المنبرالحر

الإرهاب في اربيل نذير خطر جديد في كوردستان / د. صادق إطيمش

الأعمال الإرهابية الأخيرة التي شهدتها كوردستان وخاصة في اربيل وفي هذا الوقت بالذات ينذر بابعاد خطيرة لها دلالاتها المنطقية التي يجب على حكومة كوردستان وأحزابها وكل منظمات المجتمع المدني فيها وجميع من يهمهم ان تظل اربيل وكل كوردستان منطقة امينة يهنأ بها اهلها الذين لاقوا ما لاقوا من التشريد وعذابات الحروب والإقتتال الحزبي ، وقد لاحت لهم اليوم إمكانات العيش بسلام الذي يجب ان ترعاه وتحميه وتحافظ عليه حكومة تضع مثل هذا الأمر ضمن اولوياتها فعلاً دون ان تتوجه إهتماماتها إلى اي مصلحة اخرى غير مصلحة شعب كوردستان وأرض كوردستان .
من الدلالات التي يمكن الإشارة إليها والمرتبطة بالعملية الإرهابية الأخيرة التي حدثت في اربيل هي مدى علاقة هذه العملية الإرهابية بدخول اللاجئين السوريين إلى ارض كوردستان . لا احد يعترض على ضرورة بل وجوب تفعيل التوجه الإنساني التضامني مع كل السوريين الذين يتعرضون لتبعات الحرب الدائرة اليوم على ارض هذا البلد الذي بلغ الدمار فيه حداً لا يطاق . والشعب الكوردي المعروف بطيبته وكرمه وشجاعته لم يتوان ولن يتوان في المستقبل عن مد يد العون لمن يحتاجها ، خاصة وإنه قد تعرض في مدى تاريخه النضالي البطولي إلى انواع النكبات والملاحقات والحروب بحيث تجمعت لديه خبرة كافية عن تقييم تبعات مثل هذه الأوضاع المليئة بالعنف واللاإنسانية ومعرفة واسعة عن مدى حاجة الشعوب التي تتعرض لمثل هذه المآسي إلى مد يد العون والمساعدة لها.
إلا ان هذا العون الذي يقدمه الشعب الكوردي اليوم في كوردستان إلى اللاجئين السوريين وذلك من خلال إستقبالهم واحتضانهم على ارض كوردستان ، يجب ان يتم عبر إتخاذ إجراءات إحتياطية لابد من إتخاذها لمواجهة مجرمي الإسلام السياسي الذين لا يتوانون عن إستغلال طيبة الشعب الكوردي هذه لتنفيذ مخططاتهم اإجرامية بما عُرفوا به من اساليب المكر والخديعة والكذب والتضليل . إنهم سوف لن يتوانوا عن إرسال مجرميهم بين صفوف اللاجئيين السوريين الأبرياء لينشروا الرعب والجريمة على ارض كوردستان التي يمكن ان نقول عنها بأنها آمنة نسبياً قياساً لما خلفته سياسة المحاصصات الطائفية والركض وراء المصالح الشخصية والحزبية والمناطقية من إنتشار الإرهاب والفوضى والعنف بكل اشكاله في المناطق الأخرى من العراق .
إن قوى الإسلام السياسي العاملة الآن على الأرض السورية والتي تحاول ان تسيطر على مناطق واسعة من الأراضي السورية قبل إحتمالات إيجاد الحل السياسي للقضية السورية ، والتي تعمل على تحقيق أعماقاً جغرافية لها في هذا الوقت بالذات ، والأراضي العراقية هي المفضلة لديها الآن ، إن هذه القوى الشريرة سوف لن تستثني ارض كوردستان من هذه المخططات الإجرامية وذلك من خلال تطعيم اللاجئين ببعض مجرميها بغية العبث بأمن المنطقة وقد تكون تفجيرات اربيل الأخيرة الخطوة الأولى للبدء بتنفيذ هذا المخطط الشرير.
إلا ان الأمر لا يقتصر على تسلل الإرهابيين مع اللاجئيين السوريين فقط ، بل انه يرتبط بوجود الحواضن لهؤلاء المجرمين داخل اراضي كوردستان . وتجربة تفشي الإرهاب وعملياته الإجرامية التي يعاني منها العراق منذ اكثر من عشر سنين تشير إلى ذلك بكل وضوح . لذلك يصبح من الواجب على القوى الأمنية في كوردستان ، بل وعلى كل شعب كوردستان ان لا يتماهل قيد انملة عن كشف هذه الحواضن والقضاء عليها وعدم السماح بانتشارها او وجودها بحيث يسهل تنفيذ العمليات الإرهابية من خلال وجود هذه الخلايا الإجرامية التي تعمل على تهيئة مستلزمات ايواء الإرهابيين القادمين من سوريا او تهيئة المستلزمات اللوجستية والمادية لهم لتنفيذ جرائمهم .