المنبرالحر

كآبتي في شباط وآذار / د. محمود القبطان

لست معنياً بكأبة الطقس، فهذه لن يفلت منها أحد، في شمال اوروبا في شهري شباط وآذار بسبب الظلام والذي يبدأ من ت2 الى نهاية شباط مع القليل من آذار لكنني أعني ما حدث في هذه الاشهر في العراق وعلى مرّ التأريخ بحق وطنيي وشيوعيي العراق، وفي كل مرة يذهب العشرات لا بل المئات ضحية الكراهية السياسية والحقد الأعمى لهؤلاء الابطال الذين يضحون بحياتهم من اجل وطنهم وشعبهم. أبتدأ الحكم الملكي باعدام خيرة أبناء الشعب العراقي من قادة الحزب الشيوعي العراقي فهد-حازم-صارم، والسؤال الذي يدير بخلدي دوماً لماذا ثلاثة وهذا الرقم يتكرر دوماً؟ في 1963 في بداية حملة البعث الفاشي كان هدفهم إنهاء الحزب الشيوعي العراقي فأعدموا ، طبعاً، تحت التعذيب خيرة قادة وكوادر الحزب فكان نصيب الشهداء سلام عادل وحسن عوينة وابو العيس الخالدين ومن ثم اتى دور الابطال محمد صالح العبلي وجمال الحيدري من الاغتيال تحت التعذيب الوحشي والذي قلَّ نظيره في العالم،وما تبعه من اعدامات طالت المئات وتعذيب الآلاف من الشيوعيين والديمقراطيين بسبب افكارهم واخلاصهم للوطن وما يُروى من "تفنن" في طرق التعذيب والتسقيط السياسي فاق كل التصورات أملاً بالقضاء على الحزب الشيوعي العراقي لكن...هيهات! الحقيقة عندما أتذكر احداث الانقلاب الفاشي البعثي عام 1963 وأقرأ المزيد عنه عبر مقالات تشير الى سادية البعث تصيبني الكآبة شاعراً بالم حاد مما عاناه الآلاف من الذين تعرضوا للتعذيب . لقد غيبوا قادة الحزب في 1949 وفي 1963 أعادوا الكرّة بأضعاف مضاعفة ولكن كل خططهم وخطط أسيادهم فشلت ولم تنفع في إنهاء الحزب الشيوعي العراقي ولذلك ما أن يقترب موعد 31 من آذار يوم تأسيس هذا الحزب العملاق حتى أرى الضوء يقترب مني بأملٍ كبير من قرب الانتصار على كل من يريد أن يُقلل من شأن الحزب وإن لم يمارس القتل بعد ولن يقدروا،ومن يريد تحجيمه.أن الحراك المدني والذي يتشرف الحزب بالاشتراك به وبقوة وانضواء باقي التيارات تحت مسمى التيار المدني الديمقراطي والتظاهرات المستمرة ضد الفساد ومن اجل انتخابات حرة ونزيهة وتوفير فرص العمل للعاطلين وتوفير الخدمات ، وفضح الفاسدين كلها اهداف لهذا الحراك الذي ابتدأ في 2011 ،25 شباط وضرب وعاد الخائفون الى ضرب المتظاهرين السلميين في 11 شباط من هذه العام ولكن الحراك مستمر رغم كل المضايقات ومحاولة احتواءها عبر وعود كاذبة. ويحتدم الصراع بين من يمسك بزمام الامور في السلطة من جهة وبين من يريد التغيير والاصلاح الحقيقي والسلم الاهلي ومن اجل قانون احزاب حقيقي وقانون انتخابي نزيه ومفوضية انتخابات نزيهة.
ومع الانتصارات المتلاحقة للقوات المسلحة ولباقي الفصائل التي تحارب داعش الارهابية يقترب موعدنا احتفالياً مع ذكرى تأسيس عميد الاحزاب العراقية والذي عقد مؤتمره العاشر بنجاح كبير ورفد قيادته بدماء جديدة وهذا لم يكن يحدث لولا العمل والايمان العميق من قبل القيادة السابقة على التجديد المستمر للحزب ولبرامجه السياسية والتفاف الجماهير حوله.
في كل عام وشيوعيي ووطنيي العراق بخير ويحتفلون بهذه الذكرى العطرة من اجل التأكيد على الاهداف التي اعلنها الحزب والمتمسك بها طيلة عمره المديد في وطن حر وشعب سعيد.