شاع لسنوات طويلة أن يوم المرأة العالمي يعود إلى 8 آذار 1857، عندما تظاهرت المئات من عاملات الخياطة في مدينة نيويورك. بيد أن بعض الدراسات الحديثة، التي رجعت إلى الصحف الأميركية العائدة إلى تلك الفترة، بيّنت أن هذا مجرد وهم وأن نيويورك لم تشهد تظاهرات نسائية في ذلك اليوم.

الواقع، أن فكرة أن يكون هناك يوم عالمي للمرأة تعود إلى المؤتمر الدولي الثاني للنساء الاشتراكيات، المنتميات إلى "الأممية الثانية"، الذي انعقد في مدينة كوبنهاغن في آب 1910. أما المبادرة إلى اقتراح تلك الفكرة، فكانت المناضلة الاشتراكية الألمانية "كلارا زيتكين".

وقد اكتفى ذلك المؤتمر بتبني فكرة إحياء يوم عالمي للمرأة، بهدف تعبئة النساء للنضال من أجل حقوقهن بالتوافق مع الأحزاب الاشتراكية والنقابات العمالية، لكنه لم يخصص آنذاك يوم 8 آذار. وفي السنوات اللاحقة، تصاعدت النضالات النسائية في مدن أوروبية عديدة، تطالب بالمساواة في الأجر وبحق الاقتراع، ثم صارت تطالب، بعد سنة 1914، بوقف الحرب الإمبريالية.

في 8 آذار 1917، شاركت عشرات الآلاف من نساء مدينة بتروغراد الروسية في تظاهرات واسعة للمطالبة بالخبز، وبعودة أزواجهن من جبهات الحرب، وبالسلام، وبتصفية الحكم القيصري وإعلان قيام الجمهورية، فكانت تلك التظاهرات إيذاناً ببدء أحداث الثورة الروسية، إذ شجعت عمال أكبر مصانع المدينة، "مصانع بوتيلوف"، على إعلان الإضراب والانضمام إلى التظاهرات النسائية، ثم توجهت وفود نسائية إلى معامل النسيج والمعادن لحث عشرات الآلاف من العاملين فيها على تقديم الدعم لتلك التظاهرات. ولم تمضِ سوى أيام قليلة، حتى كانت حشود غفيرة قُدّر عددها بحوالي 200000 تملأ شوارع بتروغراد، عاصمة البلاد آنذاك.

بعد انتصار الثورة الروسية بقيادة البلاشفة، أعلن لينين، في 8 آذار 19211 ، يوم الثامن من آذار من كل عام يوماً للمرأة، وصارت الأحزاب الشيوعية في العالم تحيي هذا اليوم كل سنة، كما صارت تحتفل به، بعد سنة 1945، الدول الاشتراكية. وفي 8 آذار 1977 أضفت هيئة الأمم المتحدة على هذا اليوم طابعاً رسمياً.