المنبرالحر

يوميات القبطان 14 / د. محمود القبطان

كما اعتدت أن اكتب مقدمة قصيرة لما اسرده في كل ما اكتب واتوقع إن هناك من يتقبل الفكرة ومن يختلف معي والاختلاف لا يُفسد في الود قضية.وطبيعي لم أدعي وسوف لن أدعي يوماً إنني كاتب أم صحفي أو محلل سياسي وإنما مواطن عراقي ،طبيب، أتفاعل مع ما يحدث بالعراق لان وطنيتي، كما الآخرين، تحفزني لاشترك وأتفاعل مع أهلي ،العراق كله، مما يُعانون وأكتب عن ما يحدث يومياً فأسرده بمقالة أو يوميات. أما أن يتكرر نفس الانتقاد عن كتابتي، وإن قبلت به برحابة صدر، أقول أما أن الناقد ليكتب أفضل مني أو إنه مُتبحر في اللغة العربية وهذا لا أستطيع الشك فيه أوإنه نسي كم مرة كَررَ هذه الملاحظة أو تلك ، وهذه يحدث مع تقادم العمر.وإن هناك المئات ممن يقرأون مقالاتي ،وحتماً لديهم وجهة نظر خاصة فيما أكتب، وربما تقافزت الاحرف احيانا في غير أمكنتها بالرغم من مراجعتي لما أكتب،لكنني على قناعة بان الفكرة هي لب الموضوع وجوهرها وليس أمر آخر. كما انني اكتب أكثر من موضوع في اليوميات لتكون شاملة لعدة أحداث ومن يفهمها فذلك يسُر ومن لم يفهمها فهذه مشكلته، أنا لا أكتب شعراً رمزياً لكي يصعب على القارئ فهمه. ولذلك اليوم قد غيّرت من التسلسل المعتاد .
ان الحكومة العراقية بكل مسمياتها فرحت فرحاً شديداً بمناسبة "تفضل" ترامب على رفع الحظر عن العراقيين لدخول امريكا. في كل العالم يذهب الناس المتمكنون للسفر الى مناطق سياحية لقضاء فترة الاجازات ، وأكثرها في الصيف للراحة والاستجمام وفي العراق للهروب من الحر الشديد، وحتى في اوروبا الباردة يكون الصيف حارا في بعض بلدانها إلا ان مواطنيها يذهبون لمناطق اكثر حرارة الى تايلاند أو اليونان او المغرب العربي. وحسب المتوفر من بلدان يسافر لها العراقي المُحاصر من قبل دول عديدة وفي مقدمتها اوروبا يذهب الى دول شبه تعبانة، ما عدا الامارات، للسياحة فيها. لكن متى كانت زيارة امريكا للسياحة والترفيه؟ لقد ارتفعت الاصوات ضد الرئيس الامريكي في ارتجاليته لحظر السفر من دول معينة الى امريكا ومنها العراق فعًدَّ أكثر المحللين والرسميين العراقيين انه ضد الاتفاقية الاستراتيجية مع امريكا. من هو المواطن الذي كان بوده الذهاب للسياحة الى أمريكا وكم عددهم إذا إستثنينا بعض المسؤولين من حملة الجنسيات المزدوجة؟ والآن عمت الفرحة على وجوه المسؤولين بسبب قرار ترامب برفع الحظر عن زيارة امريكا للعراقيين في وقت الجميع علم ان المحكمة الاتحادية الامريكية قد رفضت قرار ترامب وقرار الاخير ليس حبا بالعراق وانما أُجبر عليه.
أليوم تتصاعد الاصوات لقسم من العراقيين ان قرار ترامب جاء في محله لان"المسلمين" يستحقون ذلك وهم رُعاة ويصدرون ثقافتهم الى العالم الاخر وهو قول حق يُراد به باطل. فليس المسلمون فقط من يتاجر بالمخدرات وبالتزوير وبالاسلحة فهناك من كل اوروبا الشرقية مشتركة في هذه الاعمال لا بل حتى اوروبا الغربية ومن اصول غربية حقيقية وامريكية وامريكا اللاتينية ولكن هناك ناد عراقي لاخوتنا المسيحيين في السويد مُنع باقي العراقيين من دخوله، وهذا مُخالف للقانون السويدي، فهل نقول ان كل النوادي العراقية تسير بهذا الاتجاه. العقلانية وعدم الانحياز في الكتابة مطلوبة وليتخذ الانسان ما يشاء من افكار أو عقائد وأديان لكن على أن لا يتحيّز لطرف بسبب عقيدته أو دينه الجديد. إنني احترم كل الاديان دون تمييزولكن لن اتحيّز لاي منها. لي أعزّ صديق وهومسيحي منذ 1977 وليومنا هذا وفي زيارتنا الى احدى عواصم اوروبا الشرقية اراد ان أن يدخل احدى الكنائس ليس لانه مُتدين وانما حب الاستطلاع وطلب مني الدخول معه فانا رفضت طلبه فورا وقلت لن ادخل مكانا دينياً اين كانت مسمياته لان الدين أُستعمل بالضد من تعاليمه لتشويه افكار الانسان، ولم أدخل في وقتها معه ، موقف صحيح أم غلط هذا ليس موضوع النقاش، ولم ادخل ايضا لا في العراق ولا في المهجر اي جامع اسلامي إلا إذا كانت ضرورة قصوى فاتحة أو زواج بسبب العلاقات الاجتماعية وتُعد على أقل من عدد اصابع اليد الواحدة وليس غير، ليس لانني ضد الدين على الاطلاق وانما موقف جديد لما بعد الاحداث الاخيرة في العراق والتي أثّرت سلبا على حياة المهجرأيضاً. انا من يزرو العراق وباستمرار وها أنا في طريقي قريبا الى الوطن لمساعدة أي انسان طبيا وانسانيا كما فعلت سابقاً أعلم بقدر ما أستطيع أن أرى كيف تسير الامور أكثر من غيري من يستمع الى قناة معينة أو يقرأ موقع ألكتروني معين.
وكما أسلفت في البداية لست كاتبا ولا صحفيا وإنما مجرباً للكتابة منذ عشرة أعوام وسوف أكون شاكراُ لمن يعلمني أكثر وان كنت قد تخطيت ال70 عاما من عمري بقليل، وان لا تفهم كتاباتي بغير ما أقصد لأي صديق وان لا تفسد سطوري هذه الود بيننا.
20170308