المنبرالحر

هل بدأ اللعب على المكشوف؟ / سامي سلطان

ان تداخل الصلاحيات انطلاقاً من طبيعة مواقع اقطاب السلطة يجعل تلك الاقطاب قادرة على ان تلعب ادوارا مختلفة او الاصح انها تلعب على الحبال وتقوم بحركات بهلوانية احياناً تصل الى حد السخرية انطلاقاً من انها لا تعير وزناً لما سيقوله عنها السواد الاعظم من الناس ناهيك عن المتابعين لتطورات الوضع السياسي في البلاد اقليميا وعالمياً، باستثاء احد الاطراف الأقليمية .
لو امعنا النظر في تحركات بعضهم ممن يشغل مناصب سيادية رغم فشلهم في قيادة الحكومة على مدى دورتين لوجدنا ان ذلك مخالفاً لقواعد الدستور ، إذ أن المادة” 48 “:من الدستور العراقي تقول:
” اقسم بالله العلي العظيم أن أؤدي مهماتي ومسؤولياتي القانونية بتفانٍ وإخلاص وان أحافظ على استقلال العراق وسيادته، وأرعى مصالح شعبه واسهر على سلامة أرضه وسمائه ومياهه وثرواته ونظامه الديمقراطي الاتحادي وان اعمل على صيانة الحريات العامة والخاصة واستقلال القضاء والتزم بتطبيق التشريعات بأمانة وحياد والله على ما أقول شهيد “.
فأين هؤلاء من الحيادية والحرص على النظام الديمقراطي وباقي مفردات القسم عندما يستغلون قنواتهم التلفزيونية التي أُسست بالمال الحرام لبث سموم التفرقة والترويج للطائفية واستخدام الالفاظ التي تخرج عن اطار الادب السياسي والأعراف في وصف مواطنين مدنيين سلميين يخرجون للتعبير عن ارائهم ويظهرون احتجاجهم على انعدام الخدمات وفقدان الامن الذي تفشى وحصد آلاف الارواح من ابناء شعبنا في طول البلاد وعرضها وتفشي ظاهرة الفساد في ادارة الدولة في اركانها الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية واحتلال ثلث ارض العراق بيد عصابات داعش المجرمة الذي يمضي ابناء قواتنا المسلحة في طريق طردهم وتخليص البلاد من دنسهم وهم يدفعون دماءٌ طاهرة في هذا السبيل.
هناك قاعدة ذهبيه معتمدة في ارجاء العالم ، أن كل سياسي يحترم نفسه يتخلى عن موقعه الحزبي في حالة تبوئه منصباً سيادياً في ادارة الدولة ، لأنه سيمثل الارادة العامة لأبناء الشعب على مختلف انتماءاتهم الحزبية الأثينية إلا ان هذه القاعدة غائبة لا بل مغيبة من قاموس السياسيين العراقيين الحاليين ربما البعض يعتقد انه يمارس حقهِ في التعبير عن رأيه بغض النظر عن الموقع الذي يشغلهُ ، وهذا صحيح جداً في حالة العراق ، بالاعتماد على مبدأ المحاصصة البغيض الذي جرى اعتماده في بناء الدولة منذ عام 2003 على يد بريمر في وضع كانت فيه القوى السياسية واقعة تحت تأثير الصدمة ، وحديثة العهد بالسياسة والطارئين عليها متلهفين الى اقتسام الكعكة والفوز بالغنيمة ، كما عبر عن هذا هؤلاء السياسيون انفسهم في اكثر من مناسبة وبكل وقاحة .
نصيحة للمتغطرسين من السياسيين القابعين في هرم السلطة الحاكمة، ان فكرتم في اقصاء وتهميش شعب بأكمله يطالب بحقه في بناء حياة حرة كريمة في ظل وطن آمن مستقر، تذكروا انكم تسعون الى حتفكم لا محال وهذا هو المنطق الذي لا جدال فيه، تمعنوا دروس التاريخ البعيد والقريب تجدون امثلة واضحة فيه .