج في فصل الشتاء وسكنوا في الصقيع والكهوف التي لم تخط عليها قدم ، وتحملوا أقصى الظروف وانجزوا مهام في اوضاع صعبة جداً وبعضهم توجه للداخل ومنهم من استشهد ببطولة في الداخل وقاوموا هجمات وحملات عسكرية كبيرة خطط لها للقضاء على الانصار الا انها فشلت . بهذه المواقف البطولية التي جسدوها الانصار الشيوعيين خلال قرابة عقد من النضال المسلح أضافوا الى حزبهم قوة والى جماهيريتة جماهير جديدة في المناطق التي تواجدوا فيها وواجهوا بسلاحهم وببطولاتهم اعتى دكتاتورية عرفها تأريخ العراق الحديث شباب وشابات مناضلين ومناضلات وفي مختلف الاعمار أجترحوا مآثر من البطولة تعجز اقلام في وصفها واستشهد العديد من هؤلاء الابطال من الجنسيين في معارك شرسة وبصمود نادر دفاعاً عن حزبهم وعن مصالح شعبهم ووطنهم ومن اجل تحقيق اهداف الحزب وفي مقدمتها اسقاط النظام الدكتاتوري واقامة البديل الديمقراطي ، والثوري البطل الذي حمل السلاح لم يمارس الاعمال الفردية والانتقام والثأر والاغتيال او التخريب ، انه كبير بعقلة وكبير بكبر المهام السياسية والفكرية والتنظيمية التي يناضل من اجل انجازها ، فهو عاش ويعيش مع الجماهير الشعبية ودافع ويدافع عنها وعن مصالحها وحمايتها . العنصر الثالث الذي ترتكز علية البطولة : هي العزيمة والتحدي التي تمثل ارادة عالية وعنصر قوة لدى البطل وتمنحة الاصرار على الصمود ومواجهة التحديات وامتلاك العزة والكرامة ورفض الخنوع والذل. والعنصر الرابع: هي قوة الشخصية والثقة العالية بالنفس بعيداً عن الغرور والكبرياء والتعالي والادعاء والكذب مع هيبة وحضوروتأثير بين ابناء المجتمع والاتسام بالواقعية والعملية بعيداً عن اوهام الخيال هذا ليس وصف ألجئ اليه وانما حقيقة ان شهداء الحزب اتسموا بذلك ونحن شهود في معرقة سمات العديد من الشهداء الابطال الذين عايشناهم عن قرب . اما العنصر الخامس : هو الشعور الانساني ان الشهيد الشيوعي البطل ليس هو قاسي القلب او عديم المشاعر انه طيب القلب ذو مشاعر انسانية تضامنية ، ومن يتصور ان الشهيد الشيوعي البطل خال من المشاعر الانسانية وانه لا يحب او لايحب الحياة فأنه مغرض ومعادي ، ان الشهداء الابطال عرفوا بالوفاء والامانة والنقاء والتواضع والتضامن والحب والعطف ونكران الذات والصمود والتضحية ،ان بطولة الشيوعي هي حقيقية وليست صور خيالية لأنها مرتبطة بقيم فكرية واخلاقية ، وترتقي البطولة عند الشيوعي بأرتباطها بالاهداف العظيمة التي يناضل من اجلها .وان البطولة عند الشيوعي لا يهدف منها تحقيق منفعة مادية او غاية خاصة او صيتاً او مجداً هي البطولة النادرة السامية التي يفرضها موقف او اي اختبار يواجهه الشيوعي وبطولة الشيوعي لا تموت بأستشهادة تبقى في الذاكرة مثلاً حياً ورمزاً نضالياً يحتذى به ويبقى خالداً على مر الزمن وهذه هي الحقيقة التي تتلمسها جماهير واسعة من الشعب العراقي بمعرفتها لبطولات فهد وسلام عادل والمئات من الشهيدات و الشهداء من قادة الحزب وكوادرة واعضائه.
الشهيد الشيوعي هو بطل حقيقي ذو فكرانساني وعلمي وسماة فكرية وعملية نادرة . ان الشهداء اليوم هم ضوء ينير الطريق وكل ظلمات الدروب ، هؤلاء الابطال كبروا في عيون وقلوب الناس واصبحوا رموزاً كبيرة . ولعبوا أدواراً مؤثرة في حياتهم . ما تؤكده التجارب ان البطولة هي سمات وقيم و ممارسة عملية ومواقف وليست اختراع لأنها حقيقية سطرها اعضاء الحزب في مواقفهم الشجاعة عند الشدائد ومثلت رصيد نضالي ووطني على مر التأريخ بهذه البطولة الحقيقية واصل الحزب النضال والسير الى امام بثقة.
الناس بحاجة الى ابطال يسيرون في مقدمتهم لتحقيق مصالحهم ،الشعب العراقي لن ينسى الشهداء الابطال للحزب الشيوعي العراقي الذين سطروا أروع الصفحات في العطاء والتضحية من اجل مصالح الشعب والوطن . بهؤلاء الشهداء وبوطنيتهم الصادقة وتأريخهم النضالي المجيد ومواقفهم البطولية ظلت راية الشيوعية خفاقة في العراق ، والحزب في كل يوم يغتني تجربة ويزداد حضوراً واتساعاً وينضم له جيل جديد من الشباب الواعد الذي يتربى في مدرسة الحزب على الوطنية الحقة وعلى الشجاعة في النضال ووضع مصالح الشعب والوطن فوق اي اعتبار .
المجد كل المجد لشهيدات وشهداء الحزب .
14-2-2017